استقلت سيدة قطارًا في رحلة قصيرة. وما أن صعدت إلى عربتها حتى انشغلت في ترتيب حقائبها على الرف وأخذت تبدل في أوضاعها حتى وصلت للوضع الذي يعجبها. ثم صرفت وقتًا في تعديل وضع كرسيها وجلستها. ثم قررت تغيير مكانها، ولما استقرت في المكان الجديد فتحت حقيبة يدها وأخرجت أدواتها وبدأت تصفف شعرها وتعدل من مظهرها.
وأخيرًا، استراحت في كرسيها وقررت أن تستمتع بالمناظر الطبيعية الرائعة التي كان القطار يمر خلالها والتي تُعتبر من أجمل المناظر الطبيعية في العالم. ولكنها في هذه اللحظة سمعت مُذيع القطار يُعلن قُرب وصول القطار للمحطة التي ستنزل فيها.
لقد فات هذه السيدة التمتع بتلك المناظر الرائعة بسبب اهتمامها بأمور تافهة. وكم من أُناس أضاعوا رحلة عمرهم في الاهتمام بأمور لا تستحق، ثم فوجئوا بأنهم اقتربوا من محطة الوصول وأوشكت حياتهم على الانتهاء دون استعداد للأبدية (مثل الغني الغبي)، يا لها من خسارة. فإن ما فقدوه لم يكن مجرد مشهد طبيعى جميل، بل نفوسهم الخالدة وكل شيء.
ما أحرانا أن ننتبه إلى أن الوقت يمضي سريعًا وأننا لا نستطيع إعادته من جديد.
«إحصاء أيامنا هكذا علمنا فنؤتى قلب حكمةٍ»
(مزمور 90: 12).
«اليوم إن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم»
(عبرانييـــــــــــــن 3: 15).
«مفتدين الوقت لأن الأيام شريرة»
(أفسس 5: 16)