إذا لم تكن تعلم أين تذهب، فكل الطرق تؤدي إلى هناك
هل خرجت يومًا من بيتك وأنت لا تعلم إلى أين أنت ذاهب؟ إن حدث ذلك، فأي طريق ستختار؟ هل تذهب يمينًا أم يسارًا؟ أم تتساوى الطرق؛ فأي طريق يؤدي إلى أي مكان؟ أم أنه، من الأساس، من غير المقبول أن تخرج بلا هدف؟!
والمثل موضوعنا هذه المرة، يتحدَّث عن مثل هذه الحالة الغريبة. وهو يُقال عمن لا هدف له في حياته يحكم تصرفاته. ويعني المثل أنه لا يفرق أن يفعل فاقد الهدف أي شيء أو يتصرف أي تصرف؛ لأن عليه ألا يتوقع أيَّ ناتج إيجابي في كل الأحوال، وبالتالي فإن كل مشاويره هي هباء.
وروحيًا الأمر أخطر. هناك من تسألهم إلى أين هم ذاهبون بعد هذه الحياة، طالت أو قصرت؛ فتسمع منهم إجابات على شاكلة: ”لا أدري“، ”لا أريد أن أعرف“، ”لا يهم الآن“، ”يوم الله يعين الله“ ... فإن لم يكن من المنطقي أن تخرج من بيتك بلا هدف، فهل من المعقول أن تسعى صوب أبديتك دون أن تدري أين ستقضيها؟! إن الحياة على الأرض أقصر مما نعتقد، وأخبار كل يوم تؤكد أن نهايتها لا ترتبط بعمر صغير أو كبير؛ فعلينا أن نستعد لهذه النهاية، علينا أن يكون الهدف واضحًا أمامنا، فأبديتنا نحددها من هنا؛ بقبولنا للمسيح كمخلِّص شخصي، أو العكس.
وحتى بعد الإيمان وضمان الأبدية، يقول الحكيم: «بِلاَ رُؤْيَا يَجْمَحُ الشَّعْبُ» (أمثال29: 18)، أي إن سِرنا بلا هدف واضح للحياة، ستتخبط خطواتنا، ونترنح في سيرنا، ونجمح إلى حيث لا ينبغي أن نكون. سنكون كورقة تحملها الرياح. إن ما أعطى قيمة رائعة لحياة شخص مثل بولس الرسول هو شعاره العظيم «أَسْعَى نَحْوَ الْغَرَضِ» (فيلبي3: 14)، هذا الشعار الذي شكَّل قراراته وأثمر بحياته.
فهل لحياتك هدف؟ أم ما زلت تسير يمينًا ويسارًا فحسب؟ وهل هدف حياتك هذا يستحق أن تحيا من أجله؟
ليتك تجد مثل هذا الهدف، وتتمتع بحياة لها معنى!