أنهار الكتاب المقدس

نهر الفرات
ثالث أهم نهر في الكتاب المقدس (بعد الأردن والنيل)، ذُكر باسمه 21 مرة بالإضافة إلى مرات كثيرة فيها يُشار إليه بالنهر (انظر تكوين 31: 21)، أو النهر الكبير (انظر تثنية 1: 7). ينبع النهر من مصدرين مختلفين في أرمينيا، ثم يتحد المصدران معًا مكونين نهرًا واحدًا يتجه نحو البحر الأبيض خلال سلسلة جبال طوروس، إلى أن يصطدم بجبال لبنان الشمالية التي تمنع استمرار سيره نحو البحر فينحرف ناحية الجنوب الشرقي إلى أن يصب في الخليج العربي.

أما منبعا النهر فأحدهما يقع في جبال أرمينيا والثاني في جبال أراراط الشهيرة التي استقر عليها فلك نوح (تكوين 8: 4). وفي سير النهر يمر بتركيا ثم سوريا ثم العراق. والبقعة التي فيها يقطع الحدود التركية السورية قريبة من مدينة كركميش، وهي مدينة هامة في التاريخ إذ كانت عاصمة مملكة الحثيين القديمة وفيها وقعت حرب بين مصر وبابل، وانحاز فيها الملك يوشيا التقي لصف ملك بابل فقتله نخو ملك مصر. ويستمر النهر متدفقًا إلى أن يبلغ أقصى اتساع له بالقُرب من التقاء نهر الفرات بنهر خابور.

هذه المنطقة تُسمَّى في الكتاب «أرام النهرين» (وهما نهر الفرات ونهر خابور) وفيها تقع مدينة حاران التي سكن فيها إبراهيم فترة من حياته (تكوين 11: 31)، وإليها أرسل عبده ليأخذ زوجة لاسحق (تكوين 24: 10). ثم يستمر النهر حاملًا اسم «الفرات» متجهًا إلى الجنوب الغربي، مُنتهيًا عند مدينة البصرة حيث يتحد مع نهر دجلة، ويكوّن النهران معًا ما يسمى بشط العرب وهو مجرى مائي صالح للملاحة طوله حوالي 190 كم قبل أن يصب ماءه في الخليج العربي.

والمنطقة الواقعة بين نهري دجلة والفرات تُسمى في الكتاب « ما بين النهرين»، التي دُعي إبراهيم منها أولًا (أعمال 7: 2،3)، وفيها نمت أقدم حضارة في العالم.

من ضمن المُدن الشهيرة التي بُنيت قديمًا على نهر الفرات؛ مدينة كركميش، وقيش، وبابل، وأور.

طول النهر الاجمالي حوالي 2850 كم، وهو يُعتبر أطول وأهم نهر في غرب آسيا. وهو كما فهمنا يمر بثلاثة بلاد: تركيا وسوريا والعراق (40 % من النهر في تركيا، 15 % في سوريا، 45 % في العراق).

ونتيجة ذوبان الثلوج على جبال أرمينيا في فصل الربيع يحدث فيضان سنوي (خلال شهر مايو). .. .. .. ورد ذكر الفرات في أول وآخر أسفار الكتاب المقدس. فيَرِد في رؤيا 9: 14، 16: 10، كما يذكر في تكوين 2: 14 باعتباره أحد أفرع النهر الذي كان يسقي الجنة. .. .. .. يرتبط نهر الفرات في الكتاب المقدس بمملكة أشور، تلك المملكة التي يميزها العداء ضد شعب الله، هذا العداء المقترن بالشراسة والقسوة. لكن لأولئك الأعداء يوجه إليهم الله النعمة العجيبة؛ نهر الفرات الذي معنى اسمه الغزير أو المتدفق. وهكذا يتجه الله بالبركة الروحية الفائضة حتى للأشرار. ألم يكن شاول الطرسوسي مثالًا للعداء ضد يسوع الناصري وكنيسته، لكن النعمة اتجهت إليه كقوله «أنا الذى كنت قبلًا مجدفًا ومُضطهدًا ومفتريًا، ولكنني رُحمت لأني فعلت بجهل في عدم إيمان وتفاضلت نعمة ربنا جدًّا» (1تيموثاوس 1: 13،14).
صديقي؛ مهما كان عداؤك للمسيح فإن الله مستعد أن يرحمك إن أنت أتيت إليه بالتوبة والإيمان.

 
خواطر لا تُنسى

رجائي .. رجائي أنت يا صانع كل شيء وأفضل من كل شيء. يا خالق الجمال وأجمل من كل جمال، يا مصدر القوة وأقوى من كل قوة، يا صانع كل عظيم وأعظم من كل عظيم، يا رافع كل متضع وأنت أعلى من الكل ... أنت لي كل ما أحب. إن أحببت الذهب فقط لا أجده مع بحثي عنه بإجتهاد، أما أنت يا إلهي فمن بحث عنك ولم يجدك؟. وإن وجدت الذهب فلن يسعدني أما أنت فمن أحبك ولم يجد فيك كل الهناء؟ ... أنت لي كل هناء و إرتواء، فهبني أن أحبك.