سقط موبايل أحدهم في احدى وسائل المواصلات. وجده رجل فالتقطه ووضعه في جيبه حتى ينزل ويستطيع محادثه أي رقم به يعيد الموبايل لصاحبه.
الجهاز: ياااااااه أول مرة أحس إني مرتاح شوية في جيب الراجل ده، لما أنام بقى شوية.
الرجل: أول لما أنزل هشوف آخر نمرة اتصَّل بيها صاحب الموبايل وأكلِّمه يمكن يعرف يدلني عليه.
الجهاز: طيب طالما أنا مرتاح كده وأكيد الراجل هيكلم أي حد من الناس اللي في الاسماء، أنا همسح كل الاسماء علشان أفضل مع الراجل ده شكله مش هيتعبني.
الرجل: على جنب لو سمحت... واّدي الموبايل فين سجل المكالمات.. إيه، ده فاضي، معقول؟! طيب نشوف الاسماء.. إيه ده؟ كمان دي فاضيه!! طيب على الله يتصل صاحبه دلوقتي. اخليه في جيبي، ولما أروح اشوفلي صرفة، زمان صاحبه دايخ عليه.
شعر الجهاز بالأمان والراحه.
الجهاز: ياااااه أنا مش مصدق إني بقالي ساعة مرتاح. من ساعة ما طلعت من العلبة وأنا شغَّال من غير رحمة؛ عليَّ كل الاسماء والصور والرسائل، كل ده شايله وحدي. وبعديها بشوية جاب برامج، والبريد الإلكتروني، وبرضه اتحملت. وبعديها حطلي mp3 ولحد كده بقى حبيت أقول: لاء كفاية كده، ورحت مهنِّج علشان يفهم؛ مفيش!! وراح موديني لواحد، منه لله، قاله حط ذاكرة إضافية، ما انا اصلي ناقص. وراح جايب الذاكرة وحطها، وحمّل عليها حاجات زيادة كتير، فبقيت شايل ده وده. ومع الوقت، مبقتش أفارق إيده.. كل شوية يبص فيا.. كل شويه يشدّني ويخبطني من غير رحمه. واللي زاد وغطّا إنه جابلي جهاز بقي يشحني وهو في الشارع. حتى مش بالحق ارتاح شوية، وأفصل حبة. المهم في الفترة الأخيرة بقيت أعاند معاه آه منا برضه ليا طاقه وبقيت اهنج كتير علشان بس يفهم استنوا هكملكوا بس الراجل طلعني من جيبه هنشوف عيعمل فيا ايه.
الرجل: ايه ده الجهاز عاوز يتشحن لما احطه في الشاحن واسيبه لحد ما صاحبه يتصل.
الجهاز: شوفتوا هيسبني على ترابيزه ارتاح واشحن براحتي من غير تعب ولا مجهود كان صاحبي وأنا بشحن بيفضل يستعملني فمكنتش بعرف اشحن كامل وكانت بطاريتي بتوجعني. المهم نكمل بقي. وفي يوم وقعت على الأرض وانكسرت الشاشة راح جري يغيرها وفضل قلقان ان المعلومات اللي عليا تروح مكنش قلقان عليا يعني .. إيه ده في رقم غريب بيتصل لما أعمل نفسي صامت علشان ميجيش الراجل ويرد ويرجعني للتعب تاني. المهم، مرّة حذرته ومرضتش افتح عارفين عمل فيَّ إيه فضل يخبَّط فيَّ لحد ما كل حته فيَّ وجعتني. فقلت: لاء كفاية كده وفتحت. لكن يا ريته حس بحاجة ولكن استخدامه زي ما هو متعود. أنا مش زعلان بس بطلب شوية راحة أنا نفسي في شوية راحة.
الرجل: ياه دا أنا سايب التليفون بقاله مدة. معقول محدش اتصل؟ لما أشوف. آه أهو نمرة على الشاشة: ألو.
الطرف التاني: أيوه حضرتك التليفون ده ضايع مني.
الرجل: آه وأنا لقيته ومعايا، لو تحب تيجي تستلمه.
- مكان حضرتك فين؟
ووصف الرجل المكان.
- طيب أنا قدامي ساعة وأكون عندك
- ماشي.. في انتظارك.. سلام
و صرخ الجهاز: يا عم.. يا عم..
الرجل: إيه ده الموبايل بيتكلم إزاي؟!
الجهاز: خليني عندك يا عم. أنا صاحبي مش بيسبني من إيده، وانا تعبت واتبهدلت. بص حتى شكلي بقى إزاي!
الرجل: إزاي؟ بس أكيد عنده أمور تانية أهم، مش على طول أنت ف إيده. أنت بس شكلك مزودِّها وكسلان.
الجهاز: صدّقني أبدًا. أرجوك، قولّه لما ييجي يبقى يريحني شوية زي ما أنت عملت، أعمل معروف متنساش.
الرجل: حاضر.
ودق الجرس، ودخل الشاب، واستقبله الرجل قائلاً: أهلاً وسهلاً تفضل.
الشاب: متشكر قوي.. هو التليفون فين؟
الرجل: التليفون موجود.. بس ارتاح شوية.
الشاب: لاء معلش.. هو فين؟
الرجل: خد.
الشاب: إيه ده؟ أنا باقولك التليفون.. ده كتاب المقدس.
الرجل: ما هو برضه الكتاب المقدس فيه رسائل وفيه أسماء وفيه اتصال وبريد.. فارق بقي إيه عن الموبايل؟
الشاب: إزاي أنا بكلِّم صحابي من أي حتة وفي أي مكان؟
الرجل: والكتاب كمان ممكن تقرأه في أي حتة وفي أي مكان.
الشاب: بس صحابي بيردوا عليا.
الرجل: و لو صاحبت الرب هيرد عليك في الكتاب المقدس.
الشاب: أنا لما باكون متضايق ومش عاوز اتكلم، باكتب علي الواتساب.
الرجل: والرب لما بتكون متضايق عاوزك تكتبله وتقوله إيه اللي مضايقك.
الشاب: البيانات بتاعتي كلها هنا.
الرجل: وفي الكتاب، عند الرب، عدد شعر راسك معروف.
الشاب: أنا بتواصل مع العالم من هنا.
الرجل: وفي الكتاب هتتواصل مع السما وهتعرف ازاي تتعامل مع العالم.
الشاب: بس الكتاب في حاجات مكلكعة كدة.
الرجل : مش لما جبت الموبايل فتحت الكتالوج بتاعه، وفضلت تبحث عن أي حاجة بتقف قدامك فيه؟
الشاب: اسماء اصدقائي وكل تليفوناتهم هنا.
الرجل: أكيد لو حابب أن يكون داود صديقك، ويوسف الناجح صديقك، وتعرف عنهم كل حاجه، مش محتاج غير إنك تفتح الكتاب.
الشاب: أنا بقرأ الكتاب بس في وقت الفراغ، يعني علشان أكون مركز وكدة.
الرجل: الكتاب لكل وقت.. والرب هيكلِّمك، وده أحسن من أي حد، وأي حاجة.. ف أكيد هتكون مركِّز معاه. ولا إيه؟!
الشاب: الموبايل ساعات بيهنِّج وبيحتاج أب ديت.
الرجل: الكتاب ما بيحتاجش غير أن نفتحه، فهو بيعطينا طاقة روحية ونافع لكل زمان ومكان، دائمًا وإلى الأبد، ويغذي النفس بالأقوال الإلهية.. وبرامجه واضعها اللي وضع نظام الكون.
عزيزي هل قارنت بين موبايلك وكتابك، وعدد الساعات المنقضية أمام كل منهما؟ الله يتصل بك وأنت ترى الرقم وتسمع، ولكن تنظر وتدير وجهك لِما تراه أهم.
ولكن صديقي أنت وحدك من يحدِّد مَنْ الأغلى على قلبك: مِن مات وسفك الدم لفداك، أم ...؟ واترك لك وضع ما تراه أهم، واترك لك مقارنته أيضًا. وفي النهاية صديقي الكل فاني وقبض الريح تذكَّر هذا جيدًا.
صلاة: اجعلني سيدي ألهج نهارًا وليلاً في كلامك، فهو ينير يعقِّل الجهال. سيدي، اتصالك بي غالي على قلبي، اجعلني دائمًا مُنصت للصوت والكلام آمين.
راجي منصور - الأسكندرية