الباب الي يجيلك منه الريح سِدَه واستريح
يتخيل هذا المثل شخصًا جالسًا في مكان مغلق في يوم عاصف، ترك الباب مفتوحًا على مصراعيه، وجلس متأذِّيًا من صوت الرياح وفعلها، متخوفًا من آثارها المدمرة على صحته وبيته! وقائل المثل يتكلم بمنتهى المنطقية، موجِّهًا النصح لصديقنا: “أغلق الباب!” فلِمَ البقاء مُعَرَّضًا للمخاطر والمخاوف والحل مُتاح؟! وهل يصعُبَ إغلاق الباب؟!
ويقولون أيضًا في هذا الصدد: “الوقاية خير من العلاج”، وبالتأكيد هذا صحيح أيضًا. فلِمَ تُعَرِّض نفسك للخطر والمرض، ثم تقضي ردحًا من الزمان تبحث عن العلاج، وقد لا تجده، وإن وجدته ستتكلف تكاليف باهظة، ولن يكون الأمر بلا خسائر؛ وكان يمكنك بقليل من الحذر أن تتقي المرض من الأساس؟!
ولنذهب إلى كلمة الله لنجد الحكمة الحقيقية، ونسمعها على فم الحكيم قائلاً: «الذَّكِيُّ يُبْصِرُ الشَّرَّ فَيَتَوَارَى (يختبئ). الأَغْبِيَاءُ يَعْبُرُونَ (صورة للاستهتار واللامبالاة) فَيُعَاقَبُونَ»، وكذا: «اَلْحَكِيمُ يَخْشَى وَيَحِيدُ عَنِ الشَّرِّ، وَالْجَاهِلُ يَتَصَلَّفُ (يتكبر) وَيَثِقُ» (أمثال27: 11؛ 22: 3؛ 14: 16).
- صديقي، إذا لم تكن بالإيمان قد احتميتَ بالمسيح مُخَلَّصًا، فبابك ما زال مفتوحًا أمام رياح غضب الله التي ستهبُّ قريبًا جدًّا على كل الرافضين للمسيح، وما أقساها! بل وما أرعبها! يقول المسيح عمَّن لم يؤسِّس حياته على صخر الإيمان بكلام المسيح وعمله: «وَهَبَّتِ الرِّيَاحُ، وَصَدَمَتْ ذلِكَ الْبَيْتَ فَسَقَطَ، وَكَانَ سُقُوطُهُ عَظِيمًا!» (متى7: 24-27). فتعالَ إلى المسيح الذي يُقال عنه: «كَمَخْبَإٍ مِنَ الرِّيحِ وَسِتَارَةٍ مِنَ السَّيْلِ» (إشعياء32: 2).
- أما بعد الإيمان فلا بد أن نلتفت إلى عواصف الخطية، ونغلق أمامها الأبواب، قبل أن تدمِّر حياتنا الروحية. وكل مِنَّا يعرف الأبواب التي تأتي بالريح عليه، تلك الأمور التي تسبِّب سقوطنا. إذن، لنغلقها: باجتناب معاشرات رديَّة، وبالحكم بنظرة الله على علاقات عاطفية، وبالكفِّ عن هوايات مؤذية! هيا لخطوات عملية لإغلاق الأبواب أمام الرياح: بنبذ المشاهدات التي تؤثر فينا على التلفاز، بمسح رسائل ومقاطع من على التليفون المحمول، بضبط أنفسنا في استخدام الكمبيوتر والإنترنت، برفض النكات الإباحية والبذيئة، بأن يكون لنا مواقف واضحة مبنية على مبادئ أكيدة! يقول الكتاب عمَّن يفعلون غير ذلك: «إِنَّهُمْ يَزْرَعُونَ الرِّيحَ وَيَحْصُدُونَ الزَّوْبَعَةَ» (هوشع8: 7).
فاحذر يا صديق!