عزيزى الشاب وعزيزتى الشابة أصدقاء مجلة الهدف، يسعدنا أن نشارككم مشاكلكم ونحاول - بمعونة الرب - مساعدتكم سواء بالصلاة وحدها أو باقتراح الحلول التى نراها مناسبة على صفحات مجلتكم. لذلك لاتترددوا فى إرسال مايُرعجكم الينا.
والمشكلة التى نطرحها فى هذا العدد لخصها صاحبها فىالآتى :
»» ولدت فى عائلة مؤمنة تخدم الرب ونشأت منذ صِغرى فى الاجتماعات وعرفت الكثير عن الرب وظننت أنى أخذته مخلصاً لى أو هكذا أوحى إلىّ بعض الأخوة لأنى عشت كما يروق لهم. لكنى الآن فى حيرة من أمرى فليس عندى دليل واحد يؤكد إيمانى بالمسيح، فلم أشهد تغيراً فى حياتى لأنى منذ البداية تربيت كما يعيش المؤمنون. والآن كيف أستطيع أن أُثبت لنفسى - ولنفسى فقط - إيمانى من عدمه ؟««.
ولصاحب هذه المشكلة أقول:
أولاً : أهنئك على صراحتك وحُسن تعبيرك عن مشكلتك و إخلاصك فى أن تعرف حقيقة نفسك. وياليت كل قارئ يسأل نفسه بصدقً إن كان قد حصل على خلاص الله بالمسيح يسوع أم لا. ثم إنى أدعوك لتشكر الرب لأجل نشأتك فى عائلة مؤمنة ولأنك ترّبيت كما يعيش المؤمنون فهذا امتياز عظيم ربما لم تدرك أبعاده بعد لكنك حتماً ستدركها فيما بعد.
ثانياً : يجب أن تعرف أن الذين خلصول لم يكونوا كلهم كبولس الذى قبل المسيح وتغيّر فى لحظة محددة وبطريقة واضحة فهناك أيضاً تيموثاوس الذى كان منذ الطفولية يعرف الكتب المقدسة والذى بلاشك نشأ كما نشأت أنت. وإنه لأمر معروف إن معظم المؤمنين الذين نشأوا هذه النشأة لايتذكرون متى ولا كيف قبلوا المسيح مخلصاً لهم، وأكثرهم إجتاز نفس المشكلة وعبروا منها سالمين.
ثالثاً: من المعروف أن كل شاب فى بداية مرحلة الشباب يعمل جاهدا لينال رضى المجتمع الصغير الذى يعيش فيه ويشعر بالأمان والقبول طالما أن مجتمعه هذا راضيٍ عنه، فلا تدن نفسك كثيراً لأنك عشت كما يروق للمؤمنين، فعندما تنضج روحياً ونفسياً ستعيش كما يروق للرب فقط.
رابعاً: لاداعي لأن ترتبك بالبحث فى ماضيك عن أدلة تؤكد لك هل حدث تغيير فى حياتك أم لا. ومالنا بالماضى، دعنا نفحص حالة اليوم من خلال الأسئلة الآتية التى أرجو أن تجيب عنها بإخلاص:
1 - هل تشعر الآن بإحتياجك لله ولاتتخيل أن تعيش حياتك ولا أبديتك بدونه؟
2 - هل توافق ماأعلنه الله فى الكتاب أنك بدون المسيح فاسداً جداً وشرير، ومذنب تستحق دينونة الله العادلة جزاء ما ارتكبته من آثام؟
3 - هل تقبل محبة الله لك المعلنة فى موت المسيح نيابه عنك وتثق فى كفايته لغفران خطاياك؟
4 - هل زادتك الأيام إقتناعاً بفساد تكوينك القديم (الجسد) وأنه (أى الجسد) لايحب ولايستطيع أن يخضع لله؟
5 -هل تشتاق لحياة النُصرة على الجسد وبالتالى تعيش صراع بين والجديد القديم؟
6 - ماهو شعورك الآن إذا تخيلت نفسك أنك غير مؤمن، وأنك كنت تخدع نفسك طوال الماضى؛ هل يُصيبك هذا بالحزن الشديد والشعور بالضياع والخوف؟
إذا كانت إجاباتك بنعم على هذه الأسئلة فأنا لاأشك أنك مومن ، وإن كانت بلا فأنا أيضاً لاأشك فى أنك لازلت فى خطاياك. أما إن كانت بعض الإجابات نعم وبعضها لا فأعِد المحاولة مرة أخرى مصليا، وارسل لى بما وصلت إليه . والرب معك