النظرية النسبية بين بولس واينشتاين
اقترن اسم العالم الألماني الشهير ألبرت أينشتاين بنظرية النسبية والتي صاغها ما بين سنة 1905- 1915، والتي قلبت موازين القوى في كل الحسابات والافتراضات الفيزيائية. ومن نتائج هذه النظرية استنتاج أن الطاقة تتناسب تناسبًا طرديًا مع الكتلة؛ أي أنه كلما زادت الكتلة زادت الطاقة. وتوصل إلى العلاقة الفيزيائية الشهيرة:
E α M
حيث E هي الطاقة (Energy) و M هي الكتلة (Mass). وتُكتب باللغة العربية: ط α ك وتُقرأ “ط تتناسب تناسبًا طرديًّا مع ك” حيث ط الطاقة، ك الكتلة.
وطبقًا للعُرف الفيزيائي والرياضي، لكي نتخلص من علامة التناسب (α) لا بد أن نضرب المعادلة في رقم ثابت لا يتغيّر، فتصبح المعادلة على الشكل:
E = M C²
حيث C² رقم ثابت لا يتغير وهو مربع سرعة الضوء. وتُكتب بالعربي ط = ك x ع2
وهذه المعادلة الفيزيائية تذكِّرني بمعادلة أخرى توصَّل إليها عالم آخر، ولكنه ليس من علماء الفيزياء أو الرياضيات أو... ولم يتوصل إليها وهو في معمله بعد أبحاث طويلة وحسابات دقيقة. بل هذا العالم كان عالمًا من نوعٍ آخر، وتوصَّل إلى هذه المعادلة مُلهَمًا ومَسوقًا من الروح القدس.
هذا العالم الجليل هو الرسول العظيم بولس الذي توصَّل إلى هذه المعادلة ليس في معمل الفيزياء، كما توصل أينشتاين ونيوتن وبلانك وكثير من العلماء، بل توصل إليها وهو قابع في صحراء العربية مستلهِمًا هذه النظرية من السماء. وكما قلبت معادلة أينشتاين موازين علماء الفيزياء وحساباتهم، فلا تزال هذه المعادلة التي توصل إليها هذا الرسول العظيم تقلب موازين علماء اللاهوت والذين يبحثون عن البِر الذاتي بالطرق البشرية. وهذه المعادلة هي «حَيْثُ كَثُرَتِ الْخَطِيَّةُ ازْدَادَتِ النِّعْمَةُ جِدًّا» (رومية5: 20 ). ومن هنا نجد التناسب الطردي بين الخطية والنعمة!
وبلغة الفيزياء تُكتَب:
خ α ن
وتُقرأ خ تتناسب تناسبًا طرديًا مع ن، حيث خ هي الخطية، ن هي النعمة. وقد فاجأ بولس عالم المتدينين بهذه الحقيقة.
وبالمفهوم البشري، والناموسي أيضًا، هذا ضرب من ضروب المستحيل. لأنه بالنظريات البشرية، والناموسية أيضًا، نقول إنه حيث كثرت الخطية إزدادت النقمة جدًا؛ وبالتالي تصبح المعادلة: الخطية تتناسب تناسبًا طرديًا مع النقمة. وهذا لا يتعارض مع المنطق البشري بكل حساباته ومقاييسه، ولا حسابات الناموس أيضًا. وحتى إذا كان هناك ثمة علاقة بين الخطية والنعمة، فلا بد وأن تكون العلاقة عكسية وليست طردية وتكتب المعادلة على النحو التالي: خ α 1 / ن؛ وتُقرأ خ تتناسب تناسًا عكسيًا مع ن.
ولكن يا للعجب؛ فقد قلب هذا العالم الجليل موازين القوى عند المتدينين عندما فجّر هذه القنبلة في حوالي سنة 57 ميلادية (زمن كتابة رسالة رومية). والتي إلى اليوم يسمع العالم دوي هذا الإنفجار، والذي كان سببًا في خلاص كثيرين مثل أغسطينوس ولوثر وجون وسلي وكلفن وآخرين على مر العصور. فهيّا بنا نستكمل هذه المعادلة مع هذا الرسول المغبوط:
خ α ن وللتخلص من علامة التناسب نضرب المعادلة في رقم ثابت كما اسلفنا أن هذا عُرف في علم الفيزياء والرياضيات، فتصبح المعادلة على هذا النحو:
خ = م x ن
حيث م هو ثابت لتحقيق المعادلة، م هو المسيح الثابت الذي لا يتغيّر وليس عنده ظل دوران (يعقوب1: 17). ومن هذه المعادلة نتعلم أمرين:
الأمر الأول علاقة الخطية بالمسيح:
وهنا نتعلم الحقيقة الجوهرية أن خ الخطية = المسيح المملوء نعمة مُمَاتًا لأجلي «لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ» (رومية6: 23). وقد مات المسيح على الصليب. أي أن ثمن الخطية في نظر الله ليس أقل من موت المسيح المملوء نعمة؛ فالله لا يرضى بأقل من المسيح.
الأمر الثاني علاقة الخطية بالنعمة:
وللحصول على ن التي هي النعمة تكون المعادلة بما أن: خ = م x ن
إذن: ن = خ / م حيث ن هي النعمة، خ الخطية، م المسيح الذي وضعت عليه الخطية. وفي هذه المعادلة نرى الخطية فوق (البسط) والمسيح في المقام. وهذا ما أعلنه إشعياء في نبوته الشهيرة «وَالرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا» (إشعياء53: 6). أي لا بد أن الخطية توضع على المسيح لكي نحصل على نعمة الخلاص. فلكي أحصل على نعمة الخلاص، لا بد أن أومن أن الرب يسوع حمل كل خطاياي في جسده على الخشبة، وبالتالي تتحقق هذه المعادلة: حيثما كثرت الخطية ازدادت النعمة. عزيزي الشاب ..
عزيزتي الشابة: يا من قرأتم هذه السطور: هل حصلت على هذه النعمة والتي لكي تأخذها تحمَّل المسيح خطاياك ووُضِعَت عليه كل آثامك. إذا لم تكن إلى الآن قد حصلت على هذه النعمة، فهيا اقبل إليه الآن لكي تنال الخلاص. والرب معك.