الجالس في المقعد الأخير


من سلسلة: عن الإنترنت
عندما يدخل يسوع إلى حياة إنسان، يجلس باتضاع في المقعد الأخير.  وفي هدوء ووقار ينظر إلى الجالسين، ويرى ماذا تفعل؛ حيث إنك كثيرًا ما تنشغل
عنه وتتركه ولا تُعطيه حتى إكرامًا كضيف!

تهتم بنفسك وبأصدقائك وبأحبائك...  تقول لهذا: أحبك، ولهذه: أعبدك!

وتسهر الليل كله تُحادِث هذا، وتخرج اليوم كله مع ذاك!

ويسوع ما زال جالسًا في المقعد الأخير!

قبل أن تنام يقف هو منتظرًا منك أن تُعطي له بضعة دقائق لتتحدث معه، ولتسمعه!

لكنك كثيرًا ما تتجاهله، وكثيرًا ما تقف أمامه بتكاسُل - من باب إراحة الضمير - تفتح فمك وتغلقه وأنت تحتضن النوم في فكرك، وتُردِّد كلمات بلا معنى ولا فهم، وتركض نحو النوم، ويذهب الرب حزينًا ليجلس على مقعده في المُتَّكإ الأخير!

عندما تواجه مشكلة ما، أحيانًا تتذمَّر وتتهمه وتُعَلِّي صوتك، وتقول قدام الناس إن يسوع هو السبب!  وتقول: ليه كدا يا رب؟!  وكأن الرب يضطهدك!  فيصمت هو في محبة!  يُظلَم منك ولا يفتح فاه!

أو تقف أمامه بخشوع مُصطَنَع، كأنك تتملقه لكي تأخذ “مصلحتك”!  وينظر الرب إليك ويتحنن عليك ويُخرجك من المشكلة، فتحتفل أنت والجميع معك، وتتركه جالسًا في المقعد الأخير!

كثيرًا ما يمتلئ قلبك بالمقاعد، فتعطي للرب مقعدًا بين الموجودين، وكلهم لهم في قلبك مكان متقدِّم، وقد تتغيَّر أماكن البشر؛ فهذا أول وهذا ثانٍ...  ويسوع مكانه في قلبك لا يتغير!  هو جالس في المقعد الأخير!

بينما ينبغي أن يكون يسوع أولاً!

تدرس، وتعمل، وتُحِب، وتتزوج، وكل علاقتك به: طلبات..  طلبات!

وما زال العمل والأهل والأصدقاء والمصالح والأموال أهم منه!  وتُحابِي البشر على حسابه!

حتى في الكنائس والاجتماعات، كثيرًا ما يدخل الرب يسوع ويجلس في المقعد الأخير.  ويعظ الواعظ ويتكلم عن كل شيء!  يُرحِّب بالناس والألقاب والمناصب والرُّتَب!  ولا يُرَحِّب بالمسيح!  ولا يؤمن بوجوده في المكان!  ولا يُعطيه المجد، بل كثيرًا ما تكون عظاتنا إما فلسفية أو بشرية أو نفسانية أو كل ذلك معًا...  فيها كل شيء ما عدا روح الله!  وتتحدث عن كل شيء ما عدا يسوع الجالس في المقعد الأخير!

متى نعطيه المكان اللائق به؟!