رقم البيبك PEBC

هو الرقم الذي يُعطى للصيادلة من خارج كندا الذين يرغبون في العمل داخلها كصيادلة. يمكنك الحصول على رقم البيبيك بمجرد الموافقة على اكتمال الأوراق المطلوبة بواسطته تستطيع التواصل مع نقابة الصيادلة الكندية The Pharmacy Examining Board of Canada PEBC للاستفسار أو لتحديد زمان ومكان امتحانات المعادلة، وحتى نتائج الامتحانات لا تستطيع التعرف عليها إلا من خلال رقم البيبك هذا.

ولي قصة صغيرة مع رقم البيبك هذا. عندما نويت اجتياز امتحانات معادلة الصيدلة في كندا، ففور قبول أوراقي وحصولي على رقم البيبك، بدأت رحلة الدراسة من جديد. وكم كانت شديدة الصعوبة وتتطلب مجهودًا كبير ًا، ووقتًا طويلاً للاستذكار. وبالفعل تقدَّمت للامتحانات، كان وقت انتظار النتيجة يمر كالدهر، حتى اقترب موعد إعلانها، ولا يمكن أن أنسى ليلة ظهور النتيجة، إنها نتيجة مجهود شهور طويلة من السهر والتعب والحرمان. أصبت بالأرق في تلك الليلة، وزاد معدل نبضات قلبي، وخوفي من المجهول، ورفض الفشل، مع مشاعر وأحاسيس كثيرة مختلطة. وأخيرًا تم إعلان النتيجة مع بزوغ فجر يوم جديد، وتم تحميل قائمة بأرقام البيبك للناجحين فقط على الموقع الرسمي لنقابة الصيادلة. ولا أستطيع أن أعبِّر بالكلمات عن حجم الخسارة والحسرة، الندم والألم، عندما أدركت إن اسمي لم يُدرج في قوائم الناجحين. أسودَّت الدنيا في وجهي، وخاب رجائي في النجاح في تلك الامتحانات الصعبة. حتى لمع بريق أمل من جديد حين علمت أنه يمكنني دخول الامتحان مرة أخرى بعد وقت ليس بالكثير. فاستجمعت قواي لهذه المهمة الشاقة لمحاولة أخرى. والحقيقة إني لا أستطيع وصف مشاعري وفرحتي العارمة بعد أن عوَّضني الرب ووجدت اسمي بين الناجحين، وبالتالي صار لي حق مزاولة مهنة الصيدلة بكندا.

صديقي القارئ: ما بين مشاعر النجاح والفشل، وإدراج الاسم من عدمه، لديَّ بعض الملاحظات أودّ أن أشاركك بها:

أحلى الأسماء

للأسماء قيمة كبيرة عند البشر، فيقولون إن أغلى شيء على مسمع الإنسان هو اسمه. وكثيرًا ما نسمع القول: “اسم على مسمى”، عندما تتعامل مع “كريم” فتجده كريمًا مع المحتاجين، أو تُحبّ “محب” الشخص المحب للآخرين، وتصادق “مخلص” المخلص الوفي لأصدقائه.

هذا على الجانب الإنساني. لكن دعني أخبرك عن أحلى وأغلى اسم في الوجود والخلود إنه: الرب يسوع الحلو الصالح، الذي يقول عنه المرنم «سَبِّحُوا الرَّبَّ لأَنَّ الرَّبَّ صَالِحٌ. رَنِّمُوا لاسْمِهِ لأَنَّ ذَاكَ حُلْوٌ» (مزمور١٣٥: ٣). إنه الشخص العجيب الذي قال عنه ملاك البشارة جبرائيل: «وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ. لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ... وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ، الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللهُ مَعَنَا» (متى١: ٢١، ٢٣). وأيضًا: تنبأ عنه إشعياء «وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيبًا، مُشِيرًا، إِلهًا قَدِيرًا، أَبًا أَبَدِيًّا، رَئِيسَ السَّلاَمِ» (إشعياء٩: ٦). و بالرغم من تعدد أسماء المسيح الفريدة، لكن تلمع حلاوة اسمه في قوته وقدرته على منح الحرية من عبودية وقيود الخطية «أَن كُلَّ مَنْ يَدْعُو بِاسْمِ الرَّبِّ يَخْلُصُ» (رومية١٠: ١٣).

ومن امتياز كل من يؤمن بيسوع ويقبل خلاصه أنه يدعوه ويعرفه باسمه: «يدعو خِرَافَهُ الْخَاصَّةَ بِأَسْمَاءٍ» (يوحنا ١٠: ٣)، بل ويطمئن قلوب المؤمنين به قائلاً: «لاَ تَخَفْ لأَنِّي فَدَيْتُكَ. دَعَوْتُكَ بِاسْمِكَ. أَنْتَ لِي. إذا اجْتَزْتَ فِي الْمِيَاهِ فَأَنَا مَعَكَ، وَفِي الأَنْهَارِ فَلاَ تَغْمُرُكَ. إِذَا مَشَيْتَ فِي النَّارِ فَلاَ تُلْذَعُ، وَاللَّهِيبُ لاَ يُحْرِقُكَ» (إشعياء٤٣: ١-٢) فيستطيع أن يهتف مع المرنم "إسمي على كفك نقشته بالدم يا غالي.. وكنت عبد ورفعته للمجد العالي". حقًا إنها امتيازات عظيمة نحصل عليها بواسطة الإيمان باسمه.

اسم يسوع قد سما فوق الأسامي العالية

يسوع فادي الأثمة محيي النفوس البالية

كتاب سفر الأحياء

كثيرًا ما نحرص على تسجيل أسمائنا في الكشوف الراقية والعالية، فنشعر بالفرحة والبهجة عندما نراها والحزن والحسرة إذا خسرناها. والحقيقة لا أقدر أن أنكر فرحتي وبهجتي بمجرد رؤية اسمي في قائمة الناجحين، كما لا يمكن أن أنسى مدى حسرتي، يأسي وندمي بل وخيبة أملي عندما لم أجد اسمي مكتوبا في محاولة سابقة. وعندها تذكرت قول يوحنا الرائي: «وَكُلُّ مَنْ لَمْ يُوجَدْ مَكْتُوبًا فِي سِفْرِ الْحَيَاةِ طُرِحَ فِي بُحَيْرَةِ النَّارِ» (رؤيا٢٠: ١٥)، وما أتعسه من مصير أبدي!!

قارئي العزيز، إنني أدرك تمامًا إنه امتياز كبير لنا أن نسمى «مَسِيحِيِّينَ» (أعمال١١: ٢٦)، لكن دعني أذكِّرك أن حياتنا على الأرض هنا، ما هي إلا امتحان قصير نعبر من خلاله إلى الأبدية الخالدة؛ إما مع الرب يسوع في فردوس النعيم، أو مع إبليس في نار الجحيم. وتذكَّر إنه لا توجد فرصة أخرى أو “محاولة ثانية”. لذا دعني أحذِّرك أنه سيأتي يوم وذا قريب جدًا، وعندها سيفتح سفر الحياة وكم ستكون الحسرة، الألم والندم مع البكاء والنوح، إن لم يكن اسمك مكتوبًا في السفر، لذا أشجعك أن تسرع إلى الرب يسوع المسيح مؤمنًا به وتقبله مخلصًا شخصيًا لحياتك فتتمتع بخلاصه المجاني وتنعم بامتياز وشرف هؤلاء: «الَّذِينَ أَسْمَاؤُهُمْ فِي سِفْرِ الْحَيَاةِ» (فيلبي ٤: ٣).

دينونة رب السماء

قارئي الغالي، أؤكد لك أنك في عين الرب الحنان لست مجرد رقم وسط الأرقام، لكنك مثل: «لُؤْلُؤَةً... كَثِيرَةَ الثَّمَنِ» (متى١٣: ٤٦)؛ لذا جاء إلينا بالرحمة والإحسان مقدِّمًا العفو والغفران من خلال عمل صليبه المحرِّر من الخطايا مهما كان شر الإنسان. لكن أحذر فالذي عاش على أرضنا يومًا كحمل وديع مهان، سياتي قريبًا جدًا كالديان. فهل تستمع للأمر الإلهي بالتوبة الآن؟!

«فَاللهُ الآنَ يَأْمُرُ جَمِيعَ النَّاسِ فِي كُلِّ مَكَانٍ أَنْ يَتُوبُوا، مُتَغَاضِيًا عَنْ أَزْمِنَةِ الْجَهْلِ. لأَنَّهُ أَقَامَ يَوْمًا هُوَ فِيهِ مُزْمِعٌ أَنْ يَدِينَ الْمَسْكُونَةَ بِالْعَدْلِ، بِرَجُل قَدْ عَيَّنَهُ، مُقَدِّمًا لِلْجَمِيعِ إِيمَانًا إِذْ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ» (أعمال١٧: ٣٠-٣١).

صلاة:

سيدي الغالي المسيح، ما أحلى اسمك العجيب وعملك الفريد على عود الصليب، آتي إليك يا ربي الحبيب لتغفر خطاياي وتفرح قلبي الكئيب، عشمان في حريتك ليكون لي معك نصيب وتحررني من عبودية الخطية وعاقبتها الموت والطرح في نار اللهيب.