أنا هو القيامة والحياة


«قَالَ لَهَا يَسُوعُ: “سَيَقُومُ أَخُوكِ”. قَالَتْ لَهُ مَرْثَا: “أَنَا أَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَقُومُ فِي الْقِيَامَةِ، فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ”. قَالَ لَهَا يَسُوعُ: “أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا، وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيًّا وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى الأَبَدِ. أَتُؤْمِنِينَ بِهذَا؟”» (يوحنا ١١: ٢٣–٢٦).

أرسلت الأختان، مرثا ومريم، للرب يسوع لإخباره بمرض لعازر حبيبه، وهما تنتظران منه أن يأتي ليشفيه. لكن الرب يسوع تأخَّر حتى مات لعازر ودُفن. عندئذ أخبر تلاميذه قائلاً «لعازر حبيبنا قد نام». وأخذهم وذهب إلى بيت عنيا. فلاقته مرثا بعتاب قائلة «لو كنت ههنا لم يمت أخي». فطمأنها الرب قائلاً «سيقوم أخوك». فقالت إنها تعلم أنه سيقوم في اليوم الأخير. وهنا نرى أنها تعلم بل وتؤمن أنه توجد قيامة ولها ميعاد وهو اليوم الأخير. ولم تعلم وتؤمن، بَعد، من هو القيامة. فأعلن لها الرب ما لم تفهمه «أنا هو القيامة».

ثم قالت له «أيضا أعلم أن كل ما تطلبه من الله يعطيك» ونرى هنا أنها تعلم، بل وتؤمن أن الحياة هبة من الله يعطيها للمسيح، ثم يعطيها المسيح للعازر فيقوم. لكنها لم تكن تعلم أن المسيح هو الحياة ذاتها. أو كما أعلن قبلًا «كما أن الآب له حياة في ذاته كذلك أعطى الابن أيضا أن تكون له حياة في ذاته» (يوحنا٥: ٢٩). وفي هذا النص نرى لاهوت المسيح.

القيامة

في هذا الجزء وردت كلمة القيامة مرتان: في الآية ٢٤ القيامة كعقيدة تؤمن بها مرثا «أنا أعلم أنه سيقوم في القيامة». وفي الآية ٢٥ القيامة كشخص لم تكتشفه مرثا «أنا هو القيامة».

الفرق بينهما

يريد الرب يسوع نقل مرثا – ونحن معها - من الإيمان بعقيدة إلي الإيمان بشخص. فالقيامة كعقيدة أمر أو حدث عام يشترك فيه كل الناس ، وهو قيامة الأبرار والأشرار. أما الإيمان بشخص المسيح، فيعطي اليقين بأنه هو القيامة ذاتها والحياة ذاتها. ونلاحظ أن الرب يسوع لم يَقُل لها “أنا أهب القيامة، أنا أهب الحياة”، كأنَّ الحياة شيء منفصل عنه. بل هو أصل الحياة وينبوعها. وهنا نرى قوة القيامة وقوة الحياة في شخص الرب يسوع.

لكن نحتاج أولا أن نعرف : قيامة وحياة من أي شيء؟ ولمن؟

ثلاثة قبور لثلاثة أنواع من الناس

١– قبور لحمية

يسكنها الأموات بالذنوب والخطايا الذين انفصلوا عن الله، وهذا هو الموت الروحي (أفسس٢: ١).

٢– قبور ترابية

يسكنها الأموات الذين انفصلت أرواحهم عن أجسادهم، وهذا هو الموت الجسدي (يعقوب٢: ٢٦).

٣– قبور أبدية

يسكنها كل من رفض الإيمان بالرب يسوع كالقيامة والحياة. وهذا هو الموت الأبدي (رؤيا٢٠: ١٤).

وعند قبر لعازر واجه المسيح في وقت واحد، موت لعازر الجسدي، وموت المشيعين الروحي؛ أو ميت في القبر وأموات خارج القبر. ووجود المسيح كالقيامة والحياة أعطى لعازر، وبعض المشيعين (يوحنا١١: ٤٥) القيامة والحياة.

القيامة كحدث

ذكر الرب في يوحنا ٥: ٢٩ قيامتان:

١– قيامة الأبرار

وتسمَّى أيضًا قيامة الحياة، أو قيامة من الأموات، أو القيامة الأولى. وهذه القيامة تتم في ثلاثة أوجه:

أ) قيامة المسيح كباكورة الراقدين،

ب) ثم الذين للمسيح في مجيئه، أي المؤمنين الراقدين لحظة الإختطاف (١كورنثوس١٥: ٢٣)،

ج) ثم الذين يرجعون للرب بعد الاختطاف في زمن الضيقة العظيمة (رؤيا٢٠: ٤).

٢ – قيامة الدينونة

وتتم بعد حكم المسيح الألفي لجميع الأشرار الخطاة الذين ما زالوا في القبور، وذلك للوقوف أمام العرش العظيم الأبيض ليدانوا حسب أعمالهم (رؤيا٢٠: ٥–١٢).

صديقي القارئ.. صديقتي القارئة:

أعلن الله في الكتاب المقدس أن: الجميع أخطأوا، وأن أجرة الخطية موت،

وأنه وُضع للناس أن يموتوا مرًة ثم بعد ذلك الدينونة (وأظن أنك أنت واحد من الناس).

وأعلن أيضًا أن الذي يؤمن بالرب يسوع له حياة أبدية. فهل تصدِّق الله؟

ليتك تستمع الآن لذات سؤال المسيح لمرثا «أنا هو القيامة والحياة... أتؤمنين بهذا؟»، وتؤمن فتتمتع بالقيامة والحياة الأبدية.