محبة المسيح


من سلسلة: بأقلام القراء

محبة المسيح تخلب العقول

فائقة المعرفة تسمو عن التعبير

ليس لها عمق وارتفاع وطول

عجيبة وسامية ليس لها نظير

اتّجهت لنا رغم خطايانا

لم يقفْ أمامها شرُّ البشرِ الكثير

محبة حتى الدم وإلى المنتهى

لها مديح الفمِ وحيرة التفكير

لم تطلُب مطلقًا ما لنفسها

بل كانت دائمًا مشغولةٌ بالغير

لما أراد الله يجود من علاه

ويظهر المحبة والعتق والتحرير

أرسل لنا المسيح فمات كالذبيح

بعد أن سار الدرب القاسي المرير

حب جعل الغني، من به نغتني،

يأتي لأرضنا ويعيش هنا فقير

تخدمه النساء من أموالهن

وهو الذي يعطينا من خيره الوفير

ولم يكن له أين يسند رأسه

مع أن الكل له كالخالق القدير

فهو الرب الإله، وواهب الحياة

أبو الأبدية والعجيب والمشير

وعلى كل ذلك كان بالمحبة سالك

وكم جال كثيرًا يشفي ويصنع الخير

واحتمل الغضب عنا ذاك البار

أما نحن الأشرار نلنا به التبرير

قبل عنا الموت على صليب العار

وبدمه الكريم حصلنا على التطهير

محبة أنجزت وكم تكلَّفت

بأن يموت ربى ليحيا به الشرير

محبة سترت كثرة من الخطايا

ولله تكفلت بديننا العسير

محبة رفعتنا فوق كل الدنايا

للسما أوصلتنا يا لعظم التغيير

محبة إلهية شملت حتى الأعداء

لنا فيها اقتداء وعلى نهجها نسير

يا ليتنا نُقدّر محبة المسيح

تشكره قلوبنا على فضله الكبير

نهدي له حياتنا يشبع ويستريح

صدى لمحبته وجوده الغزير 

وليد قصدي

الغردقة