أحضر الأب صندوقًا مليئًا باللؤلؤ الثمين الغالي جدًا ووضعه أما أولاده الثلاثة قائلاً: تعلمون كم أحبكم، ولذلك قررت أن أهبكم ما في هذا الصندوق. وفتحه أمام أولاده، قائلاً: يا أولادي الأحباء، من حق كل واحد منكم أن يأخذ من الصندوق ملء كفيه على قدر استطاعته، مهما كانت الكمية، على أن يفعل ذلك مرة واحدة فقط.
بدأ الابن الأكبر فاردًا كفيه عالمًا أنهما الأكبر بين إخوته، واستطاع أن يأخذ قدرًا لا بأس به من اللؤلؤ، وابتهج بغنيمته. جاء الدور على الابن الأوسط، ففرك يديه وكأنه يريد توسيعهما، وفرد أصابعه بشدة بقدر استطاعته، وقام بكبش كمية من اللؤلؤ قاربت من كمية أخيه الأكبر رغم فارق حجم يديهما.
جاء الدور على الأصغر بكفيه الصغيرتين. فإذ به يرتمي في حضن أبيه قائلاً: أبي أعلم أنك تحبني، أليس كذلك؟
أجاب الأب: بكل تأكيد يا صغيري.
تابع الولد: وتعلم كم أثق فيك ثقة بلا حدود
رد الأب فورًا: بالطبع أعلم.
فقال الصغير: إذن لن آخذ أنا لنفسي نصيبي، لكني أطلب منك أنت تأخذ لي نصيبي بيديك أنت.
صمت الأب قليلاً واغرورقت عيناه بدمعهما، واحتضن الولد أكثر، ثم أغلق الصندوق، وقال: بعد أن أخذ أخواك نصيبيهما بالكامل، إني أهبك كل الصندوق.
ففاز الابن، ذو الأيدي الصغيرة، بنصيب أكثر كثيرًا من نصيبي أخويه مجتمعين.
كم نعتمد على إمكانياتنا وحكمتنا الإنسانية في قرارتنا وتصرفاتنا، وننسى يدي أبينا السماوي التي تضمن لنا الأفضل.
«الرَّبُّ نَصِيبُ قِسْمَتِي وَكَأْسِي. أَنْتَ قَابِضُ قُرْعَتِي. حِبَالٌ وَقَعَتْ لِي (طريقة تقسيم الأرض وقتها) فِي النُّعَمَاءِ (في الأفضل)، فَالْمِيرَاثُ حَسَنٌ عِنْدِي» (مزمور١٦: ٥-٦).
من الإنترنت