ونحن بصدد إصدار أي عدد من أعداد نحو الهدف، نصلي أن يستخدم الرب كل ورقة بل كل سطر منها لبركة من تمتد أيديهم ليمسكوا بالمجلة ولو من باب الفضول. ومن فترة طويلة، أراحنا الرب على أن يكون ظهر الغلاف عبارة عن رسالة قصيرة من آية وصورة. ونحكي لك اختبارًا مفرحًا عن كيف حققت هذه الصفحة هدفها، نقلاً عن فم شاهد عيان لما حدث في إحدى قرى صعيد مصر، واحترامًا لرغبة أبطال القصة نحجب أساميهم ونكتفي برمز لها. حكى صديقنا يقول:
كان الأستاذ (س) مدرسًا من الزملاء في المدرسة التي أعمل بها. وكان من المعروف عنه صعوبة الوصول إليه بأي شيء عن المسيح كمُخَلِّص، فقد كان يصد مُحَدِّثه وينهي الكلام سريعًا. وفقد الكثيرون الأمل فيه. وذات مرة، دخل إلى المكان الذي نستريح فيه وقت فراغنا من العمل، وكنت أضع أمامي العدد رقم 87 من نحو الهدف، وكان مقلوبًا فظهر ظهر غلافه وعليه لوحة جميلة عليها آيتين: «لأَنَّ مَا انْغَلَبَ مِنْهُ أَحَدٌ، فَهُوَ لَهُ مُسْتَعْبَدٌ أَيْضًا!» (2بطرس2: 19)، «فَإِنْ حَرَّرَكُمْ الابْنُ فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَارًا» (يوحنا8: 36). التقطها الأستاذ (س)، على غير عادته، وتأمل فيها قليلاً، ثم خرج. لم تمر سوى أيام قليلة حتى لاحظنا تغييرًا على حياته. لقد بدأ يهتم بأمور الله، ويسأل عنها. ثم ابتدأ يحضر بعض الاجتماعات الروحية، وتحول إلى المواظبة عليها. كل هذا وسط عجبنا نحن الذين لنا سابق معرفة به.
عندما عرفنا السبب مجَّدنا الرب كثيرًا. لقد بدأ الرب بالتعامل معه بهذه الآية العظيمة، ثم وضع في طريقه تسجيلاً لخدمة عن التحرير من العبودية؛ وكان هذا احتياجه الحقيقي. فَلان قلبه القاسي، وانفتح لعمل الله، وطلب من المحرر العظيم أن يحرره. وهكذا تغيرت حياته.
عزيزي، إن كنتَ لم تنل هذه الحرية بعد، فمحرر أسرى الخطايا، ربنا يسوع المسيح، في انتظار صرخة قلبك، وسيحررك. وإن كنتَ قد ذقتَ هذه الحرية، فما بالك لا تخبر بها أسرى الرَّدَى؟! نرجو كذا أن تشاركنا الصلاة أن يستخدم الرب كل كلمة في المجلة لتتميم مشيئته في خلاص نفوس كثيرين.