2016 137

بين الأصحاب

Bookmark and Share

بين الأصحاب مواقف كتيرة بتحصل؛ في منها اللي ممكن يكون حصل معاك، وفي منها اللي ممكن تشوفه بيحصل قدامك، العبرة إننا منسيبش المواقف تعدّي كده وخلاص، لكن نطلع منها بدرس يكمِّل بينا لباقي العمر!

النهاردة دخلت شخصية جديدة بين أصحابنا ندى وريهام، اسمها نانسي. نانسي تبقى بنت خالة ندى، اللي جايين من المنيا مخصوص علشان يسلِّموا على بيت ندى.

راحوا الاصحاب إجتماع ثانوي، واليوم ده كان مميَّز ومختلف، مش بس لأن نانسي أول مرة تحضر معاهم، لكن كمان علشان كان الاجتماع عبارة عن حفلة وفقراتها من تقديم شباب الاجتماع. فريق ترانيم فيه أصوات حلوة أوي، واسكتش بسيط ظريف، بس الغريب إن نانسي ماتبسطتش في الاجتماع!

بعد ما رجعت البيت، ووقت النوم تحديدًا ابتدت الأصوات تقوم جواها: أنا قليلة جدًا، أنا إيه اللي جابني هنا، وإيه اللي خلاني احضر الإجتماع ده علشان اتعقَّد! أنا ولا حاجة! صوتي نشاذ، ودمي تقيل، حتى شكلي أنا نفسي مش بحبه! لا عندي موهبة واحدة، حتى ولا متفوقة في الدراسة!

نامت نانسي ودموعها جوة عنيها وألمها محبوس جوه قلبها.. كان لازم تستحمل لأنها مستحيل تقول لحد على اللي تاعبها، مستحيل تشارك أي حد إنها ولا حاجة!!

تاني يوم صحيت على صوت دوشة ريهام وندى!!

نانسي: صباح الخير.

ريهام: صباح النور، قومي يللا إنتي هتقضي اليوم في السرير ولا إيه؟

نانسي: الحقيقة آه، أنا حاسة إني تعبانة شوية.

ندى: انتي بتتدلعي، ما إنتي كنتي زي الفل امبارح! قومي بقة يلا متأخريناش!!

نانسي: طيب بالراحة، هنروح فين؟

ريهام: هنطلع رحلة، معتقدش أبدًا إنك ممكن تنسيها

ندى: هنطلع قافلة لمنطقة شعبية فقيرة نوزَّع فيها كراتين أكل.

نانسي: لا معطلكمش، روحوا انتوا وأنا هستناكم على العشا.

ريهام: ليه يا بنتي تضيعي فرصة جميلة زي دي؟ صدقيني هتتبسطي.

وافقت نانسي بعد ضغط وزن كتير من ندى وريهام.

راحت نانسي القافلة معاهم، لكنها كانت واخدة قرار إنها مش لازم تتعامل مع أي حد!

ركبت الاتوبيس واختارت كرسي بعيد جنب الشباك وقعدت جنبها ريهام. أول ما ابتدت تسرح، وتراجع للمرة الألف الاسطوانة اللي سمعتها قبل ما تنام، قطع سرحانها صوت مسؤول القافلة وهو بيصلي!

سمعته بيقول: خلينا يا رب نكون إيدين الرب يسوع، ابتسامة الرب يسوع، خليهم يشوفوك انت فينا.

كانت كلمات جديدة على ودان نانسي لكنها مريحة بشكل غريب!

طلب القائد إن كل اتنين قاعدين جنب بعض يصلّوا مع بعض.

نانسي قالت لريهام: معلش أنا مش بعرف اصلي بصوت عالي.

ردت ريهام بمودة: مفيش مشكلة، أنا هصلي.. يا رب يسوع احنا بنشكرك إنك إديتنا الفرصة دي علشان نخدمك، بشكرك لأجل وجود نانسي معايا النهاردة، بصلي إنك تستخدمها وتأيدها بالبركة، بصلي إنك تستخدمنا في إننا نعرَّف الناس النهاردة عن محبتك وعن قلبك اللي كله حنان اللي عاوز يوصل لكل الناس، آمين.

ارتاحت نانسي جدًا بعد صلاة القائد وريهام. حست إن اليوم النهاردة ممكن فعلاً يكون مختلف وميتنسيش.

حاولت تسكت أي صوت جواها بيضايقها وابتدت تصلي في سرها: يا رب أنا معرفش إيه اللي طلعني القافلة دي، لكن أنا حاسة إنها هتكون حاجة مختلفة. يا رب خليني أوصَّلك لكل اللي محتاجين، أنا آه مش بعرف أعمل حاجات كتير، لكن استخدم القليل اللي عندي ده. يا رب من فضلك متخلينيش أتضايق النهاردة، آمين.

وصل الاوتوبيس مكان القافلة، وابتدت المجموعة تنظَّم الناس وتنظم توزيع الكراتين.

إندمجت نانسي جدًا في المساعدة، ونسيت أي حاجة كانت مضايقاها، كان كل همها إنها تكون زي ما قال القائد: “ايدين وقلب الرب يسوع”.

ابتدت تطبطب على الأطفال المحتاجة وتحكي وتلعب معاهم. قعدت تسمع لاحتياجات الناس التعبانة اللي محتاجة بس حد يسمعلها! وبدل ما كانت واخدة قرار إنها مش هتتعامل مع حد، كانت بتتحرك بحماس شديد علشان تساعد بأكتر طاقة موجودة عندها!

خلصت القافلة، ودَّعت نانسي الأطفال اللي كانت بتلعب معاهم، وركبت الاوتوبيس وهي عندها إحساس كبير بالفرح محستهوش قبل كده.

قعدت مكانها، راحت ريهام قالتلها: بجد يا نانسي إنتي طلعتي إكتشاف.

اتخضت نانسي: أنا؟

ريهام: ربنا يباركك يا حبيبتي، إنتي كنتي رائعة النهاردة، أنا قعدت اتفرَّج عليكي وإنتي بتحكي مع الناس وإنتي بتلعبي مع الأطفال، إنتي كنتي صورة جميلة للرب يسوع.

حسِّت نانسي إن التشجيع ده مش من ريهام، لكن مبعوتلها من السما مخصوص.

ممكن فعلاً ميكونش عندك موهبة مُبهرة تخليك مختلف وفريد بين الناس زي نانسي، لكن اللي أكيد هو إنك لو عندك “قلب الرب يسوع” فإنت الاحتياج الرئيسي للعالم كله.

كام واحد مستني ولو مجرد إبتسامة؟

كام واحد نفسه في حد يحسّ بيه ويمدّ له يد المساعدة؟

كام واحد محتاج إن حد يجاهد لأجله في الصلاة؟

قيمتك الحقيقية مش في مواهبك ولا شكلك ولا مستوى ذكائك - وإن كانت الحاجات دي عطايا من الرب علشان نستخدمها في تحقيق مشيئته من حياتنا - لكن قيمتك الحقيقيه هي قيمتك في عنين اللي خلقك والحاجة اللي فعلاً هاتميِّزك إنك تكون شبهه.

صلي معايا الترنيمة اللي بتقول:

عاوزين يا رب نكون عايشين حسب قصدك

عاوزين حياتنا تكون تعبير صحيح عنك

آن عماد
 

الصفحة الرئيسية - إتصل بنا - نبذة عن المجلة

كتّاب المجلة - أعداد نحو الهدف السابقةصفحة البحث

©2010 Nahwal Hadaf