مثل شهير مبنٍ على حقيقة علمية صناعية هامة. فلكي يتم تشكيل الحديد، لا بد من تسخينه إلى درجات حرارة مناسبة مع عملية التشكيل المطلوبة. ثم يقومون بعمليه تُسمى “الطَرْق”. قديمًا كانت تتم بالفعل عن طريق مطارق ضخمة يستخدمها الحدَّاد ليطرق بها بفن في اتجاهات مختلفة لينتج التشكيل الذي يقصده. ومع أن الكثيرين ما زالوا يستعملون هذه الطريقة اليدوية، إلا أن هناك الكثير من الطرق
المتطورة تُستخدم الآن في عملية التشكيل، تختلف في تفاصيلها وتقنياتها عن الطريقة القديمة، إلا أنها تشترك معها في شيء واحد: أن يتم تشكيل الحديد وهو ساخن!!
والمثل يُقال ليحث الناس على الاستفادة من الظروف السانحة باتخاذ خطوة عملية في اتجاه الهدف المنشود. فمثلاً، إّذا تحمس شخص ما لعمل محدَّد قالوا له: إطرق الحديد ساخنًا، باتخاذ خطوة عملية للأمام.
فإن تكلَّمت الظروف حولنا، كما تفعل في هذه الأيام، وأثَّرت على مشاعرنا، فحسن أن نطرق الحديد ساخنًا. إن ما يحدث حولنا في الشهور الأخيرة يصرخ في آذاننا، حتى يكاد الأصم يسمع: “إن الحياة قصيرة”.
وأعتقد أن هذا الصوت وصلك بطريقة أو أخرى، ولعلك تأثرت بذلك، فسخن حديد قلبك، بل لعلك قررت أن تتجاوب مع النداء فتعود إلى خالقك في أيام شبابك. لكن ما أخشاه أن تسقط في فخ التأجيل. لذا دعني أذكرك بما يقوله الروح القدس: «الْيَوْمَ، إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ» (عبرانيين4: 7)، فاليوم هو لك والغد ليس بمضمون.
واسمح لي أن أشاركك بحقيقة علمية إضافية هامة، أن الحديد إذا سخن ثم برد، وعاودنا تسخينه وتبريده، مرة ومرات؛ يصاب بحالة يسمونها علميًا “التقسية”!! هذا اسمها العلمي!! وهي تعني أن الحديد قد وصل لحالة ما عاد يصلح تشكيله فيها.
صديقي احذر لئلا تهمل صوت الله وتعاملاته معك، فيبرد الحديد بعد أن سخن، ومن يعلم متى يصل لحالة التقسية. لقد قسى فرعون قلبه مرة ومرات أمام نداءات موسى، فتقسى قلبه إلى النهاية وهلك في عصيانه. فلا تهلك معه!