هل تعلم كيف تأكل الغربان الصغيرة؟!
كل الطيور تقريبًا تُطعِم صغارها بنفس الطريقة: تذهب الأم لتبحث عن الطعام، ثم تعود والطعام في فمها، وتقف فوق العش وتنظر إلى أسفل؛ إلى صغارها الذين لم تنفتح أعينهم بعد، وترى صغارها ينظرون إلى أعلى وأفواههم مفتوحة، وتبدأ الأم بإسقاط بعض الطعام شيئًا فشيئًا من فمها لتلتقطه هذه الفراخ الصغيرة. هكذا تتغذى كل فراخ الطيور، إلا فراخ الغربان!
فأنثى الغراب لا تفعل مثل باقي الطيور؛ فهي تأتي بالطعام في فمها، وتقف فوق صغارها، ويفتح الصغار أفواههم ناظرين لأعلى، ولكن أنثى الغراب، بدلاً من أن تُسقط لهم الطعام، تبتلعه هي! ثم تذهب الأم لتبحث عن صيد آخر! ولعل هذا هو ما أكسب هذه الطيور صفة القسوة.
تبني أنثى الغراب عشّها فوق مكان عالٍ في منطقة مهجورة. والآن لدينا بعض الغربان الصغيرة في عش فوق مكان مرتفع. هذه الفراخ ليس لها القدرة على الطيران أو الرؤية! وحتى إذا مَرَّت حشرة بجانبها فلن تراها!
فكيف إذًا تأكل الغربان الصغيرة؟!
بحث بعض علماء الطيور عش أحد الغربان، ووضعوا كاميرات مراقبة بالقرب منه. فوجدوا أن فراخ الغربان هذه بعد رحيل أمها، ومن شدة الجوع، تنزل من عينيها قطرات من سائل لزج يشبه الدموع: ينزل من عينيها إلى منقارها، فتلتصق به حشرات كالذباب أو البعوض، وفي جريانه من العين ببطء يدفع الحشرة نحو فم الغراب فيأكلها!!
دعونا نتخيل ما يحدث! الغراب موجود في مكان مرتفع ومهجور قد يزيد حجمه عن 10م×10م×10م. فوق هذا المكان يوجد العش الذي مساحته تقريبًا 10سم×10سم. في العش توجد فراخ الغربان. كل فرخ لا يزيد حجمه عن 3سم×3سم×3سم. رأس فرخ الغراب لا تزيد عن 1سم×1سم×1سم. المساحة ما بين العين والمنقار لا تزيد عن 5مم×5مم. الذبابة لا يزيد حجمها عن 5مم×5مم×5مم. تُرى ما هو احتمال أن تصطدم ذبابة تطير في هذه المساحة من الهواء بفرخ غراب يطل برأسه من العش؟! وليس جسم فرخ الغراب كله، بل بالمنطقة بين عينه ومنقاره!!
وحتى لو افترضنا أنها ذبابة منحوسة إلى هذه الدرجة، هل هي عمياء؟! ألا يمكنها أن ترى هذا الطائر فتحيد قليلاً في مسارها لتتفاداه؟!
لا يوجد إلا احتمال واحد: أن يكون الله هو من ساقها بيده الحانية لتكون وجبة لغراب صغير يبكي من شدة الجوع، فتكون مجرّد حلقة في سلسلة غذائية في نظام مُحكَم أسسه هو بيده. إن الله هو الذي يعطي «للبهائم طعامها. لفراخ الغربان التي تصرخ!» (مزمور147: 9). أليس هذا ما ذكره الله لأيوب: «من يُهَيِّئ للغراب صيدَه، إذ تنعب (تصرخ باكية) فراخه إلى الله، وتتردد (تُطل برأسها) لِعَدَم القوت (الطعام)» (أيوب38: 41)؟! وقال الرب يسوع: «تأملوا الغربان: أنها لا تزرع ولا تحصد وليس لها مخدع ولا مخزن والله يُقِيتُها. كم أنتم بالحريِّ أفضل مِنَ الطيور!» (لوقا12: 24).
نقلها عن الإنترنت: رامز سامي