ظلام.. صمت وهدوء.. وحيد في مكان مهجور
نسينى العالم؟ أم تناساني؟ أم يا تُرى رماني في سرور؟
أعلم أني مذنبٌ حقًا.. أنى لم أوُضع في السجن بالجور
لكنى كنت أرجو رحمةً.. كنت أرجو العالم الغفور
وسط صمتي.. وسط الشجون..
أسمع صوتًا يخترق السكون
صوتًا يملأ الأجواء.. صوتًا هزَّ جنبات السجون
باراباس.. باراباس.. أيصيحون باسمي أم أصابنى الجنون؟!
لماذا يصيحون باسمي؟ تُرى ماذا مني يبغون؟
إنى خائفٌ من أفعالي.. يا ليتهم ذنبيَ ينسون
ما هذا الذي أسمعه؟ يصلبون!! من سوف يصلبون؟!
حتمًا قد حانت نهايتي.. ليس هناك داعٍ للظنون
فهذا ما كنت ينتظرني نظير فعلي المشؤوم
هيا أيها السجَّان خُذني إلى مصيري المحتوم
ما هذا الجمع الغفير؟! يبدو أن الأمرَ خطير!
ومن هذا الرجل المكبَّل؟ لا يبدو أنه شرير!
لماذا أتوا بنا إلى هنا؟ هل هو يوم المصير؟
يختارون؟! يختارون بين من؟!! أأنت أيها الوالي ضرير؟!
أيختارون بين هذا الوديع، وبيني أنا القاتل الشهير؟!!
هل يُعقل أن يتركوا الحَمَل ويطلبوا الذئب المكير؟
ماذا!! هل هم مجانين؟ أيصلبون هذا الرجل بدلي؟
نعم نعم.. لقد أدركت الأمر لقد علمت أنه حلمي
أنا نائم، بل أحلم لم أبرح حتى مكاني
لكن مهلاً.. لا يبدو هذا حلمًا.. بل هو أقرب إلى واقعٍ ثانِ
ربما هو يوم سعدي.. ربما حقًّا العفو أتاني!!
لكن ماذا عن هذا الرجل؟ لماذا يضعوه موضع الجاني؟!
لا يبدو أنه فعل اثمًا أو ذنبًا حتى يعاني
ماذا جرى للعالم؟! يا تُرى هل انقلب وأنا لستُ بدارِ؟
حسنًا حسنًا.. سوف أرحل، ولماذا أشغل به بالي؟!
ولكنى أريد أن أعلم: من هذا ولماذا كل هذه الاحقاد؟!
لماذا يجتمعون ضده؟! ولماذا إلى الصلب يُقَاد؟!
وما هذا الشعور الغريب؟! لماذا ينجذب له الفؤاد؟!
ألا يعرفه أحد منكم؟! ألا يعطينى أحد الجواب؟!
ألا يريح واحد قلبي ويخبرني من هو هذا الجذَّاب؟!
أشعر أنه أخذ مكاني.. أشعر أنه حمل عني العقاب!
سوف أبحث.. سوف أفتِّش.. بل سوف أطرق الأبواب
لن يمنعنى خجل من ماضي.. لن يمنعنى كثره عتاب
أمجد نشأت – الشامية – ساحل سليم