فتحت ندى الفيس بوك شويه بعد ما قعدت تذاكر ٣ ساعات متواصلة. لقت ريهام كاتبه من نص ساعه إنها ”مش كويسه“! اتصلت بيها على طول.
ندى: إيه يا روما؟ كاتبة ليه عالفيس إنك مش كويسه؟
ريهام: مخنوقة.
ندى: من إيه بس؟
ريهام(بتبكى): مفيش فايده يا ندى؟ كل الصلاة دي ومفيش أي نتيجه!
ندى: إنتي بتبكي؟
ريهام: ايوه. مارك أخويا اتخانق مع بابا خناقه كبيره. مفيش فايده.. مفيش أمل!
ندى: طب هدّي نفسك كده، واحكيلي بشويش إيه اللي حصل.
ريهام: بابا اكتشف إن مارك من قعدته مع اصحابه اللى مش كويسين ابتدى يشرب سجاير. ويا عالم فى إيه تاني! وقامت خناقه كبيره (استمرت تبكي).
ندى: يا ربي
ريهام: قعد مارك يقوله أنا براحتي، أنا عاوز اعيش حياتي.. مابحبش الخنقة وشغل الكنايس والاجتماعات بتاعكم ده. شفتي يا ندى؟ آدي أخرة صلاتنا ليه طول الفتره اللى فاتت.
ندى: لا يا ريهام. انتى بس بتقولي كده عشان الدنيا مقلوبة دلوقتي. لكن احنا هنكتَّر صلاة واحنا واثقين إن الرب هيتدخَّل.
ريهام: ماما مانطقتش من ساعة اللى حصل، دخلت أوضتها، وسامعاها بتصلي وهي بتبكي.
ندى: وانا كمان هاصلي يا ريهام. وانت لازم تصلي.. إحنا مالناش غير الرب، وهو الوحيد اللي يقدر يفتح قلب مارك عشان يعرفه.
ريهام: آمين يا ندى. مع إني مش شايفة أي خير من اللي بيحصل ده!
ندى: افتكري الكلام اللي سمعناه في الاجتماع المرة اللي فاتت إن اللحظات اللي بتسبق طلوع الفجر هي اللي بتبقى أشد عتامة! وانشاء الله الفجر قرَّب.
ريهام: ولو اني مش عارفة ازاي.. لكن: يا رب.
ندى: خلاص بقى، صلي وأنا هصلي معاكي وسلمي الامور لربنا واقعدي ذاكري.
ريهام: هاحاول. شكرًا يا ندى لمحبتك واهتمامك.
قعدت ريهام تصلي، وبعدها حاولت تذاكر. سمعت حوار دار بين باباها ومامتها في الصالة:
بابا: هانعمل إيه؟ مارك بيضيع!
ماما: مش هنبطل صلاة. الولد كبر، وبقى ليه حياته المستقلة بعيد عننا، لكن مش بعيد عن الرب، وهو اللي هيرجّعه ويفتح قلبه.
سمعت ريهام باباها وماماتها وهما بيصلوا بدموع من أجل خلاص مارك. قعدت تبكي وتصلي معاهم وهي في أوضتها.
مرت اسابيع والحال زى ما هو: مارك مع شلته اللي مشيها بطال، وبابا وماما بيصلوا بحرارة. لحد ما جه يوم غريب..
مارك روح بدري من الجامعة، وكان باين على وشه الصدمة..
صاحبه فادي اللي معاه في الشله عمل حادثة ومات!
بابا وماما كمّلوا صلاة من غير ما يكلموه.
لحد ما في يوم مانزلش من البيت خالص. دخلت ماما أوضته تطمّن عليه.. لقيته سرحان وبيبكي زي الأطفال.
مارك: أنا مودَّع فادي بنفسي! كان رايح يحضر ماتش مع ناس قرايبه! يا ترى هو سابنا وراح فين؟! الواحد كان فاكر إن الدنيا قدَّامه طويله عريضه لكن.. خلصت في لحظة مع فادي! أنا خايف يا ماما.. أنا كل ما افكَّر في إن اللي دفنَّاه كان جسمه لكن روحه؟! روحه مش عارف فين! مرتاحة ولا متعذبة؟! مش قادر اتخيِّل الأمر. مش قادر!!
طبطبت ماما عليه وقالت له: إهدى يا حبيبى. الفرصه لسه قدامك.
مارك: يا ماما أنا عملت حاجات كتير غلط. عيب أوى إني أروح لربِّنا وانا كده!
ماما: بالعكس! ده هى دى اللحظه المناسبه، زي الابن الضال.. بعد ما خلَّص كل فلوسه واتبهدل وجاب أخره قال ”أقوم وارجع إلى أبي“.
مارك: إزاي بس؟! ماليش وش أروح له، بعد ما كنت بقول له بلساني وبتصرفاتي إني مش عاوز أمشي في سِكّته!
ماما: هاتكون أوحش من اللص اللي كان على الصليب؟! ده تاب وقِبِل الرب فى آخر لحظات حياته. كل حياته كانت بترفض الله، لكن أول ما قال للرب ”اذكرني يا رب متى جئت فى ملكوتك“ الرب قبله وقال له ”اليوم تكون معي في الفردوس“. أنا هاسيبك تصلي. اللي حصل ده صوت قوي من ربنا بيحذَّرك وبيقول لك إنه عاوز يردَّك ليه قبل ما يفوت الأوان!
وسابت ماما مارك لوحده.
مرِّت الأيام.. مارك مش بيخرج كتير.. معظم وقته فى البيت.. وتمرّ أيام كمان، ومارك صوته واضح من أوضته إنه بيصلي
"اقبلنى يا رب، أنا عاوز ارجع ليك، مش عاوز أقضي حياتي في حاجات أساسًا ماكانتش بتبسطني إلا وقت قليل. مش عاوز تكون آخرتي بعد ده كله عذاب في النار. عاوز أحسّ بسلام، وافرح فرح حقيقي من جوه غير الفرح المؤقَّت اللي كنت بافرحه وأنا بعيد عنك. تعبت من وجع الضمير. سامحني.. أنا غلطت في حقَّك كتير، لكن أنا جايلك بحسب كلامك فى الكتاب المقدس إن هبة الله هي حياه ابديه، إن اللى بيقبلك بيقى ابن للَّه. أنا باقبل عطيتك، وعاوز أكون ملكك. آمين.
ومرت الايام، وفعلاً استجابة الصلاة ابتدت تبان في حياة مارك.. مارك ابتدى يتغيَّر بجد! بيقضي وقت كبير فى قرايه الكتاب.. اهتماماته اتغيرت.. عاوز يعرف ربنا أكتر.. مش بيقعد كتير مع شلته، بالعكس ده بقى بيكلمهم عن ربنا وبيجيبهم معاه الاجتماع!
ندى: شفتي؟ مش قلت لك؟
ريهام: أنا فعلاً مش مصدقة نفسي واللي بيحصل فى بيتنا ده!
ندى: ”يُخرج من الآكِل أُكلاً ومن الجافي حلاوة“.
ريهام: ده حقيقي بجد، مين كان يتوقع؟!
ندى: دي أخبار مشجِّعه، تخليّنا نكمِّل صلاة للباقيين، واحنا واثقين إن الرب بيكلِّم كل فرد بنصلي من أجله فى اللستة.
ريهام: آمين يا ندى. في مين تاني في لستة الصلاة بنصلي من أجله ولسة مارجعش للرب؟
ندى: فاضل بنتين من شلتي القديمة وجارتنا وجوزها وولاد خالتك.
ريهام: أنا متشجعة أوي من قائمة الصلاة. فاكرة تاريخ بدايه الصلاة لمارك؟ وأخيرًا كتبنا تاريخ رجوعه للرب.
ندى: بنعمة ربنا هايجي اليوم اللي هانكتب فيه تاريخ رجوع كل اللي في اللستة للرب.
ريهام: آمين.