* على فين العزم؟
** راجع تعبت ... طوِّلت كتير المرة دي.
* (ضحكة خبيثة) يا سلام بالسهولة دي... ماكانش حد غُلب... اللي تاب تاب يا حبيبي!!
** أولاً أنا عمري ما كنت حبيبك... إنت لو تطول هاتبلعني وتفترسني (1بطرس5: 8).. ثانيًا: إيه دخلك انت في موضوع التوبة، دي حاجة بيني وبين إلهي؟!
* يا راجل... أمال أنا باعمل إيه هنا... هاتتوب على إيه ولا إيه؟ ده أنت من كتر خطاياك نسيتها، ونسيت حتى بدايتها... مش الكتاب بيقول «فَاذْكُرْ مِنْ أَيْنَ سَقَطْتَ وَتُبْ» (رؤيا2: 5)... وريني كده شطارتك في إنك تفتكر وقعت إمتى وإزاي... خليك زي ما أنت واصرف الموضوع ده من نظرك.
** (نَفَس عميق) لأ مش هاصرف.. أنا مصدَّق في الوعد «إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ» (1يوحنا1: 9).
* أديك قلتها بنفسك “عادل”؛ تفتكر عدل الله هايفوتّلك خطاياك أو يطنِّش عليها؟ إنت نسيت إنه طلَّع آدم من الجنة علشان خطية واحدة؟ إنت نسيت إنه قدوس وماعندوش مجاملات ولا وسايط؟ وبعد ده كله تقوللي الله هايقبل توبتك لإنه عادل... يا راجل قول كلام غير ده.
** دايمًا الكذب طبعك ومهنتك (يوحنا8: 44)، ومحترف قصقصة الآيات وتلزيقها... يعني مسكت في كلمة “عادل” ونسيت أنه قبليها كلمة “أمين”.
* وتفرق إيه يعني؟
** تفرق إن زي ما الله فعلاً عادل وبيكره الخطية بكل المعاني، لكنه كمان أمين ناحية وعوده اللي وعدها بالغفران، وأمين ناحية التمن الغالي (دم المسيح) اللي اتدفع علشاني (أفسس1: 7)... وعدله ده لصالحي مش ضدي، لإنه أخذ حساب خطايايا على الصليب مرة، ومش ممكن الإله العادل ياخده مرتين (رومية8: 1).
* حتى لو غفر لك خطاياك... المشكلة مش فيه هو لكن فيك انت... تقدر تضمن لي إن توبتك دي صادقة ونصوحة؟! التوبة دي كانت تنفع في مرحلة معينة... لكن دلوقتي خلاص “فاتك القطار” سمعت... “فاتك القطار”.
** لأ مافاتنيش ولا حاجة... لكن فاتك إنت إن ربنا ما رفضش أي توبة من قلب منكسـر ومتواضع... حتى لو كانت في أخر عربية في قطر التوبة...
* ده كلام وعظ بتوعظوه من على المنابر... لكن عند الحقيقة والواقع، لأ.. إنسى.
** لا ده مش كلام وعظ... ده اختبار حياة الملايين... مش ربنا ده اللي قِبل توبة سجان فيلبي رغم إنه كان لسّه معذِّب بولس وسيلا بكل قسوة وبشاعة (أعمال16: 30)، وقِبل توبة واحدة زانية وفاجرة، كانت متجوزة 5 والسادس مستنيها في البيت (يوحنا4). فإذا كان كل دول مافاتهمش قطر التوبة... إزاي هايفوتني أنا وتيجي تقوللي “اللي تاب تاب”.
* حتى لو ربنا قبل توبتك هاتبقى بدون نِفس، وهايعاملك من بعيد لبعيد... انت ناسي إنه قال «لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُكَ إِلهٌ غَيُورٌ، أَفْتَقِدُ ذُنُوبَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ وَفِي الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابِعِ مِنَ الَّذِينَ يُبْغِضُونَنِي» (تثنية5: 9). استلقَّى وعدك يا حلو... شوف ربنا الغيور هايعمل فيك إيه؟!! (نفس الضحكة الخبيثة).
** أنا عارف إن إلهي غيور وده شيء يطمني، لإن مفيش غيرة من غير محبة «لأَنَّ الْمَحَبَّةَ قَوِيَّةٌ كَالْمَوْتِ. الْغَيْرَةُ قَاسِيَةٌ كَالْهَاوِيَةِ» (نشيد8: 6)، وطول ما هو بيحبني، هايفضل دايمًا في صفي، ضدك وضد الخطية و«إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا، فَمَنْ عَلَيْنَا؟» (رومية8: 31).
* طيب والماضي بتاعك، هاتعمل فيه إيه؟ إذا كان ربنا قبل توبتك ومحا ماضيك، فأنا بقى هافضل أفكَّرك بيه، وأنغَّص حياتك بذكرياته، وهأخلي توبتك لا ليها لازمة ولا تأثير.
** إنت آخر واحد يتكلم عن الماضي... لإنك لو فكرتني بالماضي بتاعي، هافكرك أنا بمستقبلك... ولا إنت ناسي 2010؟!
* إيه ده كاس العالم؟!
** لأ يا خفيف... ده شاهد إنت عارفه كويس... «وَإِبْلِيسُ الَّذِي كَانَ يُضِلُّهُمْ طُرِحَ فِي بُحَيْرَةِ النَّارِ وَالْكِبْرِيتِ، حَيْثُ الْوَحْشُ وَالنَّبِيُّ الْكَذَّابُ. وَسَيُعَذَّبُونَ نَهَارًا وَلَيْلاً إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ» (رؤيا20: 10)، فمستقبلك هو العذاب الأبدي، ولا فيه فرصة للرجوع ولا للتوبة، وساعتها أنا اللي هاقول عليك "اللي تاب تاب".
وانصرف العدو إلى حين... وتركني منتشيًا بمنظره وهو يهرول هاربًا... ومستمعًا بدفء حضن أبي بعدما رجعت إليه... وتأجل الحوار بيننا إلى جولة أخرى وأرض معركة آخر.