الملك الأسباني يقع للمرة الثانية
تعرَّض الملك الأسباني “خوان كارلوس” لزلَّة قدم وهو عند مدخل مقر وزارة الدفاع الأسبانية. فبينما كان الملك يصافح بعض العسكريين، لم ينتبه لوجود درج آخر؛ فارتطمت قدمه بإحدى الدرجات، ووقع على الأرض فأُصيب ببعض الخدوش في أنفه وفي يده. ويُذكَر أن الملك قد وقع في مرة سابقة عام 2008 في برشلونة، وقد رصدت الكاميرات وقتها هذا الحدث. إنتهى خبر الملك كارلوس والسؤال هنا: هل الملوك يقعون؟
1- من هم الملوك؟
يقول الكتاب: «مالك روحه خير ممن يأخذ مدينة» (أمثال 16: 32). فالملك الحقيقي هو الذي يملك ويسيطر على شهواته، ويضبط رغباته، وبإصرار وإباء يرفض الخطية والشهوة الردية، ويقول لها: “لا”، و يحيا طاهرًا أبيًّا، أمينًا لله طائعًا ووفيًا، لوصاياه حافظًا، ولشرائعه متمِّمًا، مشيئته عاملاً، وكل همِّه هو رضا السيد وإكرامه وتشريفه وتمجيد اسمه. هذا هو الملك، وهذه صفات الملوك.
2- كيف أصير ملكًا؟
وقد يسأل سائل: وما السبيل إلى هذا المستوى الراقي؟
الإجابة هي: أن يأتي إلى الله واثقًا في محبته، مؤمنًا في قوة دمه؛ عندئذ يرنِّم أجمل وأرقى الترنيمات عن: «يَسُوعَ الْمَسِيحِ الشَّاهِدِ الأَمِينِ، الْبِكْرِ مِنَ الأَمْوَاتِ، وَرَئِيسِ مُلُوكِ الأَرْضِ. الَّذِي أَحَبَّنَا، وَقَدْ غَسَّلَنَا مِنْ خَطَايَانَا بِدَمِهِ، وَجَعَلَنَا مُلُوكًا وَكَهَنَةً لِلَّهِ أَبِيهِ، لَهُ الْمَجْدُ وَالسُّلْطَانُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ» (رؤيا1: 5 6).
إنَّ كل من يؤمن بالمسيح هو في نظر السماء ملك. وإنْ كان العالم اليوم لا يعترف بنا كملوك، كداود بن يسى الذي بالرغم من أن الرب اختاره ملكًا على إسرائيل وارسل صموئيل النبي و مسحه إلا أنه ظل مرفوضًا ومطرودًا وغير مُعتَرف بيه من عامة الشعب.
3- وهل يقع الملوك؟
هل يجوز أن يسقط المؤمن الحقيقي في الخطية؟
يقول الكتاب: «إن قلنا: إنه ليس لنا خطية نُضِلّ أنفسنا وليس الحق فينا» (1يوحنا1: 8). لكن هل يعيش المؤمن الحقيقي في الخطية؟ طبعًا: لا. يقول الرسول بولس: «حاشا. نحن الذين مُتنا عن الخطية كيف نعيش بعد فيها؟» (رومية6: 2). وحسن قيل: أن الذي يَسقُط في الخطية إنسان، والذي يندم ويحزن عليها قديس، أما الذي يفتخر ويزهو بها فهو شيطان.
4- ما الذي يحدث عندما يسقط المؤمن في الخطية؟
الذي يحدث أن الروح القدس الساكن فيه يحزن (أفسس4: 30)، وتنقطع الشركة مع الله كآب (1يوحنا1: 6)، ونحتاج للغفران الأبوي (1يوحنا1: 9).
5- ما الذي يجب أن يعرفه المؤمن إن سقط في الخطية؟
على المؤمن أن يدرك أن الله ما زال أباه، والمسيح ما زال يشفع فيه، ويعمل على رد نفسه (مزمور23: 3)، والروح القدس رغم حزنه ما زال يسكن فيه. لذلك عليه أن يعترف بذنبه (مزمور32: 5)، ويثق في غفران الآب. وكلَّما نضج المؤمن، قصرت الفترة بين سقوطه وقيامه.
«لأَنَّ الصِّدِّيقَ يَسْقُطُ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَيَقُومُ. أَمَّا الأَشْرَارُ فَيَعْثُرُونَ بِالشَّرِّ» (أمثال24: 16). لذا علينا أن نعود إلى الله أبينا ولا نعطي للشيطان فرصة حتى يلعب بأفكارنا ويأخذنا بعيدًا عن الرب، وعن محبة المؤمنين والشركة معهم. يقول النبي ميخا: «لاَ تَشْمَتِي بِي يَا عَدُوَّتِي. إِذَا سَقَطْتُ أَقُومُ. إِذَا جَلَسْتُ فِي الظُّلْمَةِ فَالرَّبُّ نُورٌ لِي» (ميخا7: 8).
ليتنا ننتبه في سيرنا ولا نقع كالملك بل نبتعد عن الخطية ونكرهها وندينها فكرًا وقولاً وعملاً، وإن سقطتنا نقوم وننتفض ونكمل مسيرتنا وخدمتنا لخيرنا وفائدة إخوتنا من حولنا ولمجد المسيح ربنا. آمين.