أعمل في جزيرة “اوكيناوا” اليابان، التي يجتاحها إعصار أطلقوا عليه “التايفون”، يصحبه عواصف شديدة، وأمطار غزيرة قد تسبب فيضانات. لذلك لا يستطيع أحد الخروج من بيته أثناء العاصفة التي حُددت مدتها ما يزيد عن ٣ أيام. لذا وجب عمل بعض الاستعدادات اللازمة حتى تعبر العاصفة بسلام. فينبغي على كل أسرة توفير أشياء ضرورية وهامة وهي: ١. الماء والطعام اللازم لأفراد الأسرة خلال ٣ أيام. ٢. كشافات تعمل بالبطارية عند قطع الكهرباء. ٣. المبرد أو “الكولمان” لحفظ الاغذية المثلجة. ٤. بوتاجاز صغير يعمل بأنابيب الغاز الصغيرة وقت قطع الكهرباء. ٥. أجولة معبأة بالرمل لوضعها أمام الأبواب لحفظ البيت من الفياضانات ولحمايتها من الرياح والعواصف الشديدة.
ولكي نستعد لمواجهة أول تايفون لنا في اليابان ذهبت لشراء الأشياء اللازمة للبيت، فوجدت أنا وكثيرين غيري أن أغلب الأشياء الضرورية غير متوافرة، فقد أنقضَّ عليها الناس مبكرًا ومن ذهب متأخرًا لم يجدها.
فكرت أن هذه المستلزمات الضرورية لها مدلول هام جدًا في حياتنا الروحية. فتأملت لدقيقة أن الماء والغذاء هما رمزان جميلان لكلمة الله، والتي لا يستطيع الإنسان أن يحيا بدونها (أمثال٢٥:٢٥؛ متى٤:٤). و“الكولمان” هو قلب المؤمن «خَبَّأْتُ كَلاَمَكَ فِي قَلْبِي لِكَيْلاَ أُخْطِئَ إِلَيْكَ» (مزمور١١٩: ١١). والكشاف هو الكلمة التي هي سراج لأرجلنا ونور لسبيلنا (مزمور١١٩: ١٠٥)، في عالم مظلم وشرير. وأخيرًا قلت لنفسي: إذا كانت أجولة الرمال التي توضع أمام الأبواب تقي ولو جزئيًا، فماذا يفعل الإنسان الذي لم يحتمِ في المسيح، ولم يبنِ بيته على الصخر عندما تهُب عليه أعاصير الدينونة؟ وتضرعت تضرع المرنم الذي صرخ قائلاً:
حام عني يوم تأتي الريح بالموج العنيف... ومُر الريح وموج البحر حالاً بالوقوف
وتذكرت اليوم الذي سيأتي فيه الرب يسوع المسيح مخلصنا، وقد صار قريبًا جدًا. سألت نفسي وأسألك قارئي: هل أنت مستعد لهذا اليوم؟! وهل أتممت وأعددت الأشياء الضرورية لهذا الحدث الخطير؟ وهل قمت بإصلاح مصباحك؟ وهل ملأته بالزيت؟ أم أنت مثل الجاهلات التي قيل عنهن: «فَأَخَذْنَ مَصَابِيحَهُنَّ وَلَمْ يَأْخُذْنَ مَعَهُنَّ زَيْتًا... فَفِي نِصْفِ اللَّيْلِ صَارَ صُرَاخٌ: هُوَذَا الْعَرِيسُ مُقْبِلٌ، فَاخْرُجْنَ لِلِقَائِهِ! فَقَامَتْ جَمِيعُ أُولَئِكَ الْعَذَارَى وَأَصْلَحْنَ مَصَابِيحَهُنَّ. فَقَالَتِ الْجَاهِلاَتُ لِلْحَكِيمَاتِ: أَعْطِينَنَا مِنْ زَيْتِكُنَّ فَإِنَّ مَصَابِيحَنَا تَنْطَفِئُ. فَأَجَابَتِ الْحَكِيمَاتُ قَائِلاتٍ: لَعَلَّهُ لاَ يَكْفِي لَنَا وَلَكُنَّ، بَلِ اذْهَبْنَ إِلَى الْبَاعَةِ وَابْتَعْنَ لَكُنَّ. وَفِيمَا هُنَّ ذَاهِبَاتٌ لِيَبْتَعْنَ جَاءَ الْعَرِيسُ، وَالْمُسْتَعِدَّاتُ دَخَلْنَ مَعَهُ إِلَى الْعُرْسِ، وَأُغْلِقَ الْبَابُ. أَخِيرًا جَاءَتْ بَقِيَّةُ الْعَذَارَى أَيْضًا قَائِلاَتٍ: يَا سَيِّدُ، يَا سَيِّدُ، افْتَحْ لَنَا! فَأَجَابَ وَقَالَ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُنَّ: إِنِّي مَا أَعْرِفُكُنَّ. فَاسْهَرُوا إِذًا لأَنَّكُمْ لاَ تَعْرِفُونَ الْيَوْمَ وَلاَ السَّاعَةَ الَّتِي يَأْتِي فِيهَا ابْنُ الإِنْسَانِ» (متى٢٥).
عزيزي القارئ: هل سألت نفسك أنت أيضًا هذا السؤال الهام؟ وهل أنت مستعد لمقابلة السيد؟ وماذا ستقول يوم أن تقف أمام العرش العظيم الأبيض؟ هل احتميت في دم المسيح؟ وهل بنيت بيتك على الصخر؟
مسيحي صخري لا يزال... وغيره الكل رمال
ليتك تستعد الآن قبل فوات الآوان؟ فمكتوب: «ٱسْتَعِدَّ لِلِقَاءِ إِلَهِكَ» (عَامُوس٤: ١٢).
سامر نادي