مَثَل منتشر في لغات أخرى أيضًا، فمثلاً في الإنجليزية يقولون: “All is not gold that glitters”.
والحقيقة أن هذا المثل حكيم للغاية، فكم من الأشياء تجذب العين لامعة، ثم نكتشف أنها ليست ذات قيمة، أو كما يقولون بالعامية المصرية “فالصو”؟! وما يميز الفالصو أنه وإن بدا لامعًا يبهر العيون، إلا إنه لا يصمد مع الزمن ولا بُد أن ينكشف. هكذا رفض موسى بريق الخطية، قابلاً أن يتحمل العار «عَلَى أَنْ يَكُونَ لَهُ تَمَتُّعٌ وَقْتِيٌّ بِالْخَطِيَّةِ» (عبرانيين11:25).
إن للخطية بريقًا في البداية؛ فالعصيان بالأكل من الشجرة بالجنة كان بهجة للعيون (تكوين3: 6)، والمكسب الناتج عن السرقة والكذب له لذَّته (أمثال9: 17، 18)، والجري وراء الشهوات كذلك (أمثال7:21-23). والأمر ينطبق على كل العلاقات الشريرة ومواقع الإنترنت النجسة. والخمر والمُكَيِّفات: تترقرق في البداية و«فِي الآخِرِ تَلْسَعُ كَالْحَيَّةِ وَتَلْدَغُ كَالأُفْعُوانِ» (أمثال23:31،32). والآية الأخيرة تذكِّرني بما قرأته عن بعض أنواع أفاعي الكوبرا، والتي تختبئ بين الحشائش رافعة رأسها بطريقة تُظهر فقط عيناها وهما تلمعان ببريق أخَّاذ، ومتى انجذب باحثٌ عن البريق إلى عينيها كانت نهايته. ولست أدري كم عدد الذين قضوا نَحْبَهم بهذه الطريقة، لكني أعتقد أنهم كثيرون. فلا تكن واحدًا منهم يا صديقي!
وقبل أن أُنهي تعليقي، أذكر أيضًا قصة رحبعام وأتراس الذهب التي سلبها منه عدوه شيشق
(2أخبار12: 9-12). والذهب الحقيقي في الكتاب هو إشارة جميلة لكل ما هو من الله، فلقد ضاعت منه القوة الروحية الحقيقية التي من الله. هل تعرف ماذا فعل؟ لقد استعاض عنها بأتراس من النحاس، لها - في عينيه هو - نفس البريق، لكن ليس في عيني الله. لكنه اضطر أن يخبئها عن أعين الناس، فقد كان يعلم أن بريقها لا بُد وأن ينكشف وصدأها لا بُد وأن يظهر يومًا. صديقي، لا ترضَ بالضعف الروحي، ولكن لا تحاول أن تدَّعي القوة الروحية ببعض المظاهر التي هي كالنحاس! بل تعالَ إلى الرب ومحضره؛ هناك سيهبك الرب الذهب المُصَفَّى اللامع فيلمع ذهبك ولا تطفئه الظروف ولا السنون (رؤيا3: 15-20)!