يحدثنا الكتاب المقدس عن أشياء صغيرة وقليلة، لكنها في نفس الوقت خطيرة وهادمة ومعطلة لنمونا الروحى :
3] الخميرة الصغيرة : «ألستم تعلمون أن خميرة صغيرة تخمّر العجين كله» (1كورنثوس 5: 6)
يُشير الخمير في الكتاب المقدس إلى الشر، سواء شر السلوك أو شر التعليم، وكلاهما خطير جدًّا على حياتنا الروحية. لذلك يجدر بنا من الصِغر أن نتعلم كلمة الله الصافية ولا نتمسك بتعاليم الناس مهما كانت.
لقد قال الرب لتلاميذه في متى 16: 6-12 «انظروا وتحرزوا من خمير (تعليم) الفريسيين والصدوقيين..» ولابد أيضًا أن يكون سلوكنا العملي خاليًا من الشر أو الاندماج مع الأشرار.
فلا تستهن يا عزيزي بالاندماج مع أصدقاء السوء لأن تأثيرهم ردئ للغاية وشرهم يتفشى وينتقل بسرعة كالعدوى. فكما يتجنب الشخص السليم مُخالطة المرضى بأمراض مُعدية، كذلك يجب عليك أن تتجنب الأشرار، فالخميرة الصغيرة تخمر العجين كله والكتاب المقدس يعلمنا أن خاطئًا واحدًا يُفسد خيرًا جزيلًا (جامعة 9: 18). فليتك تتجنب أمثال هولاء وتتبع البر والايمان والمحبة والسلام مع الذين يدعون الرب من قلب نقي (2تيموثاوس 2: 22) «لا تضلوا فإن المعاشرات الردية تفسد الأخلاق الجيدة» (1كورنثوس 15: 33)
4) النوم القليل : «قليل نوم بعد قليل نعاس وطي اليدين قليلاً للرقود فيأتي فقرك كساعٍ (من يمشي بسرعة) وعوزك كغازٍ» (أمثال 6: 10،11) (الغُزاة هم الذين يمثلون الأرض لاستعباد شعبها).
النوم القليل أي الاسترخاء وطي اليدين تمهيدًا للنوم، إنما هو مجلبة للفقر والعوز. كم هو أمر خطير أن نتكاسل ولا نجتهد في عمل الرب لنعمل معه مادامت الفرصة مُتاحة لنا لأن نعمل!.
فليتنا أعزائي الشباب نعمل ونشهد للمسيح ولا يستهن أحد بحداثتنا. فكم استخدم الرب أشخاصًا صغارًا في السن وعمل بهم أعمالًا عظيمة. أن الكتاب المقدس ملئ بالأمثلة الحية لتشجيعنا. فمثلًا الفتاة الصغيرة التي كانت في بيت نعمان السرياني: لقد تكلمت كلمات قليلة جعلت قائد الجيش الأبرص يتجه إلى أليشع النبي ويخلص من برصه ويرجع إلى بلاده الوثنية ليعبد الرب وحده (2ملوك 5). فاعمل عزيزي بقدر ما أعطاك الرب من إمكانيات وهو سيقودك إلى عمل أعظم مُستمعًا للمكتوب « في الصباح ازرع زرعك. وفي المساء لا ترخِ يدك» (جامعة 11: 6).
والرب سيأتي عن قريب ليجازي كل واحد كما يكون عمله.