أول ما طلعت الموبايلات كنا بنشحن بنظام الكارت، وبعد شوية قالوا: طلع نظام جديد اسمه “شحن ع الهوا” يعني تروح لصاحب محل موبايلات، أو لو كان لك معرفة به تكلمه يروح باعتلك شحن ع الهوا زي ما أنت عايز وكله بحسابه.
ومن خلال كلمة الله نجد سبعة أنظمة للشحن ع الهوا يذكرهم لنا الكتاب كما هو واضح من الشواهد الآتية:
«وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُشْبِهُونَ قُبُورًا مُبَيَّضَةً تَظْهَرُ مِنْ خَارِجٍ جَمِيلَةً، وَهِيَ مِنْ دَاخِل مَمْلُوءَةٌ عِظَامَ أَمْوَاتٍ وَكُلَّ نَجَاسَةٍ. هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا: مِنْ خَارِجٍ تَظْهَرُونَ لِلنَّاسِ أَبْرَارًا، وَلكِنَّكُمْ مِنْ دَاخِل مَشْحُونُونَ رِيَاءً وَإِثْمًا. وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ!» (متى٢٣: ٢٧-٢٩). «مَشْحُونِينَ حَسَدًا وَقَتْلاً وَخِصَامًا وَمَكْرًا وَسُوءًا» (رومية١: ٢٩).
من خلال هذين الشاهدين في كلمة الله تعالوا بنا نتعرف على الأنظمة السباعية للشحن على الهواء، والتي يقوم بها رئيس سلطان الهواء من خلال سلطانه على الميديا التي تعمل عبر الهواء.
١. رياء: صفة بغيضة وصف بها الرب يسوع الكتبة والفريسيين، الذين كانوا يشتهرون بالرياء الذي يقود إلى الكبرياء. فالمرائي هو من اعتاد على لبس الأقنعة، ولا سيما أقنعة التدين الكاذب الذي قاله الرب قديمـًا عن الشعب، فمن صفات المرائي:
حب التدين الكاذب: «فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ: حَسَنًا تَنَبَّأَ إِشَعْيَاءُ عَنْكُمْ أَنْتُمُ الْمُرَائِينَ! كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: هذَا الشَّعْبُ يُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ، وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيدًا، وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ. لأَنَّكُمْ تَرَكْتُمْ وَصِيَّةَ اللهِ وَتَتَمَسَّكُونَ بِتَقْلِيدِ النَّاسِ: غَسْلَ الأَبَارِيقِ وَالْكُؤُوسِ، وَأُمُورًا أُخَرَ كَثِيرَةً مِثْلَ هذِهِ تَفْعَلُونَ» (مرقس٧: ٦-٨).
حب التظاهر بالصدقة: «فَمَتَى صَنَعْتَ صَدَقَةً فَلاَ تُصَوِّتْ قُدَّامَكَ بِالْبُوقِ، كَمَا يَفْعَلُ الْمُرَاؤُونَ فِي الْمَجَامِعِ وَفِي الأَزِقَّةِ، لِكَيْ يُمَجَّدُوا مِنَ النَّاسِ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ اسْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ!» (متى٦: ٢).
حب التظاهر بالصلاة: «وَمَتَى صَلَّيْتَ فَلاَ تَكُنْ كَالْمُرَائِينَ، فَإِنَّهُمْ يُحِبُّونَ أَنْ يُصَلُّوا قَائِمِينَ فِي الْمَجَامِعِ وَفِي زَوَايَا الشَّوَارِعِ، لِكَيْ يَظْهَرُوا لِلنَّاسِ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ اسْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ!» (متى٦: ٥).
حب التظاهر بالصوم: «وَمَتَى صُمْتُمْ فَلاَ تَكُونُوا عَابِسِينَ كَالْمُرَائِينَ، فَإِنَّهُمْ يُغَيِّرُونَ وُجُوهَهُمْ لِكَيْ يَظْهَرُوا لِلنَّاسِ صَائِمِينَ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ اسْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ» (متى٦: ١٦).
إدانة الآخرين: «لاَ تَدِينُوا لِكَيْ لاَ تُدَانُوا، لأَنَّكُمْ بِالدَّيْنُونَةِ الَّتِي بِهَا تَدِينُونَ تُدَانُونَ، وَبِالْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ. وَلِمَاذَا تَنْظُرُ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ، وَأَمَّا الْخَشَبَةُ الَّتِي فِي عَيْنِكَ فَلاَ تَفْطَنُ لَهَا؟ أَمْ كَيْفَ تَقُولُ لأَخِيكَ: دَعْني أُخْرِجِ الْقَذَى مِنْ عَيْنِكَ، وَهَا الْخَشَبَةُ فِي عَيْنِكَ؟ يَا مُرَائِي، أَخْرِجْ أَوَّلاً الْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ، وَحِينَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّدًا أَنْ تُخْرِجَ الْقَذَى مِنْ عَيْنِ أَخِيكَ» (متى٧: ١-٥).
٢. إثـم: الخطية هي التعدي على القوانين والقواعد الأدبية والأخلاقية التي وضعها الله «كُلُّ مَنْ يَفْعَلُ الْخَطِيَّةَ يَفْعَلُ التَّعَدِّيَ أَيْضًا. وَالْخَطِيَّةُ هِيَ التَّعَدِّي» (١يوحنا٣: ٤). والإثم هو النتيجة المباشرة لهذا التعدي. مثال توضيحي: سائق كسر إشارة المرور. هذا تعدٍّ على القانون. لكن كانت النتيجة المباشرة لهذا التعدي أنه عمل حادث فمات إنسان. هذا هو الإثم.
٣. حسد: والحسد في المفهوم الكتابي يختلف عن الحسد في المفهوم الشعبي. ففي المفهوم الشعبي الحسد بالعين بمجرد النظر وهذه خرافات عجائزية (١تيموثاوس٤: ٧). أما الحسد في المفهوم الكتابي نراه في قصة غدر إخوة يوسف به. إنه التخطيط لفعل السوء والسعي لتنفيذه بالآخرين كما فعل إخوة يوسف (تكوين٣٩).
٤. قتل: والقتل يأتي كنتيجة مباشرة للحسد؛ فالحسد هو التخطيط المملوء بالكراهية والقتل هو التنفيذ على أرض الواقع، سواء قتل معنوي أو حرفي.
٥. خصام: الخصام هو النزاع بين الناس وفقدان السلام الاجتماعي على أتفه الأسباب، أو لأسباب عنصرية دوافعها عرقية أو دينية أو مذهبية أو قومية... الخ.
٦. مكر: المكر الذي يشتهر به الثعلب، مثل هيرودس الذي يتظاهر بشيء نبيل للوصول إلى غرض دنيء. فكان يتظاهر بأنه يحب أن يسمع عظات يوحنا المعمدان، لكي يعطيه صبغة شرعية لارتباطه النجس غير الشرعي بهيروديا. ولكن عندما قال له يوحنا “لا يحل لك”، ألقاه في السجن وقطع رأسه. وبنى جده الأكبر هيكلاً لليهود لكي يضمن ولائهم له فيصل إلى المُلك، وكان له ما أراد. هذا هو المكر.
٧. سوء: تشمل كل ما سبق، كل عمل يتنافى مع الأخلاقيات النبيلة التي وضعها الله في كتابهُ وكتبها بالفطرة على قلوب البشر هو عمل السوء.
كل ما سبق من هذه الأنظمة السبعة يشحنها الشيطان رئيس سلطان الهوا يوميًا بل كل لحظة عن طريق الهوا من النت والفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي.
فمنذ أن دخل عالم الميديا إلى العائلة البشرية والكل يشحن لا يوميـًا بل لحظيـًا من هذه السباعية البغيضة.
فاحذر الشحن عالهوا من رئيس سلطان الهوا.