هل انتبهت إلى كلمة «روّضْ» المذكورة فى عنوان هذا الموضوع؟
هل تذكرت فيمَ تُستخدم هذه الكلمة؟
انها تُستخدم فى أحد أمرين :
أولاً: ترويض الحيوانات
إن الحيوانات تتصرف تبعاً لغرائزها المختلفة، وحتى يمكن الاستفادة منها يتم تدريبها بطُرق مختلفة حتى يمكن السيطرة عليها واخضاعها لتنفيذ مايُطلب منها.
ثانياً: الألعاب الرياضية
لكى يُصبح الانسان بطلاً رياضياً، عليه أن يتبع تدريبات رياضية محددة ونظام حياة معين.
والكتاب المقدس يقول «الرياضة الجسدية نافعة لقليل» - أى هى نافعة لجانب من الحياة وهو بناء أجسادنا وتقويتها. لكن لاحظ أن ممارسة الرياضة شئ ومشاهدتها شئ آخر، فكثيرون هم مجرد متفرجين .
ولكن الكتاب المقدس يوجه نظرنا إلى رياضة أخرى نافعة لكل نواحى الحياة، هل تعرف ماهى؟ انها «التقوى». ماذا تعنى «التقوى»؟ انها مخافة الله، أى اعطاؤه المقام الصحيح فى حياتنا سواء فى الخفاء أو أمام الناس.
والآن كيف تكون ناجحاًً فى هذه الرياضة؟
(1) الصحة الجيدة والخلو من الأمراض: إن أبسط الخطايا تُفسد الحياة كلها. لنسمع قول الكتاب «هاربين من الفساد الذى فى العالم بالشهوة» (2بطرس1: 4) - تذكَّر البطل يوسف الذى قال «كيف أصنع هذا الشر العظيم وأُخطئ إلى الله» (تكوين39: 9)
(2) اتباع نظاماً غذائياً محدداً: دعنى أسألك ماذا تقرأ كل يوم؟ ماذا يدخل عن طريق عينيك وأذنيك؟ أليست هذه كلها طعاماً للنفس ! قال إرميا «وُجد كلامك فأكلته فكان كلامك لى للفرح ولبهجة قلبى» (إرميا15: 16).
(3) الانضباط فى الحياة الشخصية: هل تتذكر قول الكتاب «كل الأشياء تحّل لى، لكن ليس كل الأشياء توافق» لذلك يقول الرسول بولس «كل من يجاهد يضبط نفسه فى كل شئ ... أقمع جسدى وأستعبده» (1كورنثوس9: 27،25).
(4) النظافة والمظهر الحسن : راجع ماقُلناه فى موضوع «احفظ نفسك طاهرا» - العدد السابق.
(5) اتباع القوانين والنُظم : هل تتذكر قول الرب يسوع «إن أراد أحد أن يأتى ورائى، فلينكر نفسه، ويحمل صليبه كل يوم ويتبعنى» (لوقا9: 23). وهكذا «إن كان أحد يجاهد لايُكلل (يُكَافَأ) إن لم يجاهد قانونياً» (2تيموثاوس 2: 5)
(6) الالتزام والتدريب المستمر : إن الالتزام والمواظبة على استعمال وسائط النعمة المختلفة هو السبيل الوحيد لحياة التقوى، لذلك يقول بولس الرسول «أدرب نفسى ليكون لى دائماً ضمير بلا عثرة من نحو الله والناس» (أعمال الرسل24: 16).
(7) معرفة الهدف النهائى المطلوب الوصول إليه: هل تعرف أن هدف الله فى حياتك هو «لكى يكونوا مُشابهين صورة ابنه (الرب يسوع)؟! (رومية 8: 29) والآن كما أن الذين يمارسون الرياضة الجسدية بجدية يأخذون المكافأة فى النهاية، هكذا كل من يعيش بالتقوى. فالكتاب يقول، التقوى لها :
أ - موعد الحياة الحاضرة : سوف تتمتع بوجود الله بغنى فى حياتك. فالرب «»لايتخلى عن أتقيائه» (مزمور37: 28). وكذلك مكتوب «يعلم الرب أن ينقذ الأتقياء من التجربة» (2بطرس2: 9).
ب - موعد الحياة العتيدة : عندما يأتى الرب يسوع ثانية سوف ننال المكافأة الكاملة منه (رؤيا2،3). والآن فى النهاية ..
افحص نفسك هل أنت متفرج أم رياضى؟ هل تعيش بالتقوى وتتدرب على ذلك، أم تكتفى فقط بالمعرفة؟ لماذا لاتأخذ خطوات عملية الآن، وتبدأ حياة الرياضة الروحية الآن حتى فى النهاية تنال الأكليل الذى لايفنى؟