شدني التصريح الذي صرح به ”يورجن كلوب“ المدير الفني لفريق ليفربول الإنجليزي الذي يلعب له المصري محمد صلاح، عندما قال لمجلة BT sport
”إن الرب يسوع المسيح هو أعظم شخصية في الوجود، وأن أعظم قرار قد اتخذته في حياتي هو قبوله ربًا وسيدًا فغيَّر حياتي تمامًا، ونقلني من الظلمة إلى النور، ومنحني حياة أفضل، وهو سر نجاحي في الكرة، وهو الهدف والغرض الذي أعيش لأجله“.
صديقي وصديقتي
ما أحلى وما أجمل أن تكون ناجحًا، فكلمة النجاح مبهجة للنفس، ومريحة للأذن، لكنه لا يأتي إلا بمزيد من الكد والكفاح، وللنجاح قواعد يجب أن تتبع:
أولاً: حدد هدفك
لا بد أن تحدِّد هدفك، وتعرف رؤيتك وما الذي تبغي تحقيقه، فإن امتلكت أعظم السفن أو اقتنيت أحدث الطائرات بدون رؤية قد تفقد المسار.
لذلك: كن لاعبًا ولا تكن حكمًا. فاللاعب في الملعب يبحث عن أهداف، أما الحكم فيبحث عن أخطاء.
كان بولس الرسول يضع نصب عينيه هدفًا يريد أن يحققه، لذلك صرح بالقول: «أَيُّهَا الإِخْوَةُ، أَنَا لَسْتُ أَحْسِبُ نَفْسِي أَنِّي قَدْ أَدْرَكْتُ. وَلَكِنِّي أَفْعَلُ شَيْئًا وَاحِدًا: إِذْ أَنَا أَنْسَى مَا هُوَ وَرَاءُ وَأَمْتَدُّ إِلَى مَا هُوَ قُدَّامُ. أَسْعَى نَحْوَ الْغَرَضِ لأَجْلِ جَعَالَةِ دَعْوَةِ اللهِ الْعُلْيَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ» (فيلبي٣: ١٢-١٤).
ثانيًا: دعك من المحيطين المحبطين
إن بولس في ركضه نحو تحقيق الهدف لا يعبأ بخمسة أشياء وهي:
١. رضا الناس: «فَلَوْ كُنْتُ بَعْدُ أُرْضِي النَّاسَ لَمْ أَكُنْ عَبْدًا لِلْمَسِيحِ» (غلاطية١: ١٠).
٢. حب الناس: «وَإِنْ كُنْتُ كُلَّمَا أُحِبُّكُمْ أَكْثَرَ أُحَبُّ أَقَلَّ» (٢كورنثوس١٢: ١٥).
٣. حكم الناس: «وَأَمَّا أَنَا فَأَقَلُّ شَيْءٍ عِنْدِي أَنْ يُحْكَمَ فِيَّ مِنْكُمْ. وَلَكِنَّ الَّذِي يَحْكُمُ فِيَّ هُوَ الرَّبُّ» (١كورنثوس٤: ٣).
٤. شر الناس: «إِسْكَنْدَرُ النَّحَّاسُ أَظْهَرَ لِي شُرُوراً كَثِيرَةً. لِيُجَازِهِ الرَّبُّ حَسَبَ أَعْمَالِهِ» (٢تيموثاوس٤: ٤).
٥. تقصير الناس: «الْجَمِيعُ تَرَكُونِي. لاَ يُحْسَبْ عَلَيْهِمْ. ولكن الرَّبَّ وَقَفَ مَعِي وَقَوَّانِي» (٢تيموثاوس٤: ١٦-١٧).
ثالثًا: ابذل أقصى جهدك
«الرَّخَاوَةُ لاَ تَمْسِكُ صَيْدًا أَمَّا ثَرْوَةُ الإِنْسَانِ الْكَرِيمَةُ فَهِيَ الاِجْتِهَادُ» (أمثال١٢: ٢٧). لذلك قال الشاعر للكسول والذي يبغي مجدًا:
قل لمن نام وهو يطلب مجدًا
فاتك المجد يا حليف الوساد
رابعًا: لا للخطط البديلة أو: لا للفشل
عندما قال أحدهم للنجم الشهير ”مايكل جوردن“: ”أنت ناجح بل وأفضل لاعب كرة سلة في العالم“، رد قائلاً: ”أنت ذكرت النجاح، لكن لم تذكر الفشل، فأنا أضعت ٩ آلاف رمية، لكن كل مرة كنت أفشل كنت أقوم ولا استسلم“.
نعم يا صديقي وصديقتي
فنحن جميعا نفشل، لكن نسقط ونقوم، فالفشل الحقيقي هو الاستسلام لذلك عندما تسقط قل: «لاَ تَشْمَتِي بِي يَا عَدُوَّتِي. إِذَا سَقَطْتُ أَقُومُ» (ميخا٧: ٨).
خامسًا: ساعد الآخرين حسب طاقتك
قال أحدهم: لكي تكون ناجحًا نفسيًا عليك تشجيع ثلاثة أشخاص على الأقل كل يوم، ويقول الكتاب: «النَّفْسُ السَّخِيَّةُ تُسَمَّنُ وَالْمُرْوِي هُوَ أَيْضاً يُرْوَى» (أمثال١١: ٢٥).
سادسًا: من قدوتك ومن بطلك؟
لقد وضع ”كلوب“ المسيح نصب عينيه، وهكذا كل ناجح يقتدي ببطل، يقيس نجاحاته عليه، وفي الفشل يلجأ إليه. وهل نجد غير المسيح نقتدي ونهتدي به، ونستند عليه، قال عنه إرميا بأنه: «غُصْنَ بِرٍّ فَيَمْلِكُ مَلِكٌ وَيَنْجَحُ وَيُجْرِي حَقّاً وَعَدْلاً فِي الأَرْضِ» (إرميا٢٣: ٥)، إنه الوحيد الناجح بل: «وَكُلُّ مَا يَصْنَعُهُ يَنْجَحُ» (مزمور١: ٣).
سابعًا: أمنية غالية
أخيرًا: يتمنى يوحنا لحبيبه غايس هذه الأمنية الجميلة:
«أَيُّهَا الْحَبِيبُ، فِي كُلِّ شَيْءٍ أَرُومُ أَنْ تَكُونَ نَاجِحًا وَصَحِيحًا، كَمَا أَنَّ نَفْسَكَ نَاجِحَةٌ. لأَنِّي فَرِحْتُ جِدًّا إِذْ حَضَرَ إِخْوَةٌ وَشَهِدُوا بِالْحَقِّ الَّذِي فِيكَ، كَمَا أَنَّكَ تَسْلُكُ بِالْحَقِّ. لَيْسَ لِي فَرَحٌ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا: أَنْ أَسْمَعَ عَنْ أَوْلاَدِي أَنَّهُمْ يَسْلُكُونَ بِالْحَقِّ» (٣يوحنا١-٤).
النجاح في كل شيء روحيًا ونفسيًا وجسديًا واجتماعيًا. والنجاح يرتبط بالحق، والحق هو المسيح (١يوحنا٥: ٢٠)، وكلمته (يوحنا١٧: ١٧)، وروحه (يوحنا١٤: ١٧). والنجاح ليس الحصول على شهادة، فهناك كثيرون يحملون شهادات كبيرة لكنهم فاشلون حياتيًا وداخليًا، فالشخص الناجح هو شخصية متزنة ومشبعة لها هدف، يحب الرب من كل قلبه، ويحب الآخرين ونافع لهم، ومؤثر فيهم.
ليتنا نكون ناجحين دائمًا، في كل شيء، وفي كل الربوع، لمجد الرب يسوع. آمين.