«وَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ امْرَأَةً أُمْسِكَتْ فِي زِنًا. وَلَمَّا أَقَامُوهَا فِي الْوَسْطِ قَالُوا لَهُ: “يَا مُعَلِّمُ، هذِهِ الْمَرْأَةُ أُمْسِكَتْ وَهِيَ تَزْنِي فِي ذَاتِ الْفِعْلِ، وَمُوسَى فِي النَّامُوسِ أَوْصَانَا أَنَّ مِثْلَ هذِهِ تُرْجَمُ. فَمَاذَا تَقُولُ أَنْتَ؟” قَالُوا هذَا لِيُجَرِّبُوهُ، لِكَيْ يَكُونَ لَهُمْ مَا يَشْتَكُونَ بِهِ عَلَيْهِ. وَأَمَّا يَسُوعُ فَانْحَنَى إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَ يَكْتُبُ بِإِصْبِعِهِ عَلَى الأَرْضِ. وَلَمَّا اسْتَمَرُّوا يَسْأَلُونَهُ، انْتَصَبَ وَقَالَ لَهُمْ: “مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَرٍ!” ثُمَّ انْحَنَى أَيْضًا إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَ يَكْتُبُ عَلَى الأَرْضِ. وَأَمَّا هُمْ فَلَمَّا سَمِعُوا وَكَانَتْ ضَمَائِرُهُمْ تُبَكِّتُهُمْ، خَرَجُوا وَاحِدًا فَوَاحِدًا، مُبْتَدِئِينَ مِنَ الشُّيُوخِ إِلَي الآخِرِينَ. وَبَقِيَ يَسُوعُ وَحْدَهُ وَالْمَرْأَةُ وَاقِفَةٌ فِي الْوَسْطِ. فَلَمَّا انْتَصَبَ يَسُوعُ وَلَمْ يَنْظُرْ أَحَدًا سِوَى الْمَرْأَةِ، قَالَ لَهَا: “يَا امْرَأَةُ، أَيْنَ هُمْ أُولئِكَ الْمُشْتَكُونَ عَلَيْكِ؟ أَمَا دَانَكِ أَحَدٌ؟” فَقَالَتْ: “لاَ أَحَدَ، يَا سَيِّدُ!” فَقَالَ لَهَا يَسُوعُ: “وَلاَ أَنَا أَدِينُكِ. اذْهَبِي وَلاَ تُخْطِئِي أَيْضًا”. ثُمَّ كَلَّمَهُمْ يَسُوعُ أَيْضًا قَائِلاً: “أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ”» (يوحنا٨: ٣-١٢).
تخيل معي هذا... في مجتمع شرقي مغلق.. وسط زحام شديد وهرج ومرج.. مجموعة من الرجال يجُرّون امرأة في مشهد أقل ما يُقال عنه “يا للعار”. لقد راقبوها أيامًا حتى يمسكوها متلبسة بزناها.. لم تتحرك النخوة في قلوبهم لكي يستروها.. ثم لا بأس أن تعاقب بحسب الشريعة.. فهي قد أخطأت.. نعم، لكن أين شريكها؟ ولماذا تركوه يهرب.. بلغة عالمنا اليوم: سوف تدفع الفاتورة بمفردها.
رأى الرجال الأبرار في أعين أنفسهم الغارقين في الشر أنه يمكن أن يضربا عصفورين بحجر واحد:
الأول: إثبات بِرِّهم أمام جموع الشعب برجم الزانية وتطهير المشهد من الزناة.
الثاني: إثبات جنوح يسوع الذي يدعي أنه المسيح (من وجهة نظرهم) عن تطبيق الشريعة وإظهاره كمُتَعدٍّ للناموس، وبذلك يقدمون الدليل على عدم شرعية رسالته.
ساروا يجرون الضحية إلى حيث يقف يسوع.
لا تسألني عن الإنسان في المرأة.. دُمِّرت بالكامل.. عارها يزكم الأنوف.. سمعتها في التراب.. تقول مع ثامار: وأنا أين أذهب بعاري؟... كان صوت الموت يرن في أذنها.. سارت في حارة ضيقة نهايتها الموت لا محال.. إلا من رجل واحد ينبغي أن تعرض عليه ليس لسمو شأنه لديهم.. لكن لجر رجله إلى مشكلة تدينه وتجلب عليه ما يستوجب الموت.
كان اليوم يوم موت.. وللأسف كان هذا يبهجهم.. فكل واحد منهم أعد العدة ليس بحجر واحد لكن بعدة أحجار مختارة بعناية للقضاء على هذه الفاجرة.
عندما حضرت إلى دائرة النور.. تغطَّت... يا للعجب!!
السيد ينحني!! لماذا يا سيدي؟!! كان يتضع ليضع نفسه قريبًا من قلبها المكسور وعينيه المترفقتان ترسل لها الطمان.. هذا هو حمل الله الذي يرفع خطيتها بل خطية العالم.. حتى هؤلاء الأشرار القساة!!
انحنى.. وكتب.. وانتصب واقفًا في مركز القوة والعلم والسلطان.. من كان منكم بلا خطيئة فليرمها أولًا بحجر.. والروح القدس حاضرًا يبكت قلوبهم.. فتسقط الأحجار بعيدًا عن جسدها.. وينصرف الشيوخ.. ثم الشباب.. يا للعار.. مضوا بخطاياهم وخافوا من أن تُفضح خطاياهم علنًا.. فقد آثروا الخطية في الخفاء عن الشفاء في العلن!!
وفُضَّت المحاكمة، وخلا المشهد إلا من السيد القدوس والزانية الخاطئة!!
كان الوحيد من له الحق في أن يقيم الدينونة العادلة توًا.. لكن اليوم كان يوم خلاص.. وضع كتفيه تحت ثقل خطاياها وأطلقها.. معطيا لها كلمة الإبراء اذهبي “ولا تعودي تخطئي أيضًا”.
ذهبت بلا رجعة.. للزنا.. ولا للدينونة.. فالمسيح هناك.
«إِذًا لاَ شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ الآنَ عَلَي الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ» (رومية٨: ١).
هل تمتعت بغفران خطاياك؟
هل تعرَّفت على المسيح المخلّص؟
لا تكن خطاياك، مهما عظمت، عائقًا أمام رجوعك إليه.. إنه سيمحو ماضيك وسيهبك السلام والخلاص الكامل.. لا تؤجل.. اليوم يوم خلاص.. الوقت وقت مقبول.