فرعون: «صَلِّيَا إِلَى الرَّبِّ لِيَرْفَعَ الضَّفَادِعَ عَنِّي وَعَنْ شَعْبِي»
موسى: «عَيِّنْ لِي مَتَى أُصَلِّي لأَجْلِكَ وَلأَجْلِ عَبِيدِكَ»
فرعون: «غَدًا!!»
هذا هو ملخص حديث فرعون مع موسى في سفر الخروج ٨: ١٠، بعد أن ضُربت مصر بضربة الضفادع المزعجة صوتًا، بل شكلاً ومضمونًا، إذ غطّتها كلها، للدرجة التي توسل فيها فرعون لموسى وهارون لرفعها من كل البيوت والديار المصرية. لكنني فعلاً أقف متحيرًا أمام غلاظة قلب فرعون الذي سنحت أمامه فرصة للخلاص الفوري من ضربة الضفادع “المزعجة”، لكنه بكل برود وعدم اكتراث يؤجِّل خلاصه إلى اليوم التالي.
وفي الحقيقة، يمثِّل فرعون الكثيرين منّا الذين يؤجّلون أمر خلاصهم إلى الغد، فبالرغم من أن المسيح «وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَيقْرَعُ» إلا إن الكثيرين يرفضون ويؤجّلون، مستبيحين مثل عيسو الذي اهتم بأكلة اليوم ولم يهتم ببركة الغد. هؤلاء يحذّرهم بولس الرسول قائلاً «أَمْ تَسْتَهِينُ بِغِنَى لُطْفِهِ وَإِمْهَالِهِ وَطُولِ أَنَاتِهِ، غَيْرَ عَالِمٍ أَنَّ لُطْفَ اللهِ إِنَّمَا يَقْتَادُكَ إِلَى التَّوْبَةِ» (رومية٢: ٤).
«فَاللهُ الآنَ يَأْمُرُ جَمِيعَ النَّاسِ فِي كُلِّ مَكَانٍ أَنْ يَتُوبُوا، مُتَغَاضِيًا عَنْ أَزْمِنَةِ الْجَهْلِ» (أعمال١٧: ٢٠). وبالرغم من إنه «الآنَ وَقْتٌ مَقْبُولٌ. هُوَذَا الآنَ يَوْمُ خَلاَصٍ» (٢كورنثوس٦: ٢)، إلا إن إبليس يرمي سهمه الخطير على الكثيرين للتأجيل وعدم التوبة الآن، مع أنه لا أحد منا يعلم كم سيطول العمر به.
صديقي، أنا لا أعلم ما هي الضفادع (معطلات التوبة) في حياتك، من الممكن أن تكون كبيرة أو صغيرة، علنية أو سرية، حديثة العهد في حياتك أم لك زمن طويل تصارع معها، سطحية أم تأصلت جذورها بداخلك عميقًا؛ لكنني أثق تماما في محبة وقدرة إلهي القادرة أن تخلِّص إلى التمام.
قد تتلخص معطلات التوبة في حياة كل واحد مننا في التالي:
لا أستطيع: لكن تشجع لأن «غَيْرُ الْمُسْتَطَاعِ عِنْدَ النَّاسِ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ اللهِ» (لوقا١٨: ٢٧)، حتى ولو كنت قد وصلت إلى نهاية قدراتك وإمكانياتك الخاصة، وفقدت أي أمل أو رجاء في الخلاص من خطاياك أو آثامك. اطمئن صديقي؛ فنهاية الإنسان هي بداية ظهور قدرات الله. قد يكون لسان حالك
لا أقدر لكن ثق لأنه «الْقَادِرُ أَنْ يَفْعَلَ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ، أَكْثَرَ جِدًّا مِمَّا نَطْلُبُ أَوْ نَفْتَكِرُ» (أفسس٣: ٢٠)، تأكد تمامًا أن إلهك حي وقادر على تحقيق ما يبدو وكأنه مستحيل أمامك بحسب منظورك البشري المحدود.
لا أعرف كيف: لكن ادرك أن الله بنفسه هو الذي يبحث عنك، ويعرف كل ما بداخلك، وكل ما يطلبه منك أن تأتي إليه بثقة وإيمان فيه وفي قدرته وسلطانه على التحرير وخلاصك من كل خطاياك، كبرت أو صغرت، «لأَنَّكَ إِنِ اعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ بِالرَّبِّ يَسُوعَ، وَآمَنْتَ بِقَلْبِكَ أَنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، خَلَصْتَ» (رومية١٠: ٩). فهو الذي وعدنا قائلاً «أُعَلِّمُكَ وَأُرْشِدُكَ الطَّرِيقَ الَّتِي تَسْلُكُهَا. أَنْصَحُكَ. عَيْنِي عَلَيْكَ» (مزمور٣٢: ٨). لذا أشجِّعك يا عزيزي أن تطلب هدايته وإرشاده بإيمان، وحتمًا لن يخزى أو يخيب رجاؤك وانتظارك.
لا أريد: لكن أعلم أن الله «يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ، وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ» (١تيموثاوس٢: ٤). فالله في محبته ورحمته يريد أن يحرِّرك ويخلِّصك من كل ضعفاتك وسقطاتك، لكن يتبقى السؤال الذي يطرح نفسه: هل تريد أنت أن تتخلص فعلاً من الضفادع – الخطايا – التي تؤرق حياتك وتعطِّل مسيرتك الروحية؟!
أشجعك عزيزي القارئ أن تنتهز فرصة الرحمة والنعمة والغفران “اليوم” فتتوب عن خطاياك وترجع إلى المسيح من دون تأجيل “للغد”.
أوعي تأجل
|
| مين هيجيب لك عمرك تاني؟!
|
أوعي تأجل
|
| مين راح يضمن عمره ثواني؟
|