لا تدعه يسرق هويتك


ما زلت أتذكَّر بوضوح اليوم الأول من المدرسة الإعدادية. كنت قد انتقلت للتو إلى بلدة صغيرة جدًا، مما يعني أن الجميع يعرفون أنني جديدة فيها. الشيء الذي أذكره أكثر، عن ذلك اليوم الأول، محاولتي العثور على مجموعة من الناس يمكن أن أجلس معهم وقت الغداء. تجوَّلت بلا هدف خلال غرفة الغداء، أتذكَّر ما رأيته من المجموعات المختلفة و“الشِلَل”، في محاولة للعثور على مكان أنتمي إليه، ولكني شعرت بأنني متروكة وحيدة.

في ذلك الوقت بدأ الشيطان يقنعني بتصديق أكاذيب عن نفسي. بدأت أشعر بشك بشأن شكلي ومظهري، مما أدى في النهاية إلى أكاذيب حول من خلقني الله لأكون.

من البداية، ومن عمل الشيطان أن يجعلنا نتساءل عن هويتنا. يمكننا أن نرى مثالاً على ذلك عندما كان يجرِّب يسوع في البرية. بدأ اثنان من إغراءاته الثلاثة بالكلمات «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ» (لوقا٤: ٣؛ ٤: ٩)، مما يوضِّح أن الهجوم كان يهدف هوية يسوع. كان الشيطان يحاول جعل يسوع يتساءل بشأن من يكون.

وبعد ذلك بألفي سنة، ما يزال الشيطان يحاول حيلته القديمة، ويستخدم نفس التكتيكات لتجربتنا. من الممكن أن يكمن لنا، أو أن يستخدم الآخرين لمهاجمتنا؛ ليوصل لنا إننا لسنا جيدين بما فيه الكفاية. ونحن بحاجة لأن نكون على بينة من مخططاته وأساليبه لتشكيكنا في هويتنا. لأنه إذا أمكنه أن يشككنا في كوننا فعلاً أولاد الله، فقد جرَّدنا من سلطة الغلبة عليه التي نملكها كأولاد الله. الشيطان لا يريد شيئا أكثر من أن يُفقدنا هويتنا كأبناء الله، لأنه عندئذ نهيم على وجوهنا مثل أغنام بلا راعٍ.

والخبر السار هو أنه يمكننا بسهولة هزيمة أكاذيب الشيطان باتّباع مثال يسوع في البرية. فقد أعطانا الله جميعًا نفس السلاح القادر على هزيمة العدو الذي غلب به يسوع مخططات الشيطان؛ وهو كلمته.

لذلك، في المرة القادمة التي يأتي العدو فيها بأكاذيبه، في محاولة لسرقة هويتك، قف ضده باستخدام كلمة الله، مع الصلاة، والشكر لله!

يمكننا أن نقف بقوة ضد أكاذيب الشيطان بأن نمشي قريبين من الله، يومًا بعد يوم، لحظةً بلحظةٍ. فإذا قضينا وقتًا في تجديد أذهاننا بكلمة الله خلال وقت هادئ، مع الصلاة، وتسجيل ما يوصله الله لنا؛ فإن الرب يبني ثقتنا حول من نكون فيه. «وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ (قبلوا المسيح بالإيمان به ربًّا ومخلّصًا) فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ الله» (يوحنا١: ١٢).

كاتي فاريل – من الإنترنت