طالعتنا بعض وسائل الإعلام يوم السبت ١٨ فبراير ٢٠١٧ بإعلان أعلنته دار “ألكسندر للمزادات التاريخية” بولاية ميريلاند الامريكية، عن طرح الهاتف الشخصي الخاص بالزعيم النازي أدولف هتلر، للبيع في مزاد علني. وأوضح البيان الذي صدر عن الدار أن المزاد سيُقام يوم الأحد ١٩ فبراير ٢٠١٧، على أن تبدأ المزايدة من ١٠٠ ألف دولار أمريكي. وتوقع البيان أن يتم بيع الهاتف ما بين ٢٠٠ إلى ٣٠٠ ألف دولار أمريكي. وقد قال “بيل باناغوبولوس”، أحد مسؤولي دار ألكسندر، إن بعض الضباط الروس قدَّموا لهم الهاتف ذي اللون الأحمر، خلال زيارتهم لمخبإ هتلر في برلين. وقد اعتبر “بيل باناغوبولوس” أن الهاتف بمثابة سلاح دمار شامل، مشيرًا إلى أن هتلر قد أصدر أمره بقتل كثيرين من خلال هذا الهاتف.
خبر يدعو للعجب، فقد صنع الناس من هاتف صغير، صدرت خلاله أوامر بالقتل والدمار، أمرًا ذا قيمة؛ حتى أنهم طرحوه في مزاد علني مع توقعاتهم بأن يُباع مثل هذا الجهاز الصغير بأكثر من ٢٠٠ ألف دولار!!
وكما يدعو هذا الخبر للعجب، فهو يدعو للأسف أيضًا، فجهاز صدر منه أوامر بالقتل والدمار صار يُباع بمئات الآلاف من الدولارات، بينما كلمة الله التي تُعلن أعظم خبر لبشرية؛ صارت بلا أهمية في نظر الكثيرين!
كلمة الله التي تعلن لنا البشارة السارة والأخبار المفرحة. لا نعطيها حق قدرها، ولا نهتم بها كما يجب. فنحن على استعداد أن نقضي ساعات وساعات أمام شاشة الكمبيوتر، أو في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، أو حتى في الحديث مع الأصدقاء عبر الهاتف، بينما لا نستطيع أن نقضي بضعة دقائق أمام كلمة الله!!
وكما فعل هتلر في يومه، فالعالم كله في يومنا هذا يصدر الأوامر بالقتل والذبح والدمار؛ لكن كلمة الله تخبرنا بأن لنا حياة أفضل، وتذيع لنا أعظم بشارة فرح من الله ذاته. إنها تخبرنا أن الله أحب العالم كله (يوحنا٣: ١٦)، وأن ابن الإنسان لم يأتِ ليُهلك أنفس الناس بل ليخلص (لوقا٩: ٥٦)، وأن الله لم يُرسل ابنه إلى العالم ليدين العالم، بل ليخلص به العالم (يوحنا٣: ١٧)، بل إن المسيح قد جاء إلى العالم ليخلص الخطاة (١تيموثاوس١: ١٥).
ما أبعد الفارق بين أخبار الأرض، وأخبار السماء! بين الأوامر التي تصدر من قادة وملوك الأرض، وما يصدر من ملك الملوك ورب الأرباب! فالإنسان، منذ أن سقط، لا يعرف إلا البُغضة، والقتل، والذبح. لأنه يتبع إبليس الذي كان قتَّالاً من البدء (يوحنا٨: ٤٤). بينما الله يقدِّم للإنسان كل الحب، لا يُبغض الإنسان، ولا يريد أن يُهلكه؛ بل هو يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يُقبلون (١تيمموثاوس٢: ٤).
نتيجة هذا الفارق الكبير؛ يحدث فرقًا كبيرًا بين من يتبع ويتابع أخبار الأرض، ومن يتابع أخبار السماء. فمن يتابع ما يحدث على الأرض دون اتصال يومي بالله؛ حتمًا سيُصاب بالخوف، والإحباط، والفشل، والقلق المستمر؛ لأن الأرض لن تعطيه إلا كل ما يدعو للقلق والخوف والاضطراب. بينما من يبقى على اتصال يومي ولحظي بإله السماء فهو يبقى ثابتًا مطمئنًا هادئًا، رغم كل ما يحدث من حوله؛ لأنه يعرف أن الله هو المُمسك بزمام الأمور، ولن يفلت شيئًا من بين يديه. إنه يعلم يقينًا أن الله صالح، وله خطة عظيمة في حياة أولاده.
القارئ العزيز
يا من تعاني من خوف، وقلق مستمر. يا من تراقب وتتابع أخبار العالم من حولك يومًا فيومًا فيزداد اضطرابك مع كل خبر تشاهده. يا من تشعر أحيانًا ان نهاية حياتك قد اقتربت وأنت لا تعرف إلى أين أنت ذاهب بعد الموت. الكتاب المقدس يعلن لك أعظم وأصدق الأخبار. الكتاب المقدس فيه الشفاء لنفسك، والراحة الحقيقية لقلبك المضطرب. لا تُصغي لكلمات إبليس التي تملأ قلبك بالخوف، إنما استمع لصوت الرب الذي يناديك باسمك، باحثًا عنك، مقدِّمًا لك الراحة التي تشتاق إليها. هيا إليه الآن. قبل أن تقلب هذه الصفحة، صَلِّ تائبًا مسلِّمًا حياتك للمسيح، واثقًا في محبته، وعمل صليبه الذي به يغفر لك جميع ذنوبك.