ركب الخادم سيارة أُجرة “بالنَّفَر” متجِّهًا للقرية التي سيبدأ فيها خدمته لأول مرة، وقال للسائق إنه سينزل عند الكنيسة ليتوقف عندها. ودفع الخادم الأجرة للسائق، ولكنه فوجِئ أن السائق أخطأ في الحساب وأعطاه “الباقي” بزيادة رُبع جنيه.
فكر الخادم فى سِرِّه: “هل أقول له أم لا؟ ولكنه فقط رُبع جنيه! إنه هدية من الله، والسائق بالتأكيد يربح كثيرًا ولن يشعر بعجز في الإيراد... ولكن هل هذه أمانة؟! كيف أقبل ما لا يحق لي؟!”
أفاق الخادم من سَرَحانِه على صوت السائق وقد أوقف السيارة أمام الكنيسة: “الكنيسة يا أستاذ!”
أجاب الخادم: “ألف شُكر! اتفضل حضرتك الربع جنيه دا.. إنت اديتهولي بالغلط في الباقي!”
ابتسم السائق قائلاً: “لأ! دي مش غلطة.. أنا قصدت أديلك رُبع جنيه زيادة وكنت عايز أعرف ها تعمل إيه! إذا رَجَّعته ها آجي الكنيسة، وإذا أخدته يبقى ما لوش لزوم أسمع لواحد مش بيعيش اللي بيقوله ويعلِّم بيه من كلام ربنا!”
ومضى السائق في طريقه، أما الخادم فشعر أن الأرض تدور به فاستند على حائط منزل مجاور للكنيسة، وصرخ من أعماق قلبه: “سامحني يا رب! كنت ها أبيعك برُبع جنيه!!”
أحبائي، ألا نُدرك أن الناس يراقبون كيف نتصرف في المواقف المختلفة؟! لذلك يُحرِّضنا الروح القدس أن تكون سيرتنا حسنة بين الناس حتى يمجدوا الله من أجل أعمالنا الحسنة التي يلاحظونها (1بطرس2: 12).
كم نتكلم ونعظ الآخرين عن أشياء ونحن لا نعيشها! ليرحمنا الرب، يا أصدقائي، حتى نعيش ما نقول ونقول ما نعيش فنكون صورة حقيقية لسيدنا.
كم تمتلئ حياتُنا كلامًا! كم تفتقر للقُوَّةِ تمامًا!
كم تشتهي قلوبُنا حيـــاةً كما يَرَى المــسيـــحْ!
عيشوا إذًا كما يَحِـــــــقُّ! عيشوا! كفاكُمُ كلامًا!
عيشوا!حتى تَرَى الخليقة حقيــقــــةَ المــسيـــحْ
قال الرب يسوع: «فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ» (متى5: 16) .
من الانترنت