2006 79

لنلاحظ بعضنا بعضًا

Bookmark and Share

كل المؤمنين الحقيقيين بالرب يسوع المسيح أعضاء في جسد واحد، وبالتالي فهم أعضاء بعضهم لبعض، وكل عضو في الجسد يحتاج إلى بقية الأعضاء·

وقد يتعرض أحد المؤمنين للضعف في ناحية معيَّنة، فيحتاج للتشجيع والتحريض من مؤمن آخر· وحيث إننا رفقاء في الغربة، ونتعرض جميعًا لآلام البرية ومصاعبها وأخطارها؛ لذلك نحتاج لملاحظة وتحريض إخوتنا الروحيين، كما أوصى الكتاب «لنلاحظ بعضنا بعضًا»· ويتمتع المؤمن بملاحظة الرب الشخصية له، فلقد سجل الكتاب المقدس عن يعقوب «أحاط به ولاحظه وصانه كحدقة عينه» (تثنية32: 10)، وقال أيوب: «لاحظت جميع مسالكي» (أيوب13: 27)، لكنه أيضًا يحتاج إلى ملاحظة إخوته·

وقبل أن نلاحظ بعضنا بعضًا يجب أن تستقر العين أولاً على الرب يسوع «لاحظ الكامل وانظر المستقيم» (مزمور37: 37)، «ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمله يسوع»، وأيضًا «لاحظوا رسول اعترافنا ورئيس كهنته المسيح يسوع» (عبرانيين3: 1؛ 12: 2)، وأيضًا نلاحظ شريعة الرب ونحفظها بكل قلوبنا (مزمور119: 34)·

وعندما نفعل ذلك، يجب ألا يكون الهدف هو كشف نقائص الآخرين أو أخطائهم للتشهير بها، بل للتحريض على المحبة والأعمال الحسنة·

وما أجمل ارتباط المؤمنين معًا في جوٍّ من المحبة الأخوية والشركة، حيث إن الابتعاد عن ذلك يؤدي إلى الضعف والبرودة الروحيين·

اهتم أحد خدام الرب بشخص اعتاد حضور اجتماعات الكنيسة، لكنه تغيب؛ فصلّى من أجله، وذهب إلى بيته، فوجده جالسًا وحيدًا قرب مدفأة، فجلس بجواره، ولم ينطق بكلمة واحدة· ساد الصمت قليلاً· حدق خادم الرب إلى اللهب في الموقد، ثم تناول الملقط، والتقط بحذر جمرة ملتهبة، ووضعها على الرماد بعيدًا من مثيلاتها، ورجع إلى مكانه وهو لا يزال صامتًا، وكان مضيفه يفكر بهدوء، فيما الجمرة تتوهج ثم تخبو· ولم يطُل الوقت كثيرًا حتى بردت وخمدت وتلاشى توهجها· ثم التقط الخادم الجمرة الباردة وأعادها إلى النار، وفي الحال بدأت تتوهج من جديد مثل باقي الجمرات· ولما نهض الخادم ليغادر، وقف مضيفه معه، وشدَّ على يده مصافحًا، ثم ارتسمت بسمة على وجهه وقال: "شكرًا أيها الأخ العزيز على هذه العظة العيانية والصامتة؛ سأراك إن تأنى الرب في مجيئه الأحد القادم في اجتماع الكنيسة"·

وعندما نحرض إخوتنا على المحبة والأعمال الحسنة، ينبغي أن نكون نحن قدوة لهم في ذلك، فالمحبة يجب أن تكون تاعبة ومرتبطة بالبذل والعطاء والتضحية وكذلك الأعمال الحسنة· قال الرب يسوع في عظته على الجبل: «فليضيء نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السماوات» (متى5: 16)·

أخي ·· أختي ·· ليتنا ننظر إلى الرب يسوع أولاً، ثم نلاحظ إخوتنا ونحرضهم على المحبة والأعمال الحسنة، وأيضًا نقبل ملاحظة إخوتنا لنا وتحريضهم·

 

امين هلال
 

الصفحة الرئيسية - إتصل بنا - نبذة عن المجلة

كتّاب المجلة - أعداد نحو الهدف السابقةصفحة البحث

©2010 Nahwal Hadaf