يعود هذا المثل إلى قصة، قد تكون واقعية أو رمزية، عن امرأة كانت تحمل جَرّة (الجرة هي إناء فخاري لجلب الماء من مصادر وجوده إلى أماكن استخدامه). سارت هذه المرأة في طريق زلقة، فاختلّ اتزانها ووقعت جرّتها، ولم تُصَب الجرة بسوء. حملت المرأة جرتها مرة أخرى لتسير في ذات الطريق من جديد. وهنا أتتها النصيحة أن تغيّر هذا الطريق المحفوف بالخطر، لأن الجرة إذا سقطت مرة أخرى فليس من ضامن أنها لن تنكسر.
ويُقال هذا المثل لمن يريد المجازفة بعمل شيء ما لمجرد أنه عمله من قبل ولم يحدث شيئًا (على الأقل في اعتقاده)، فينصحه قائل المثل أن هذا قد لا يتكرر فلا داعِ للمغامرة.
وكثيرون منا يحتاجون أن يستمعوا لهذا المثل بمفهوم أو بآخر. فهناك مَن “الجرة” بالنسبة له هي سنة دراسية يهمل فيها دروسه لأنه سبق أن أهمل ولم يرسب. ومن يضمن أن هذا يتكرر؟! أو قد تكون “الجرة” تصرُّف ما فيه مجازفة.
والأسوأ من هذا أن تكون هذه “الجرة” هي طهارتك وقداستك وحياتك الروحية بصفة عامة. فالكثيرون، في جهل، يكررون فعل خطايا معينة، معتقدين أنهم فعلوها من قبل ومرّت الأمور بسلام؛ فلا مانع إن هم فعلوها مرة أخرى. لا مانع من هذه المشاهدة أو ذاك الفعل ما دام الأمر قد مرَّ قبلاً. أقول لك أن الجرّة يومًا ستنكسر، والأمر قريبًا سينفضح، وزرع الشر لا بد له من حصاد مرير. فاحذر! وأضيف أنه حتى إن لم تنكسر الجرة في القريب، فلماذا تلطِّخها بأوحال الخطية فتصبح غير نافعة بل وضارة؟! لِمَ تضيِّع أحلى أيام عمرك في الشرور في حين أنه يمكنك أن تستثمرها لمجد الله؟!
أما أسوأ الكل فهو أن تكون هذه “الجرة” هي حياتك الأبدية، وتغامر بها في طريق التأجيل أو الاستهزاء بالخلاص المقدَّم لك. إذا سقطت هذه الجرّة ستنكسر ويكون كسرها هو فقدان الأبدية السعيدة المقدَّمة لك بمعرفة المسيح المخلِّص.
لا تغامر، فالخسران لا يعوَّض.