"إن الرجال الذين يُظهرون المسيح بقوة فى حياتهم والذين كان لهم أكبر التأثير فى العالم، هم أولئك الذين قضوا وقتاً طويلاً مع الله، بل جعلوا هذا علامة مميزة فى حياتهم. وهكذا نستطيع أن نقول أنك كلما مكثت قليلاً مع الله سوف تُستخدم قليلاً من أجل الله."
ماهو وقت الخلوة ؟
أ - إنه الوقت الهادئ غير المستعجل لقراءة الكتاب والصلاة.
ب - إنه مركز وقلب شركتك مع الله
ضرورة وقت الخلوة ؟
أ - للنمو والتغذية : إن الطعام والتغذية السليمة ضروريان للنمو الصحى لأجسادنا. وبنفس الطريقة فإن التزوّد القوى من كلمة الله يقود إلى النمو الروحى والصحة الجيدة. (1بطرس 2 :2 – مزمور 119: 130؛ إرميا 15: 16؛ عبرانيين 5: 12-14)
ب - للعشرة الضرورية مع الرب يسوع المسيح : حتى نعوّد أنفسنا على حديث المحبة الخاص مع الرب بحرية وفى بساطة. إننا نحتاج أن نتعلم كيفية تمييز حضور الله معنا. (1كورنثوس 1: 9؛ يوحنا 15: 4)
الكتاب المقدس ووقت الخلوة: هناك إختلافات كثيرة بين قراءة الكتاب خلال وقت الخلوة وقراءة الكتاب كجزء من برنامج منظم للدراسة.
(أ) القراءة وقت الخلوة :
فى وقت الخلوة تقرأ اصحاح أو اصحاحين وتضع العلامات التى تراها فى كتابك بدون استعجال. تذكر أنك هنا لتتقابل مع شخص وليس لكى تنجز عملاً ما. توقع أن الله يؤثر فيك بشئ من الكلمة تحتاج أن تسمعه فى هذا اليوم بالذات. وبعد مرور فترة من الزمن ربما أيام أو أسابيع قد تستخلص أساليب وانطباعات خاصة لحياتك.
إنك هنا لن تنشغل بالتفاصيل الصغيرة كما يحدث فى الدراسة لكنك تركز فى الدرجة الأولى على الفكرة العامة للفقرة أو الأصحاح. إن القراءة سوف تعطيك فكرة أوضح عن شخصيات ومواضيع الكتاب المقدس.
إننا يمكن أن نشبه القراءة بالطيران فوق مدينة بواسطة طائرة هليكوبتر. من الطائرة سوف نرى المنظر العام للمدينة ومعالمها الرئيسية من مبانٍ هامة وأنهار وحدائق. ولكن سوف نفتقد كثيراً من التفاصيل.
وهكذا القراءة فى وقت خلوتك، أنت تقرأ، تضع العلامات، تكتب شيئاً فى مذكراتك، ثم تتجاوب بالصلاة مع ماأخذته لنفسك. إنها فترة لتجديد الذاكرة والانتعاش ورفع النفس.
إن الفائدة الرئيسية من القراءة هى الحصول على الاستنارة بالكتاب وكلما قرأنا بقلب مفتوح فإن الله سوف ينقى أفكارنا ورغباتنا ودوافعنا. وعندها يتحقق قول الرسول «تغيروا .. بتجديد أذهانكم» (رومية 12: 2).
إن قراءة كلمة الله هى الأساس الهام لوقت الخلوة.
ب - دراسة الكتاب :
بينما تُعطينا القراءة نظرة عامة عن الكتاب فإن الدراسة تهتم بتفاصيل الفقرة وارتباطها بتعاليم الكتاب الأخرى. لقد شبهنا القراءة بالطيران فوق المدينة لأخذ نظرة عامة لها، أما الدراسة فيمكن تشبيهها بقيادة سيارة داخل شوارع المدينة. وهنا نتعرف على الكثير من التفاصيل ونتعلم كيف نصل إلى بيتنا وماهو أقصر الطرق التى توصلنا إليه.
وهكذا فإننا بدراسة الكتاب نكتشف التعاليم المختلفة ونضعها جنباً إلى جنب حتى نحصل على صورة واضحة تفصيلية لها.
إن دراسة الكتاب تحتاج وقتاً أكثر من القراءة. فبينما يمكن قراءة أصحاح بتركيز في خمس دقائق، تحتاج دراسة هذا الأصحاح ربما إلى أكثر من ساعة. وبالإجمال فإن قراءة الكتاب ودراسته تلعبان دوراً هاماً ومتميزاً فى تعميق وترسيخ حياتنا المسيحية.