هل فكرت في يوم من الأيام تشكر ربنا على الهوا اللي كل يوم بتتنفسه؟ - سؤال شكله غريب!! هل فكرت في يوم من الأيام تشكر ربنا على صحتك؟ هل فكرت في يوم من الأيام تشكر ربنا على مكان سكنك، حتى لو كان بسيط؟ هل فكرت في يوم من الأيام تشكر ربنا على عيلتك؟ هل فكرت في يوم من الأيام تشكر ربنا على كتابك المقدس اللي عندك في البيت أو على الموبايل؟ ممكن تقول كل الناس عندها كتب مقدسة؟ صحيح في المجتمع المحيط بك ممكن، لكن في ناس ميقدروش يقتنوا كتاب مقدس في بيتهم وبينزل الكتاب المقدس على موبايله يقرأ الكتاب ويمسحه الأبليكشين تاني. هل فكرت في يوم من الأيام تشكر ربنا على الكنيسة اللي في بلدك وينفع تحضر من غير ما تغير شكلك أو اسمك؟ هل فكرت في يوم من الأيام تشكر ربنا على اللبس اللي عندك حتى إن كان قليل وبسيط؟ هل فكرت في يوم من الأيام تشكر ربنا في وقت ما الجو بيكون برد أنك جوه بيت وعندك بطانية تدفي نفسك بيها؟ هل فكرت تشكر ربنا وقت لما تعدي في ضيقة وتلاقي ناس واقفة جنبك تساعدك؟
يمكن تكون في أسئلة من الأسئلة دي بالنسبة لك غريبة أو أول مرة تقراها، وممكن يكون العكس. لكن لو فكرنا شوية هنلاقي حاجات تاني كتيرة جدًا محتاجين نشكر ربنا عليها زي إنك كل يوم بتصحى من النوم سليم وبتتحرك في ناس تاني نامت وانتهت حياتها ومقامتش من النوم، وإنك بعد ما تصحى بتتحرك لوحدك وبتسند نفسك مش محتاج حد يسندك ويوصلك دورة المياة. ممكن تقول في نفسك دي حاجة بسيطة جدًا مش مستاهلة إني أشكر عليها وكل الناس بتعمل كده. صدقني “لأ” مش كل الناس بتعمل كده، في ناس متقدرش تروح دورة المياه لوحدها محتاجة حد يساعدها أو يتسند على عكاز. لكن إحنا بنحس أنه دي أمور عادية مش مستاهلة نشكر الله عليها، لكن في الحقيقة دي مش أمور عادية، الفكرة إننا مش بنحس بيها غير لما نفقدها ولو لوقت معين؛ زي مثلاً يحصل كسر في الرجل فبتكون مش عارف تتحرك بسهولة أو كسر في الإيد فبتكون مش عارف تعمل أبسط الأمور إنك تغسك وشك أو تلبس هدومك.
كمان إنك تأكل الأكل اللي بتحبه وميكونش بيسبب لك تعب لجسمك وتستمتع بأكله؛ دي حاجة تشكر الله عليها. ممكن تقول إن دي مش مستاهلة شكر، لكن أقولك لما تشوف ناس معاها فلوس كتير لكن مش قادرة تاكل الأكل اللي بتحبه هتعرف إنه دي نعمة من الله إن تأكل الأكل اللي بتحبه. كمان إنك تنزل من بيتك تروح شغلك أو مدرستك أو الجامعة وتقضي وقت كتير برة البيت وفي مواصلات وترجع البيت سليم من غير أي حوادث، دي نعمة من الله محتاج أشكر الله عليها لأنه في ناس نزلت من بيتها ومرجعتش، في ناس عملت حوادث وانتهت حياتهم، أو حصل لهم إصابة، لكن إنت رجعت سليم البيت أمر يستحق الشكر فعلاً.
ولما ينتهي يومك وترجع البيت وييجي وقت النوم وتنام بسهولة دي حاجة أشكر الله عليها لأنه في ناس على سرير المرض مش قادرة تنام بسهولة من شدة الآلم، وفي ناس ممكن تكون في البيت بس عندها أمور مسبِّبة ليها ضغط شديد مش عارفة تنام بسببه، فإنك تنام بسهولة وتنام مطمِّن دي أمور محتاج إنك تشكر الله عليها.
الشيطان بينجح إنه يخلينا نشوف الحاجة اللي مش عندنا؛ بمعنى تاني إننا نركِز على النُصّ الفاضي، فمش بنشوف غير اللي إحنا محرومين منه ويعمل عليه zoomويملأ عقولنا بيه، وعنينا مش بتشوف البركات اللي الرب بيمتعنا بيها كل يوم. مع إن التذمر مش هيغيَّر الوضع لكن هيبقى من رديء لأردأ، لكن الشكر وقبول الأمور من يد الله هيهون أوقات وظروف كتيرة صعبة جدًا.
إيه االلي هيحصل لما أشكر على الأمور البسيطة؟
أولاً: بأمجِّد الله لأني بأطيع كلامه (كولوسي٤: ٢؛ فيليبي٤: ٦؛ أفسس٥: ٤؛ ٢كورنثوس١٥: ٤؛ ١تسالونيكي٥: ١٨).
ثانيًا: باشعر بالرضا الداخلي والاكتفاء بما عندي غير ناظر لممتلكات الآخرين (فيليبي٤: ١١-١٢).
ثالثًا: لما بأشكر الله على الأمور البسيطة وظروفي العادية، لما تيجي الظروف الصعبة والتجارب هأقدر أشكر الله على الظروف دي وأتقبلها من إيده (أيوب٢: ١٠).
عزيزي الشكر سلاح قوي به ندمِّر قلاع التذمر وعدم الرضا، فنختبر الفرح ونمجِّد الله ونشكره: قائلين مع المرنم:
شكرًا ليك يا اللي بترعاني
يا للي ايدك دايمًا رفعاني
لكن التذمر يملأ النفس بالمرارة والسخط، ولن تجني منه غير الخسارة على كل النواحي.
الشكر والتذمر طريقان ينبغي أن نسلك في واحد منهما، ولك أنت الاختيار.