“عقبال 100 سنة”، تعبير شهير يقولونه في المناسبات. هل فكرت ماذا يمكنك أن تفعل في عمرك إذا امتد 100 سنة؟!
دعني أخبرك عن شخصية عظيمة عاشت 102 سنة، أثبتت فيها أن العمر لا يُقاس بطوله فقط بل بالأكثر يُقاس بعرضه وعمقه، أي بتأثيره وعدد المنتفعين به!!
ففي يوم الأربعاء 7 مايو 2014 انطلقت الأخت الفاضلة “هيلين فورهوفه” لتكون مع المسيح الذي أحبته وخدمته عمرها بطوله. وفي اليوم التالي، خرج ألوف من سكان مدينة طما بمحافظة سوهاج بجنوب مصر، بكل فئاتهم وأعمارهم وثقافتهم، وفي عيونهم دمع الفراق، يودعون “الست” (كما كانوا يسمونها)، وأمهم كما كانوا يعتبرونها، بعد حفل مهيب تسابق فيه الجميع في تكريم شخصية أثَّرت فيهم لمدة 77 سنة قضتها بمصر.
وُلدت “هيلين يوهانز كرنيليوس فورهوفه” يوم 11 إبريل 1912 في مدينة لاهاي، إحدى كبرى مدن هولندا، في بيت طرازه متميز فخم. ولدت في أسرة عريقة من أبوين تقيين، وهي السادسة بين ثمانية إخوة (خمس بنات وثلاثة أولاد).
كانت هيلين ضعيفة البنية منذ صغرها، وتدهورت صحتها وعمرها سنتين، حتى اعتاد من حولها أن يقولوا إنها لن تعيش كثيرًا. ولكن دائمًا ما يرى الله غير ما يراه الناس، فقد عاشت مئة عام فوق العامين. دع الناس يقولون ما شاؤوا، لكن مشيئة الله الصالحة هي ما سيتم في النهاية.
كانت هيلين نشطة وتحب أن تتعلم كل ما يتعلمه إخوتها الكبار، فتعلَّمت، في سن صغيرة، الموسيقى والنجارة وصيانة المنزل وتوصيلات الكهرباء، وأشياء أخرى كثيرة، كأنَّ اللـه كان يُعدّها لتستخدم هذه الأمور في مكان بعيد بعيد عن بيتها، وفي ظروف مغايرة تمامًا.
في طفولتها تعرَّضت لحرمان كبير من أمها التي أصيبت بداء السل، واضطرت للابتعاد عن أبنائها خوفَ العدوى، وقد أثَّر هذا في نفسية هيلين كثيرًا، لكنه أيضًا علَّمها الاعتماد على النفس والنشاط، ودائمًا ما يخرج الله من الظروف الصعبة خيرًا لمحبيه.
يوم عيد ميلادها الثاني عشر، كانت تنتظرها أغلى الهدايا؛ إذ أخذها أبوها جانبًا، وتحدَّث معها عن خلاص نفسها، وسريعًا ما انفتح قلب هيلين لقبول المسيح مخلِّصًا شخصيًا لها؛ فصَلَّت طالبةً من الرب يسوع الغفران، وأن يسكن في قلبها. من يومها واظبت على دراسة الكتاب المقدس والصلاة والاجتماعات الروحية، فنَمَت روحيًا سريعًا؛ فدعاها الإخوة لمشاركتهم في خدمة مدارس الأحد وهي في الخامسة عشر من عمرها.
شبَّت هيلين معتادة على سماع أخبار الخدمة وعمل الرب في شتى البلاد، ومع الوقت ابتدأت تستشعر لذة خاصة لهذا الحديث، وتشعر بوقعٍ خاص له في قلبها، وترجو المزيد منه دائمًا.
وفي يوم، كان أحد ضيوف البيت رجلاً يتكلم عن عمل الرب في بلد اسمُه “مصر”. يومها استشعرت شيئًا ما تجاه هذا البلد الذي سمعت عنه، غير أنها لم تفسِّر ما هو هذا الشيء. من ذلك اليوم وهي تتبع أخبار هذا البلد بشغف.
في مساء أحد الأيام سنة 1929، وهي في السابعة عشر، سمعت أحد خدام الرب يحكي عن “مصر” التي يخدم فيها منذ أكثر من 25 سنة: كيف تختلف كبلد عن بلدان أوروبا، وطبيعة شعبها وعاداتهم وتقاليدهم، وصعوبات الخدمة فيها، وازدياد عدد الاجتماعات في زمن وجيز. وأخبرهم أن الخدمة هناك تحتاج لأخوات؛ حيث إن الإخوة لا يمكنهم، طبقًا للتقاليد هناك، أن يتعاملوا مع النساء، مما يعوق مجال زيارات البيوت. وأن الاحتياج الآن في مصر على وجه التحديد لمدرسات ليساعدن في خدمة المدارس التي كانت قد بدأت تنشط بالفعل هناك.
سارت هيلين مسافة العودة إلى البيت شاردة الذهن ملتهبة القلب، تصلّي مع كل خطوة تخطوها، ومع كل خطوة يزداد يقينها مما في داخلها من أشواق اتّقدت في قلبها وهي تسمع بانتباه إلى مستر بليدل في حديثه عن مصر. انتهزت هيلين أول فرصة اختلّت فيها بأبويها، لتصرِّح لهما برغبتها المُلِحة: “بابا، ماما.. الرب قد دعاني لأخدمه في مصر”.
رد الأب بأنه لا مانع، ولكن ليس قبل أن تبلغ الخامسة والعشرين حتى تعمل أولاً، وتنخرط في الحياة العملية لتعرف كيف يعيش الناس فيمكنها أن تخدمهم، كما وتتعلم الكثير مما يحب أن تتعلمه حتى تصبح مؤهَّلة للعمل في مجال الخدمة. والأهم حتى تتحقق من الدعوة، فلا تكون مجرد حماسة شباب بل تتأكد أنها من الرب.
رضخت هيلين لرأي أبيها، شاعرة في داخلها بضرورة الخضوع له طبقًا لما علَّمها الكتاب. على أن الأيام أثبتت لها حكمته في كل ما قال؛ فدائمًا ما يسبق الخدمة فترة إعداد.
حتى تستعد للخدمة التحقت بمدرسة المعلمات سنتين، ثم عملت كمدرسة بمدرسة الإخوة بلاهاي لسنة. بعدها عملت في ملجإ أطفال في ألمانيا لمدة سنة. ثم التحقت بدورة طبية في إنجلترا خاصة بالمرسلين. ثم بدورة خاصة بسويسرا.
كانت الرغبة الصادقة في إطاعة دعوة الرب للذهاب إلى مصر تتزايد مع الأيام، حتى وصلت إلى ذروتها في ذلك الوقت، ولا سيما وقد أتمت الخامسة والعشرين كاتفاقها مع أبيها، وأصبحت مستعدة للذهاب إلى درجة كبيرة.
حزمت هيلين أمتعتها استعدادًا للرحلة الطويلة، وجاءت لحظة وداع العائلة، فعانقتهم واحدًا واحدًا، واستودعوها لنعمة الله، وفي قلوبهم يقين أن الله أعد لها خطة رائعة سيستخدمها فيها.
بدأت الرحلة باستقلال القطار من لاهاي إلى نابولي في إيطاليا في رحلة قاربت اليومين. وأبحرت ومعها رفيقتها “إيد” يوم 16 سبتمبر 1937 على متن الباخرة القاصدة ميناء الإسكندرية بالمملكة المصرية.
مرت الأيام في البحر، وهيلين تقضي الوقت على سطح السفينة تحدق بعينيها الزرقاوتين في الأفق، ولا أحد يدري فيما كانت تفكر. هل كانت تفكر في الراحة والبيت الكبير والأسرة التي تركتها خلفها؟ هل كانت تفكر في المصاعب التي قد تتعرض لها في حياة جديدة عليها لم تعهدها من قبل؟ لم يسألها أحد مثل هذه الأسئلة، على أن حياتها بعد ذلك لثلاثة أرباع قرن كانت تجيب أنها لم تحتسب لشيء، ولا اهتمت إلا بشيء واحد؛ أن تتمِّم بفرح سعيها وتكمل الخدمة التي تأكدت أن الرب أرسلها لتعملها (أعمال 20: 24).
وصلت الأسكندرية لأول مرة في 22 سبتمبر 1937، ومنها بالقطار للقاهرة، حيث استقرت الرفيقتان، وبدأتا في تدريس اللغة الإنجليزية بمدرسة صغيرة تابعة للإخوة بحي شبرا. وفي الحي نفسه استأجرتا شقة متواضعة للسكن فيها.
سريعًا شَرَعتا في تعلّم اللغة العربية، كان الأمر شاقًا للغاية ومكلِّفًا، لكنهما جاهدتا واختبرتا يد الرب الذي يهتم بأدق تفاصيل حياة من يتكلون عليه.
كان في قلب هيلين يقين أن الرب دعاها إلى مصر ليس لتعيش في العاصمة الكبيرة، بل لتخدمه في بلدة صغيرة. لذا بعد سلسلة من المعاملات الإلهية قادها الرب سنة 1939 إلى طما لتساعد في إدارة المدرسة لمدة سنة، عادت بعدها القاهرة لمدة سنة أخرى. بعدها عادت إلى طما لتستقر فيها منذ 1941 لنهاية حياتها.
كانت مدرسة البنات بطما، التي خدمت فيها، عبارة عن مبنى صغير قديم، تحوي فصلاً واحدًا لكل صف دراسي به عدد محدود من البنات، كان إجمالي عددهن بالمدرسة 70، يقوم بتدريسهن 6 مدرسات.
وإن كانت النقلة هائلة من حياتها في بيت العائلة الكبير الجميل في لاهاي إلى مجرد شقة شبرا، فقد كانت النقلة من هناك إلى الحياة في مدرسة طما أكبر، وأكثر تحديًا. كان على هيلين أن تقيم في المدرسة في حجرة صغيرة، فوجئت في ليلتها الأولى هناك بحشرة لم تكن تعرفها، منعتها لدغاتها من النوم الليل كله، اضطرت هربًا منها أن تنام على سطح المبنى، وقد استمر هذا الوضع أكثر من خمس عشرة سنة.
كان المبنى بكامله، ليس به إلا دورة مياه واحدة يستعملها قرابة 80 فرد، وليس به صنبور مياه بالمفهوم الذي تعرفه، بل كانت المياه تصله عن طريق “السقّا” الذي يحضر المياه في “قِرَب” ليقوموا بتفريغه في بعض الأواني، من ضمنها “القُلّة” للشرب.
باختصار، كان الوضع غريبًا جدًا، وصعبًا إنسانيًا، على تلك الفتاة الضئيلة الجسم التي أتت من هولندا من عائلة متميزة. ونعود للسؤال مرة أخرى: هل أثنتها تلك الحياة الصعبة عن مسعاها؟ ونؤكد الإجابة من جديد: إن باقي القصة أثبت أن تلك الصعوبات لم تثنها. فوضوح الرؤية والهدف، والرغبة الصادقة في تتميم عمل اللـه، يعطيان الـمؤمن قوة على السير فوق الهضاب كأمهر الغزلان (حبقوق3: 19).
بدأت هيلين تعمل في المدرسة بهمة ونشاط وحماس. تستيقظ في الصباح الباكر، وتعمل طوال اليوم بلا كلل. بسرعة اقتربت من التلميذات والمدرِّسات بموَّدة وإظهار عملي للمحبة واهتمام بأمورهن. ولم يقف التأثير عند حد التلميذات، بل تخطّاهن إلى بيوتهن أيضًا.
كانت المدرسة بعد في المبنى القديم الذي أصبح لا يسع العدد الكبير، حتى إنهم اضطروا لاستخدام كل فراغ، لدرجة وجود فصول دراسة أسفل السلم، مع نقص شديد في خدمات المكان. لذا كان على هيلين أن تشرع في تطوير المدرسة ونظامها.
كان الوقت وقت الحرب العالمية، لذا كان التحدي كبيرًا لنقص الموارد وصعوبة التحرك في البلاد. وجدت هيلين أن عليها أن تقوم بالعمل المطلوب بمفردها تقريبًا. هنا تعلمت هيلين أن شعورها بأنها منفردة بلا معين بشري، له نتيجة عظيمة؛ أن تلقي بنفسها بالتمام على الرب الذي لا تعوقه مصاعب، ووحده من يسند خادمه وسط شتى الظروف.
كان على هيلين أن تقوم بكثير من الإجراءات التقشفية؛ فقرَّرت التخلّي عن الطباخ لتوفير راتبه، وبدأت تطبخ هي والمدرسات المقيمات بالمدرسة، كما قللت من أكل اللحوم، فأصبح من النادر جدًا أن توجد على مائدة طعامها، فصار الطعام المعتاد لها هو “الفول المدمس”، الذي أحبته، وظل من المكونات الأساسية لفطورها هي وضيوفها حتى آخر حياتها.
لم تتسبب هذه الظروف في تذمر هيلين، بل دائمًا ما كانت تخرج من شفتيها بالعربية المطعَّمة بلكنة هولندية “نشكر ربنا”. تأكُّدها من وجودها في خطة اللـه لحياتها، جعلها تتحمَّل الـمشقات شاكرة فتخدم الرب خدمة مرضية بخشوع وتقوى (عبرانيين12: 28).
لم تَكتفِ هيلين بالعمل في المدرسة، بل امتد عملها خارجًا حاملة رائحة المسيح الذكية في كل مكان وللجميع (2كورنثوس2: 14، 15). في البداية كانت تزور أسر التلميذات والمعلمات، ثم اتسعت دائرة زيارات البيوت أكثر وأكثر. واهتمت كثيرًا بأن تكون قريبة من الناس في ظروفهم الخاصة ومناسباتهم، وتساعدهم في احتياجهم، وتُعطي مشورة لسائلها على قدر ما أعطاها الله من حكمة. لقد استطاعت أن تعبِّر بشكل عملي عن المحبة التي في قلبها، التي استقتها من سيدها، تجاه الجميع، قريبين وبعيدين، بغض النظر عن جنسهم ومعتقدهم وانتمائهم. وكان لهذا رد فعل طيب على أهل طما بشكل عام، وابتدأوا جميعًا يبادلونها الحب، وكثير منهم كان يطلب منها الصلاة لأجلهم في ظروفهم، وكانت تفعل.
وامتد نشاطها ليشمل القرى القريبة من طما، إذ كانت تقصدها لتتفقد الأخوات وتعلِّم أطفال في “مدارس الأحد”. لم تكن المواصلات متوفرة في ذلك الوقت لتلك القرى؛ فاضطرت لاستخدام الحمار كوسيلة انتقال، لكن الأغلب أنها كانت تذهب إلى تلك القرى سيرًا على الأقدام لمسافة عدة كيلومترات.
تفاعلت هيلين مع ظروف من تخدمهم أو تزورهم في طما. ومن زيارات بيوت كثيرة، ابتدأت تستشعر احتياجًا ماديًا لدى الكثيرين، بصفة خاصة الأُسر الكثيرة العدد والتي في المعتاد يعولها الأب وحده. تحركت أحشاؤها لسداد احتياجات كثيرة، على أن الموارد لم تكن تكفي دائمًا. أرشدها الرب لفكرة، شرعت في تنفيذها.
ابتدأت تجمع مجموعة من السيدات الفقيرات بعد الظهر بمبنى الاجتماع، لتقوم بتعليمهن الحياكة كحرفة يكتسبن منها رزقًا لمساعدة عائلاتهن. وكانت في المعتاد تردد بعض الترنيمات والآيات، وهي تعلِّمهن الحياكة. ثم بدأت اجتماعًا روحيًا خاصًا بهن.
في 1946 اشترت قطعة أرض لبناء مبنى جديد للمدرسة، وقد أرست أمها حجر الأساس في1951 وافتتحتها في 5 فبراير 1954، وسميت مدرسة بيت إيل.
ونظرًا لجهودها مُنحت وسام الفروسية من ملكة هولندا سنة 1955، لكنها رفضت التكريم من البشر والاحتفال بها، ومع اصرار السفارة الهولندية على الوسام، قبلته لكن في سرية شديدة، حتى أن الأمر لم يعرف إلا بالصدفة بعد قرابة 20 عامًا.
امتدَّ العمل، واتسع حتى صار يشمل الآلاف الذين تعلموا وتلامسوا مع الرب يسوع.
سنة 1970 تعرَّضت للإبعاد من مصر، غير أن الرب لم يسمح بذلك وعادت لمواصلة خدمتها من جديد.
سنة 1980 اشترت مدفن لتُدفن فيه في طما وأوصت بذلك، لحبها للمكان الذي خدمت فيه الرب كل عمرها.
في 12 ديسمبر 2008 سقطت على الأرض وأصيبت بكسر في عظمة الفخذ، أُجريت لها بسببها عملية جراحية. بعدها تراجعت صحتها، إلا أنها بقت محتفظة بحسها الروحي وحبّها للرب والقديسين، حتى في ضعف جسدها ووهنها كانت سبب بركة لمن يلقاها.
وفي مايو الماضي، في هدوء وسلام، انتهت قصة الحياة الرائعة بعد 102 سنة، تاركة عبرة لنا أن العمر لا يُقاس بطوله فقط، وإن كان من حيث الطول فهي تُسجَّل على أنها “أطول مُرسل مسيحي عاش في إرساليته”؛ بل إن العمر يُقاس أكثر بعرضه وعمقه. فأمّا عرض حياتها، فقد ملأها حب السيد الكريم، ففاضت به على الآخرين وغمرت الكثيرين حتى ممن لم يكن يربطها بهم أيَّة صلة. فوصلت إلى عدد من الناس لا يمكن حصره، يتواجدون الآن في أماكن عديدة. وصلت إلى أجيال عِدة؛ فرُبَّ طفل خدمته هو وأبيه وجده وربما أم جده! وإن كان على عمق هذه الحياة، فقد كُرِّست لـمن يستحق، في شركة حقيقية معه، وباتكال مطلق عليه؛ فما ضاعت منها، بل أثمرت. كانت “حبة حنطة“ وضعت نفسها في حكم الـموت، فأنكرت على نفسها حقَّها في بيت وأسرة، وحياة مستريحة، وطريق سهل، وكرامة مستحقَّة؛ فكانت النتيجة أن أتت بثمر كثير، سيُعرف حجمه بالتدقيق يوم المدح والكرامة من فم السيد، يوم تسمع من فمه النِعِمَّا. وقد دنا ذا اليوم.
في يوم سألتها: قضيت عمرك في خدمة الرب وتنازلت عن الكثير من حقوقك الطبيعية كأن يكون لك أسرة، فهل أنت نادمة على ذلك؟ أجابت: “أبدًا. لم يكن قصد الرب أن يكون لي أسرة بالشكل المعتاد، لكن الرب عوَّضني بالكثير من الأولاد. ولست نادمة على الإطلاق على شيء قدّمته للرب”.
فهل لنا من عبرة في مثل هذه الحياة؟!
إني أومن أنني لن أصل إلى مئة عام، ولا أتمناها، فالرب قريب. على أني أصلي أن أعيش الحياة بعمقها الحقيقي في تنفيذ إرادة الله، وفي عرضٍ كافٍ لأن يكون سبب بركة للكثيرين.
وما أتمناه لنفسي أرجوه لقارئي الكريم.
أُصلّي عزيزي الشاب وعزيزتي الشابة أن تكون قد أدركت، من خلال هذه القصة، من أين تبدأ القرارات الجوهرية التي تشكِّل كيف يُقضى العمر كله، وتحدِّد قيمة الحياة.