متاعبك النفسية ( السلبية )
السلبية هي موقف إرادي يتخذه الإنسان في ناحية معينة من نواحى حياته يؤدي إلي عدم الاهتمام بهذه الناحية، وقد يصل إلي اللامبالاة بكل مايخص هذه الناحية بينما يكون الشخص إيجابي في بقية نواحي حياته. والسلبية لاتتضمن بالضرورة خطية معينة ظاهرة أو خفية لكنها لغة شخص يقول أنا نائم وقلبي مستيقظ (نشيد الأنشاد 5: 2).
وماأكثر السلبية فى أمور الله حالياً ولاسيما بين الشباب فبدلاً من أن ينطبق عليهم القول «كسهام بيد جبار» (مزمور 127: 4) حيث قمة الإيجابية أصبح ينطبق علي كثيرين منهم القول «إنك لست بارداً ولا حاراً .. هكذا لأنك فاتر» (رؤيا 3: 15 و16) ويشك في إيمانهم.
السلبية ليست جزءاً من التركيبة النفسية للشخص مثل العصبية والهدوء أو الانطوائية والانبساطية، ولاهي سمة أساسية في شخصية الشاب مثل الخوف والوسواس، الأمور التي يصعب تغييرها، ولكنها موقف يتخذه الشخص بإرادته لذلك يمكن تغييرها في حدود طاقة الشاب النفسية.
أسباب السلبية فى الروحيات
* هناك مايسمي بالشخص السلبي. وهذا النوع من السلبية يشمل أغلب نواحي الحياة أو كلها، وهو شخص قليل الطاقة الداخلية، وفاقد الثقة في نفسه، وممتلئ من مشاعر الإحباط والنقص.
* شاب يتخـــذ من الأمـور الروحية مجالاً ليجد نفسه فيه، وإذا فشل في ذلك يلجأ إلي السلبية.
* عدم التقدير لأمور الله .
* ضعف الشــركة مـع الله، وبالتالي عدم تجاوب القلب مع كلامه، لأنه في وجود الشركة، مهما كانت حالتنا النفسيه أو الظروف لابد أن يكون «قلبنا ملتهباً فينا» (لوقا 24: 32) عندما يكلمنا.
* نتيجـة الطمــوح الزائد والرغــبة فــى أخذ الكثير من أمور العالم والقليل من الروحيات تُستنزف الطاقة والوقت في أمور الحياة المختلفة ولا يتبقي للرب أو لأموره إلا القليل.
* المــيل للاسترخــاء وتجـنب تحــمل المشقات والتعب كما قيل عن موآب إنه «مستريح ... منذ صباه» (أرميا 48: 11).
* الاختــــــلاط والاندمــــــاج بالعـــــــالم وأحاديثه ومبادئه يفقدنا الشهية الروحية نحو أمور الله وهذا يؤدي إلي عدم الاهتمام الإيجابى بالروحيات مثل لوط وهو فى سدوم.
* مفاهيم خاطئة عند البعض بأن الاندماج في الروحيات نوع من التعقيد النفسي، وربما يجلب عليه المشاكل مع نفسه أو مع الآخرين، فحكمته الإنسانية وأفكار الشيطان تجعله يفضل الابتعاد عن التعمق في هذا الطريق.
* تــرك المـحــــبة الأولــي (رؤيا 2: 4) فعندما يكون للرب المكانة الأولي ويتقد القلب بمحبته يستحيل أن تكون هناك سلبية.
نتائج السلبية فى حياة المؤمن
* المشغولية بالذات، بنفسي وأموري وليس بأمور الله. كحالة العروس فى سفر النشيد وهى تتلمس الأعذار لنفسها «خلعت ثوبي .. غسلت رجلي ..» (نشيد الأنشاد 5: 3).
* إدانـة الآخـــرين: عـــدم راحـة الضمير عند الشخص السلبي، تقوده إلي إدانة الآخرين ، ليقنع نفسه بوجود عيب فيهم أيضاً، وبالتالي يبرر لنفسه حالته ليريح ضميره.
* التســـاهل مــع الشــر فـي الآخـــــرين، وإدانته بطريقة هزيلة، مثلما فعل عالي الكاهن عندما رأي بنيه يرتكبون أسوأ الشرور ولم يردعهم. (إقرأ 1 صموئيل 2: 23، 3: 13).
* ضعف البصيرة الروحية وعدم التمييز لفكر الله مثلما حدث مع اسحق في أواخر أيامه (إقرأ تكوين 27) وأكثر الأشخاص انعداماً للتمييز هم أكثرهم سلبيه.
* حــــــــالـة الاكتفاء وعدم الشعور بالاحتياج «لأنك تقول أني أنا غني وقد استغنيت» (رؤيا 3: 17).
* ظهور أعراض الطبيعة العتية، فأكثر مؤمن تظهر فيه صفات وسلوك الطبيعة القديمة بصفة دائمة، ليس هو المؤمن الذي يسقط ثم يقوم، بل المؤمن السلبي كما قيل عن موآب «بقيت رائحته فيه، وطعمه لم يتغير» (أرميا 84: 11).
* ظهور علامات الهـزال والفـقر الروحي دون شعور بهذا الهزال مثلما قيل عن أفرايم «أكل الغرباء ثروته وهو لايعرف، وقد رش عليه الشيب وهو لايعرف» (هوشع 7: 9).
* عدم وجود طعم لهذا المؤمن وبالتالى ما عادت له فائدة «صار خبز ملة لم يقلب» (هوشع 7: 8).
* عـــــدم وجـــــود لجـــاجة في الصــلاة، والاكتفاء بما هو روتيني، لأن اللجاجة والصراخ للرب عمل إيجابي.
* السقــــوط الحتمي فـى الخـطية، لأن من يتبع الرب من بعيد لابد أن ينكره في مرحلة لاحقة (لوقا 22: 54-62).
* هبـــــوط المنسـوب الروحـــى العــــام، وبالتالي كل القياسات والأحاديث ستكون علي هذا المستوي، وخطورة سريان هذا التيار بين المؤمنين المحيطين به وخصوصاً لو كان هذا المؤمن من أصحاب الملكات الإنسانيه المؤثرة في الآخرين