بتعمل إيه دلوقت؟! شايفك بتدور على أرقام تليفونات...
أبدًا أنا باتصل أسأل على اخواتي اللي معايا في الكنيسة وباطمِّن عليهم وعلى ظروفهم.. وباحاول أشيل شوية في مسؤولية رعايتهم وافتقادهم.
يااااااااااه (ضحكة خبيثة).. إنت إيه اللي فكَّرك بالموضوع ده.. دي حاجة بتاعة الكبار بس.. مسؤولية إيه ورعاية إيه.. اللي شال شال يا خويا.
أولاً أنا مش أخوك.. ثانيًا أنا مش باخد رأيك.. دي وصية من إلهي إني أسأل على اخواتي وأصلي من أجلهم وأجند نفسي لخدمتهم، زي ما قال الرب يسوع: «وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَنَا أُعْطِيكُمْ: أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضًا بَعْضُكُمْ بَعْضًا «(يوحنا١٣: ٣٤).
واشمعنى انت بالذات.. ماتستنى لما حد من اللي بتقول عليهم اخواتك يسألوا عليك إنت الأول.
اللي بتقوله ده بالظبط عكس كلام المسيح اللي قال: «وَكَمَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ النَّاسُ بِكُمُ افْعَلُوا أَنْتُمْ أَيْضًا بِهِمْ هكَذَا» (لوقا٦: ٣١). المسيحية الحقيقية هي فعل قبل ما تكون رد فعل، وأنا لما هاسأل على أخويا هاعمل كده علشان أطلع من مخزون المحبة اللي حطه الرب جوايا، ومش هاستنى منه أي مقابل أو رد للمعروف.
إنت ناسي إن الناس اللي إنت موجود بينهم مليانيين عيوب ومشاكل (...، ...، ...، ...) ولو مش مصدقني اسألهم هم عن رأيهم في نفسهم.
مش غريبة ألاقيك بتشتكي على اخواتي وتشهَّر بغلطاتهم.. ما دي وظيفتك ولقبك (رؤيا١٢: ١٠). لكن الغريبة إن كتير من المؤمنين - للأسف - بيشاركوك نفس المهمة وبيتكلموا بكل سلبية وتشفِّي على اخواتهم.. ولكن أيًا كان الوضع فأنا كمان مليان عيوب وضعفات زييهم.. ودوري إني أتوب لله عن كل حاجة فيَّ وفيهم.
وجبت منين الفلسفة دي؟!
دي مش فلسفة.. دي صلاة نحميا لربنا لما قال: «لِتَسْمَعَ صَلاَةَ عَبْدِكَ الَّذِي يُصَلِّي إِلَيْكَ الآنَ نَهَارًا وَلَيْلاً لأَجْلِ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَبِيدِكَ، وَيَعْتَرِفُ بِخَطَايَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّتِي أَخْطَأْنَا بِهَا إِلَيْكَ. فَإِنِّي أَنَا وَبَيْتُ أَبِي قَدْ أَخْطَأْنَا» (نحميا١: ٦). نحميا ما اتشفَّاش في عيوب اخواته، لكنه ضم نفسه معاهم، وبيعترف بخطايا اخواته زي خطاياه بالظبط.
طيب وهاتشيل شيلة اخواتك إزاي يا فتك؟!
كفاية إني أصليلهم واذكرهم بظروفهم في عرش النعمة.. وأكيد وأنا في محضر الله ممكن ربنا يشغلني أسأل على أخ مجروح.. أو أسدد احتياج لأخ مضغوط.. أو حتى اسمع أخ متألم.. ووقتها هانفّذ ناموس المسيح «اِحْمِلُوا بَعْضُكُمْ أَثْقَالَ بَعْضٍ، وَهكَذَا تَمِّمُوا نَامُوسَ الْمَسِيحِ» (غلاطية٦: ٢).
ولو ما عملتش كده هايجرى إيه؟!! ماتعيش زي الباقيين.
هاكون عملت خطية كبيرة زي ما قال صموئيل «وَأَمَّا أَنَا فَحَاشَا لِي أَنْ أُخْطِئَ إِلَى الرَّبِّ فَأَكُفَّ عَنِ الصَّلاَةِ مِنْ أَجْلِكُمْ» (١صموئيل١٢: ٢٣)، وزي ما قال يوحنا «كُلُّ مَنْ يُبْغِضُ أَخَاهُ فَهُوَ قَاتِلُ نَفْسٍ» (١يوحنا٣: ١٥). وأنا مش مستعد أبدًا أكون في وضع القاتل بالنسبة لله!!
أفهم من كده إنك نويت تنصَّب نفسك زعيم على اخواتك، ويبقى ليك سلطة ونفوذ بينهم بحجة رعايتهم.. كويس خللي الزعامات تكتر والنزاعات تنتشر والأمور تشعلل.
أحب بس أحبطك وأقولك إني مش هانولك قصدك.. لإني ناوي بنعمة الرب أنفذ كلام المسيح «إِذَا أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَكُونَ أَوَّلاً فَيَكُونُ آخِرَ الْكُلِّ وَخَادِمًا لِلْكُلِّ» (مرقس٩: ٣٥). ولو كل المؤمنين واخدين المكان الأخير، وشايلين بحب شيلة اخواتهم؛ عمر ما هايكون يكون فيه خلافات أو نزاعات.
إنت جبت الكلام ده منين؟! ده وضع مثالي مستحيل يتعاش.
في دي بس عندك حق.. لأن مستحيل الإنسان من نفسه يعمل كده. لكن اللي يطمني، إن اللي عايش جوايا هو شخص المسيح اللي عاش الكلام ده بكل مثالية وكمال.. زي ما قال يوحنا الرسول «بِهذَا قَدْ عَرَفْنَا الْمَحَبَّةَ: أَنَّ ذَاكَ وَضَعَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، فَنَحْنُ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَضَعَ نُفُوسَنَا لأَجْلِ الإِخْوَةِ» (١يوحنا٣: ١٦). فلإنه هو وضع نفسه، هايعلمني إزاي أضع نفسي.
طيب وانت مين هايشيل شيلتك؟! إنت ناسي ظروفك ومشاكلك ومشغولياتك؟!
أنا شيلتي متشالة على الشخص اللي مكتوب عنه إنه «حَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ» (عبرانيين١: ٣)، واللي جذبني زمان بوعده الحلو «تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ» (متى١١: ٢٨). والوعد ده لسه نافذ المفعول، وهو كفيل بشيلتي وشيلة اخواتي، بس عايزني أشاركه الشرف ده، وأشغّل طاقة الحب اللي جوايا، وما هربش أبدًا من المسؤولية، وأقول اللي شال شال.
وانصرف العدو إلى حين.. وصرفت أنا وقتًا للصلاة لإخوتي.. ورأيت بعيني ما يصنعه الرب في حياتهم.. وفضلت دوري الخفي لبركتهم.. وتأجل الحوار مع عدوي إلى جولة أخرى وأرض معركة آخر.