« إنني لا أحب مزيداً من الاختبارات» هكذا تأففت شيرلي وهي تري المعلمة تكتب رأس موضوع التعبير علي السبورة وهكذا كان عنوانه «ماذا أريد أن أصبح عندما أكبر». وتمتمت في ضجر «إني أكره موضوعات التعبير .. ثم إنني لا أعرف ماذا أريد أن أكون عندما أكبر».
وفي المساء اجتمعت الأسرة كلها لتناول طعام العشاء، فأخذ كل واحد يحكي الأخبار التي قرأها أو رآها في يومه. فحكي سمير مافعله لمساعدة أحد الجيران في نقل أثاث شقته الجديدة، وقصت الأم خبراً قرأته عن حريق شب في منزل قريب نتيجة للعب طفلين ببعض أعواد الثقاب. ولما جاء دور شيرلي أخبرت أسرتها عن ضيقها من موضوع التعبير وأوضحت اعتراضها عليه بشدة «إني لا أعرف ماذا سأكون عندما أكبر، بل أكثر من ذلك إنني لا أهتم كثيراً بهذا الموضوع».
ربت والدها علي كتفيها قائلاً «بل يجب أن تهتمي ياعزيزتي، إن الحياة هدية ثمينة أعطاها الله لنا، ويجب أن نحياها بأمانة . فحياتنا يمكن أن نحياها إما للرب أو للشر والخطية، وعلي كل منا أن يختار ؟ أمسك الأب بعود ثقاب أشعله وقال لشيرلي «انظري لهذا اللهب ياعزيزتي. هل تظنين أنه يمكن أن يؤدي أي عمل مفيد ؟» أجابته «نعم ياوالدي، يمكنه أن يشعل ناراً للتدفئة أو للطهي» استطرد والدها بالقول «إن وجود عود الثقاب قد يكون مفيداً لكثيرين حين يشعل ناراً للطهي أو التدفئه، ولكن المنزل المحترق الذي سمعنا خبره اليوم يرينا مدي الضرر الذي قد يحدثه نفس عود الثقاب إذا كان في يد أطفال يلهون به، إن حياتك ياشيرلي مثل هذا اللهب، هل تفهمين ياعزيزتي ؟». أجابت شيرلي «أظن ذلك ياوالدي العزيز ... إني أستطيع أن أستخدم حياتي للخير أو للشر ولذلك فسوف أصلي اليوم للرب وأسأله «يارب ماذا تريد أن أفعل».
ماذا عنك أنت ياصديقنا العزيز ؟ هل فكرت فيما تريد أن تكون حين تكبر؟ لاتتخذ قرارك بتسرع، لكن ابدأ بأن تسأل الرب فوراً «ماذا تريدني يارب أن أكون». لتكن لديك رغبة قوية في إرضائه وخدمته في الطريق الذي يختاره هو لك. افعل ذلك لتكون مفيداً لنفسك وللآخرين من حولك.
أن أفعل مشيئتك يا إلهى سررت مزمور 40 : 7