شرعت أكلم المولى


من سلسلة: بأقلام القراء

شرعت أكلم المولى وأنا تراب ورماد

شرعت لعلي أُدرك بعضًا من الأبعاد

أبعاد تلك المحبة التي سَبَت كلَّ الفؤاد

محبة جعلته يأتي من سما الأمجاد

متوجِّهًا بكامل رغبته لأرض الفساد

فهو يبغي خلاصَ كلِّ العباد

فوُلِد في بيت لحم أصغر البلاد

مشي درب مليء بالحزن والاضطهاد

ومات على الصليب لفداء الأجساد

وأبعد عنا الآثام كالمشرق عن المغرب في الابتعاد

محبته ليست فقط تحقق لنا المُراد

فمحبته تمسح الدموع في أيام السواد

تحضن عودة الضال بعد بُعاد

تغيِّر كلَّ مَن قلبه امتلأ بالعناد

وتعوِّض عن السنين التي أكلها الجراد

لتجعلك متلذذًا بدفءِ الوداد

فإذا ذقت حبه يملأ كل أيامك بالأعياد

فمحبته جعلتنا لله أولادْ

محبة تغيِّرنا لصورة سيد الأسياد

من مجد إلى مجد تشكيله لنا في ازدياد

فأموره الصالحة سابقة الإعداد

ففي سيرنا في الحياة يغمرنا دومًا بالإرشاد

فالكل لخيرنا يفعل لنكون معه في اتحاد

مرضى بحبه وبأقراص الزبيب نريد الاستناد

تبحث عمن في اليأس والنبذ والحزن اعتاد

تملأ المحروم والمُحبَط بفيض الإسعاد

وقريبًا سيأتي لينهي الجهاد

فعلينا أن نكون دائمًا في استعداد

لنتمتع بحبه في السماء إلى أبد الآباد

لذا شرعت أكلم المولى وأنا تراب ورماد

داليا باهر رشاد - أسيوط