لم يَعِظ چون إجلِن ولا عظة في حياته. ولا عظة! ليس لأنه لم يكن يريد أن يفعل، بل لأنه لم يحتَج قط إلى ذلك. لكن ذات صباح، كانت الثلوج قد تركت مدينته؛ كولشستر بإنجلترا، مدفونة في اللون الأبيض. عندما استيقظ ذلك يوم؛ الأحد 6 يناير 1850، فكَّر أن يبقى بالمنزل. فمن سيذهب للكنيسة في مثل هذا الطقس؟!
ولكنه أعاد النظر في الأمر؛ فقد كان خادمًا بالكنيسة، وإن لم يذهب الخُدَّام، فمن سيذهب؟ لذلك، ارتدى حذاءه وقبعته ومعطفه وسار الأميال الستة التي تفصله عن كنيسته.
لم يكن هو الوحيد الذي فكَّر أن يظل بالمنزل. كثيرون في واقع الأمر لم يذهبوا: كان الحضور 12 من الأعضاء وزائر واحد. حتى القس لم يذهب بسبب الثلوج. اقترح أحدهم أن يعودوا جميعًا إلى بيوتهم. لكن إجلِن لم يكن ليوافق على هذا مطلقًا؛ فقد أتوا كل هذه الطريق على أية حال، وكان أيضًا هناك ذلك الزائر الغريب؛ وهو غلام في الثالثة عشر من عُمره.
لكن مَنْ سيعظ؟! كان إجلِن هو الخادم الوحيد. لذا فقد اضطر هو أن يقوم بهذا.
كانت الآية التي قرأها: «التَفِتوا إليَّ واخلصوا يا جميع أقاصي الأرض لأني أنا الله وليس آخر!» (إشعياء45: 22). استمرت العظة لمدة 10 دقائق فقط. جعل “يلف ويدور” ولم يصل لهدف مُعَيَّن مع أنه حاول أن يقول عدة أشياء. لكن في النهاية انتابته شجاعة غير مُعتادة فرفع عينيه ونظر مباشرة إلى الغلام وتحدَّاه قائلاً: “أيها الشاب، التَفِت إلى يسوع! التَفِت! التَفِت! التَفِت!”
هل شكَّل هذا التحدي فرقًا بالنسبة لذلك الغلام؟ لندعه هو يخبرنا بعد أن صار رجلاً: “لقد التَفَتُّ فعلاً إلى يسوع! هناك وآنذاك رُفِعَت الغشاوة من على قلبي، وانقشعت الظلمة من حياتي، وفي تلك اللحظة أبصرتُ الشمس!”
اسم ذلك الغلام هو تشارلز هادون سپرچن، أمير وعَّاظ إنجلترا. هل عَلِم إجلِن ما الذي فعله؟ كلا!
فليُعطنا الرب نعمة لكي تبقى عيوننا مُثَبَّتة عليه، ولكي نظل نُرشد الآخرين إليه، ومَنْ يدري؟! فربما تتأثر حياة أحدهم من خلالك دون أن تدري!
قال الرسول بولس لتلميذه تيموثاوس: «أنا أناشدك إذًا أمام الله والرب يسوع المسيح، العتيد أن يَدِين الأحياء والأموات، عند ظهوره وملكوته: اكرِز بالكلمة! اعْكُف على ذلك في وقت مُنَاسِب وغير مُنَاسِب!» (2تيموثاوس4: 1، 2).
نقلها عن الإنترنت: رامز سامي