دار الحوار البسيط ده بين اصحابنا ريهام وندى، وهما في التاكسي مروحين:
ريهام: صليلي كتير علشان أنا خلاص قفلت من المذاكرة وزهقت وتعبت، والسنة لسة فاضل عليها كتير!
ندى: لا مش هينفع اصليلك لاني محتاجة اللي يصليلي.
ريهام: ليه؟ خير؟
ندى: لا فتور روحي بس شديد حبتين، مش قادرة أصلي وعاوزة أحس أكتر بربنا، مش كلام وحقايق لكن عاوزة أحس بيه!
ريهام: بس اللي بيقود علاقتنا بربنا الحق اللي في الكتاب مش المشاعر!
ندى: أنا عارفة، بس أنا محتاجة اتخيله، أحس بيه.
ريهام: مش عارفة اقولك إيه! هصليلك بس متطوليش في المرحلة دي.
بعدها بكام يوم ندى كتبت في مذكراتها الكلام ده:
النهاردة كان يوم غريب وجميل في حياتي وبالأخصّ في علاقتي بربنا. خرجت أنا وريهام نتفسح شوية نفك من المذاكرة ودوشتها، روحنا المول. كان وقت لطيف جدًا؛ دخلنا فيه محلات كتير، ضحكنا، فاصلنا والأهم اشترينا!
بعد ما لفينا شوية، قعدنا نتغدى علشان نشحن طاقة علشان نعرف نكمل لَفّ! وحصل موقف غريب جدًا معتقدش إني ممكن أنساه:
لقينا أُمّ مُنهارة وعمَّاله تصرخ وتقول: كريم رُدّ عليا، انت فين يا ابني؟
كان منظرها صعب أوي وموقفها أصعب!
كريم ده طفل ٣ سنين، وفي غفلة منها تاه في المول!
الأم بتجري هنا وهناك وهي بتصرخ وتنادي على ولدها. فضلت تقلِّب في وشوش الأطفال، وكل شوية تقف تبكي وتقول: رد عليا يا حبيب ماما رد عليا!
قفلوا مداخل المول، وموظفين الأمن طمِّنوها وقالوا لها ترتاح وهما هيلاقوه.
قعدت تقول بصوت عالي: أنا مش هقعد إلا لما الاقيه، الله يخليكم ساعدوني!
معظمنا بقى بيلف حواليه يدوَّر على طفل تايه. أنا شخصيًا خفت جدًا!! طفل ما يعرفش أى حاجة وحده في مول كبير مليان محلات وناس وبوابات!
يا ترى اتخطف؟ طيب ممكن يكون نام في أي حتة؟ بيعمل إيه؟ حاسس بإيه؟؟
فكرة مرعبة جدًا للأم ولكريم التايه نفسه!!
قطع سرحاني صوت ناس بتصقف وتهيَّص، كريم رجع لحضن مامته.
حاجتين مش ممكن انساهم:
دموعها الفرحانة برجوعه.
وكلبشة كريم في حضن مامته، ودموع خوفه اثرها لسة موجود على خده!
الموقف ده هزني من جوة!
ان كانت الأم، اللي هيَّ بشر، مشاعرها كده ناحية ابنها، يبقى يا ترى انت يا رب مشاعرك هيكون شكلها ايه من ناحيتي كبنتك؟
انت اللى حاطط مشاعر الأبوة والأمومة، ولأنك الأعظم؛ فأكيد مشاعرك أكتر بكتير!!
وتيهان كريم كمان، سِنُه صغير أوى ودنيا أكبر بكتير جدًا من ما يمكن يستوعبه! حاجة تخوف!! مشاعره كانت عاملة ازاي في النص ساعة اللي تاه فيها دي!!
النهاردة أنا شوفتك في الأم ولقيت نفسي في كريم!
اشكرك لأنك بتحبني جدًا، واني غالية على قلبك قوي.
اشكرك لأنك بتحميني وبتقودني وتمسك يميني.
اشكرك لأني أنا في أمان طالما انت ماسكني وماشي معايا، حتى لو أنا مش واخدة بالي.
أنا من غيرك مش هاقدر ابدًا أخطّي خطوة في العالم الكبير ده.
خليني دايمًا في قربك.
آمين
ندى النهاردة ربنا كلمها من خلال موقف حصل قدامها. كان ممكن المشهد ده يعدّي عليها مرور الكرام وكأنّ مفيش حاجة حصلت، لكن الروح القدس جواها كلِّمها، وهي استجابت بإنها فتحت عينيها وقلبها علشان تشوف وتسمع اللي ربنا عاوز يقوله ليها.
الله عاوز يتكلّم وعاوز يكون في علاقة مستمرة طول اليوم معانا: في الخلوة اليومية واحنا بنقرأ الكتاب المقدس ونصلي، في الاجتماعات الروحية، في المدرسة أو الشغل، في وقت المواصلات، حتى في وقت الأكل وما قبل النوم!
عاوزنا نعيش كل لحظات حياتنا في علاقة معاه. نمشي معًا نحكي معًا كأفضل الرفاق زي ما بتقول الترنيمة.
هو اللي قال «لذاتي مع بني آدم» (أمثال٨: ٣١).
وهو اللي قال «هل أخفي عن إبراهيم ما أنا فاعله؟» (تكوين١٨: ١٧).
كام موقف بنتعرَّض له كل يوم أو بيحصل قدَّامنا؟ا حلو إننا نتدرب إننا نشوف ربنا في كل حاجة حوالينا. وده بيجي بإننا نصلي دايمًا إن قلوبنا وعنينا تكون حسَّاسة لصوته وبإننا برضه ندي له المجال إنه يعمل فينا. لأن الله هيتجاوب مع القلب اللي طالبه فعلاً، والروح القدس هيتكلم لو واخد راحته فيا، بمعنى:
إني باطيع صوته،
باعيش بالقداسة وحياتي فيها توبة مستمرة،
اتغذَّى واشبع بكلمه الله اللي هي الحق.
صلي كلمات الترنيمة اللي بتقول:
املك في القلب وعلمنا نديلك راحتك في كيانا
في ترنيمة كمان بتقول:
الله بيكلم كل النــــــاس
|
| الله بيـــــــــــــــــــتكلم ليا وليك
|
له يعطيك قلب حساس | قول
| بصوت وصورة من حواليك
|
صلي كمان: “اديني يا رب قلب حساس”