قصة الجندي نبيل


من سلسلة: مفاتيح
( إقرأ إشعياء 53 :3 -6 )
كان منظر الحائط الأسود المحفور عليه صفوف من الأسماء مُقبضًا ملأ قلب «وسيم» بالمهابة والخوف.

لقد كان وسيم في زيارة لمقابر شهداء الحرب مع والديه. ووقف أمام النصب الذي كان يُكرِّم المحاربين الشجعان. وكانت كل الأسماء المنحوتة عليه ممن استُشهدوا في واحدة من تلك المعارك الكُبرى.
فجأة لمح وسيم رجلًا عسكريًا بزيه الرسمي المليء بالنياشين وهو يقف بجانب الحائط، ويبحث بعينيه عن اسم وسط هذا الحشد الكبير من الأسماء. وأخيرًا وضع اصبعه على أحد هذه الأسماء، وابتدأ يرسم حروفه باصبعه .. مرات ومرات كرر الرجل نفس العمل ...

تملَّك وسيم حب الاستطلاع فاقترب من الرجل أكثر. وعندئذ فقط رأى خديه مُبللين بالدموع.. لم يكن وسيم يعتقد البتة أن رجلًا عسكريًا يمكن أن يبكي. وهنا لمح الرجل وسيمًا، وارتبك في البداية، لكن سرعان ما تمالك نفسه ونادى عليه بلطف، وقال له: تعال أيها الفتى لأحكي لك سبب هذه الدموع. ابتدأ الرجل يحكي لوسيم قصته فقال: أن الاسم الذي كنت أكتبه وهو اسم «نبيل» خاص برجل كان يحارب معي. ويوم أن استُشهد كنا نجلس سويًا عندما سقطت قذيفة بجانبنا مباشرة، فما كان من نبيل إلا أن ألقى بنفسه على فوهتها، وتحمّل كل قسوة الانفجار.. لقد مات نبيل لأجلي .. وبسببه أنا أحيا اليوم.

ابتسم ذلك الضابط ابتسامة مرتعشة، وترك وسيماً وقد انسابت على خديه دموع غزيرة !! حكى وسيم لوالديه هذه القصة وهو يقول «أنه حقاً احساس غريب أن يعلم الإنسان أن شخصًا مات ليخلصه ! أجاب والده: إن هذا ما حدث تمامًا لك أنت يا وسيم. فهناك شخص بذل حياته لأجلك.

سأل وسيم باندهاش: مَنْ فعل ذلك؟ ومتى؟ أجابه أبوه: أنه الرب يسوع المسيح. أن كل آلامه الرهيبة من فوق الصليب كانت من أجلك أنت، ومن أجل تسديد حساب خطاياك أنت وملايين المُذنبين التائبين أيضًا. ابتسم وسيم قائلًا: كم أنا سعيد يا أبى أن أعرف الرب يسوع كمخلصي الشخصي.

عزيزي الشاب، عزيزتي الشابة ..
هل قبلت موت المسيح على الصليب لأجلك؟ إذا لم تقبل موته بديلًا عنك لمحو خطاياك سوف تتحمل وحدك العذاب الأبدي. لقد تحمّل المسيح على الصليب قصاص الخطايا التي فعلتها أنت. فإن كنت لم تطلب منه قبل الآن أن يصفح عنك ويمحو خطاياك، أرجوك أن تفعل ذلك الآن وفورًا.