الفوتوشوب برنامج من البرامج الخاصة بتصميم وتركيب الصور على الكومبيوتر، فمثلاً ممكن تضع صورة لك بجانب برج إيفيل بفرنسا وأنت لم تزر فرنسا إطلاقـًا، أو بجانب تمثال الحرية في أمريكا وأنت لم تذهب إلى أمريكا على الإطلاق. فبرنامج الفوتوشوب لا يعكس الحقيقة أبدًا ولكنه من الآخر من البرامج الخداعية.
والفوتوشوب ليس برنامجـًا مُستحدَثـًا، ولكنه من قديم الزمان وإلى الآن. فمنذ أن دخلت الخطية إلى العالم والفوتوشوب شغال.
فوتوشوب الحية
فالحية خدعت حواء عن طريق الفوتوشوب الذي قامت بعمله في شجرة معرفة الخير والشر. فبعد أن انتهت الحية من تصميم الفوتوشوب للشجرة المنهي عنها، واستعرضت الصور الخاصة بها على صفحتها، ودخلت حواء على صفحة الحية، يسجل الكتاب: «فَرَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلأَكْلِ، وَأَنَّهَا بَهِجَةٌ لِلْعُيُونِ، وَأَنَّ الشَّجَرَةَ شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ. فَأَخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ، وَأَعْطَتْ رَجُلَهَا أَيْضًا مَعَهَا فَأَكَلَ. فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَلِمَا أَنَّهُمَا عُرْيَانَانِ. فَخَاطَا أَوْرَاقَ تِينٍ وَصَنَعَا لأَنْفُسِهِمَا مَآزِرَ» (تكوين٣: ٦-٧).
ومن خبث الحية وضعت رابط قائلة فيه: “اضغط هنا”، أو “إذا أعجبتك الصورة إضغط لايك”. وهنا كانت الكارثة، فقد رأت المرأة الشجرة بعد الفوتوشوب؛ فانبهرت بجمالها، وعندما دخلت على الرابط الخاص بموقع الحية، وعملت لايك، لم تستطع الخروج إلى الآن هي ونسلها. بعدها دخلت البشرية في ملفات كثيرة إلى الآن كلها فوتوشوب وتعالوا بنا نستعرض البعض منها.
فوتوشوب خداع يعقوب لأبيه
نجح يعقوب في رسم صورة لنفسه بالفوتوشوب، وبمساعدة أمه “رفقة”، لأنها كانت متخصصة professional في الفوتوشوب، رسم صورة على أنه عيسو أخوه. «وَأَخَذَتْ رِفْقَةُ ثِيَابَ عِيسُو ابْنِهَا الأَكْبَرِ الْفَاخِرَةَ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَهَا فِي الْبَيْتِ وَأَلْبَسَتْ يَعْقُوبَ ابْنَهَا الأَصْغَرَ، وَأَلْبَسَتْ يَدَيْهِ وَمَلاَسَةَ عُنُقِهِ جُلُودَ جَدْيَيِ الْمِعْزَى. وَأَعْطَتِ الأَطْعِمَةَ وَالْخُبْزَ الَّتِي صَنَعَتْ فِي يَدِ يَعْقُوبَ ابْنِهَا».
وقام بعرض الصورة على صفحته، و“راح مشيرها” على صفحة أبيه إسحاق. «فَدَخَلَ إِلَى أَبِيهِ وَقَالَ: “يَا أَبِي”. فَقَالَ: “هأَنَذَا. مَنْ أَنْتَ يَا ابْنِي؟” فَقَالَ يَعْقُوبُ لأَبِيهِ: “أَنَا عِيسُو بِكْرُكَ. قَدْ فَعَلْتُ كَمَا كَلَّمْتَنِي...”»
وإذ بإسحاق، بعد أن تحقق كثيرًا من الصورة بكل حواسه، ينخدع في النهاية وينطلي عليه الأمر. «فَقَالَ إِسْحَاقُ لِيَعْقُوبَ: “تَقَدَّمْ لأَجُسَّكَ يَا ابْنِي. أَأَنْتَ هُوَ ابْنِي عِيسُو أَمْ لاَ؟”. فَتَقَدَّمَ يَعْقُوبُ إِلَى إِسْحَاقَ أَبِيهِ، فَجَسَّهُ». هنا قال مقولته الشهيرة: «“الصَّوْتُ صَوْتُ يَعْقُوبَ، وَلكِنَّ الْيَدَيْنِ يَدَا عِيسُو”. وَلَمْ يَعْرِفْهُ لأَنَّ يَدَيْهِ كَانَتَا مُشْعِرَتَيْنِ كَيَدَيْ عِيسُو» (تكوين٢٧: ١٥-٢٣).
وهذا كان فوتوشوب فيديو لايف وليس صورة فقط، فقد شمل الفوتوشوب حتى رائحة الطعام الذي أعده يعقوب.
فوتوشوب أولاد يعقوب
والحصاد من نفس نوع الزرع؛ فقد احتال إخوة يوسف له ليميتوه، وباعوه عبدًا للإسماعيليين، وأخذوا القميص وغمسوه في الدم (عملوا له فوتوشوب)، وعرضوه أمام أبيهم يعقوب، فانخدع ولم يعلم أنه فوتوشوب، وقال قولته الشهيرة: «قَمِيصُ ابْنِي! وَحْشٌ رَدِيءٌ أَكَلَهُ، افْتُرِسَ يُوسُفُ افْتِرَاسًا» (تكوين٣٧: ٣٣).
فوتوشوب لابان
فوتوشوب مضحك جدًا، أغرب فوتوشوب في التاريخ، فوتوشوب العروسة. وهذا الفوتوشوب ساري المفعول حتى الآن. فقد اتفق يعقوب مع خاله لابان على أن يعطيه راحيل زوجـة له. وإذ بلابان يعمل مع يعقوب فوتوشوب من نوع غريب، فقد وصل الفوتوشوب إلى تغيير الشخصية. فكما غيًر يعقوب شخصيته قام لابان بتغيير شخصية ليئة إلى راحيل، وقد قام بهذا العمل أعظم Makeup artist في ذلك الزمان. ويبدو أن عائلة لابان ورفقة أخته كانوا متخصصين في فن المكياج، لدرجة أن يعقوب بكل مهارته وشطارته انخدع في ليئة وحسبها راحيل. وعندما استيقظ يعقوب في الصباح، ويا لحسرته، كان كل المكياج قد وقع، ورأى الحقيقة.
وهذه القصة تحدث إلى الآن. وإني أُحذر إخوتي الشباب والشابات المقبلين على الزواج: “خلي بالك من الفوتوشوب والميكاب أرتست. ممكن واحدة تكون حاطة صورة البروفايل بتاعها على أنها صورة راحيل، لكنها في الحقيقة هي ليئة، وتكون حاطة اسم الأكاونت مثلاً "توتة الأمورة" وهي في الحقيقة "تيتة تفيدة" مثلاً. أو شابة داخلة بأكوانت "بنت الرب" وهي بعيدة كل البعد عن بنات الرب، أو شاب داخل باسم "ابن الملك" وهو ابن إبليس، كله فوتوشوب”.
فوتوشوب محاكمة المسيح
عملوا فوتوشوب في محاكمة المسيح وطلبوا شهود زور، ولكن لم تتفق شهادتهم؛ فلم يكونوا خبرة في الفوتوشوب. وأخيرًا عمل رئيس الكهنة فوتوشوب آخر بأن مزَّق ثيابه أثناء المحاكمة. وبيلاطس عمل فوتوشوب عندما أخذ ماء وغسل يديه قائلاً «إِنِّي بَرِيءٌ مِنْ دَمِ هذَا الْبَارِّ!» (متى٢٧: ٢٤).
وقد حذر الرب يسوع المسيح من الفوتوشوب عندما قال «اِحْتَرِزُوا مِنَ الأَنْبِيَاءِ الْكَذَبَةِ الَّذِينَ يَأْتُونَكُمْ بِثِيَاب الْحُمْلاَنِ، وَلكِنَّهُمْ مِنْ دَاخِل ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ!» (متى٧: ١٥).
الفوتوشوب شغال في كل أنظمة العالم: السياسية والتعليمية والاقتصادية والدينية، بل أقولها بكل أسف: “أكتر فوتوشوب شغال في الأنظمة الدينية، والقنوات الفضائية مليانة بالفوتوشوب. حتى الخدمة بكل أسف أصبحت مليانة بالفوتوشوب”.
احذروا الفوتوشوب.