فكرة ساعدت على بناء الإمبراطورية الرومانية العظيمة قديمًا، وهي ربط المدن التي يرغبون في ضمها بروما بطريق مُعَبَّد (مرصوف) لتسهيل التجارة والتعاملات مع تلك المدينة، ومن ثَم يقود هذا روما أخيرًا للتحكم الكامل بها. وبعد زمن قليل تحقَّقت هذه المقولة بالفعل، فأصبح أي طريق مرصوف يؤدي إلى روما (ويُقال إلى نقطة محدَّدة فيها).
انتهى هذا الزمن وكثُرت الطرق التي تؤدي إلى كل مكان، لكن بقيت هذه العبارة كمثل في لغات عدة؛ فيُقال بالإنجليزية: “All roads lead to Rome”، وبالفرنسية: “Tous les chemins mènent à Rome”، وبالإيطالية: “Tutte le strade portano a Roma”؛ والمقصود به أن الوصول لأي هدف ممكن بطرق كثيرة جدًّا.
وقد يكون هذا صحيحًا - بنسبة ما - في بعض الأهداف ولا سيما البسيطة، لكنه محدود جدًّا في أهداف أخرى. والأهم أنه لا ينطبق على الكثير من الأهداف الأكثر أهمية في الحياة؛ فليست كل الطرق تؤدي إلى الله، إلى السماء، إلى السعادة الحقيقية، إلى راحة القلب...
يقول الكتاب عن البعض: «وَيْلٌ لَهُمْ! لأَنَّهُمْ سَلَكُوا طَرِيقَ قَايِينَ» (يهوذا 11)، الذي حاول أن يصل إلى رضا الله بأعماله، مع أن قلبه كان شريرًا، فانتهى به الأمر هاربًا من وجه الله ثم الهلاك الأبدي. كما ويقول عن آخرين: «قَدْ تَرَكُوا الطَّرِيقَ الْمُسْتَقِيمَ، فَضَلُّوا، تَابِعِينَ طَرِيقَ بَلْعَامَ بْنِ بَصُورَ الَّذِي أَحَبَّ أُجْرَةَ الإِثْمِ» (2بطرس2: 15)، وما أكثر أمثالهم اليوم ممن يعتقدون أن المال وسيلة لتحقيق كل شيء.
إن أردتَ الحقَّ فاسمع من ذاك الذي قال: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي» (يوحنا14: 6)، وهو من قيل عنه أيضًا: «وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ» (أعمال الرسل4: 12). نعم، ليس بغير الرب يسوع المسيح لا خلاص ولا سعادة ولا راحة ولا أي مما ترجو. إنه وحده “الطريق الحق للحياة”، فهل سِرتَ في هذا الطريق إذ قبلته بالإيمان مُخَلِّصًا شخصيًّا لك؟!
لا تضل الطريق؛
لأنه «تُوجَدُ طَرِيقٌ تَظْهَرُ لِلإِنْسَانِ مُسْتَقِيمَةً، وَعَاقِبَتُهَا طُرُقُ الْمَوْتِ» (أمثال14: 12؛ 15: 25)،
وكم أخشى عليك منها