بينى وبينك

  *  أحياناً أشعر أن حياة الإيمان والاتكال المطلق علي الرب هي فكرة نظرية (هكذا بدأ الشاب حديثه مع صديقه الشيخ) فهناك الكثير في هذا المجال مما أقتنع به لكن لا أستطيع أن أعيش بمقتضاه؛ فليس من السهل بالنسبة لي أن أعيش مالا أراه بعيني. 

+ لكن الإيمان في الكتاب يعطينا «الثقة بما يرجي (أي مالم يتحقق بعد) والإيقان بأمور لاتري» (عبرانيين 11: 1). 

*  ألعل الإيمان إذاً هو قفزة في الظلام ،وكأننى  أتحرك إلي حيث لا أدري وليكن مايكون؟!

+ علي العكس ياصديقي، إن الإيمان هو مجموعة من الحقائق المؤكدة والتي من خلال إدراكنا لايمكننا أن نعيش حياة الإيمان.

* أية حقائق؟

+ أول كل شئ: ينبغي أن تدرك ثلاثة أمور أساسيه عن الله.
*  وماهي؟

+ أولاً: أن الله قدير لايعسر عليه أمر.

 * إني أدرك ذلك تماماً

+ثم أنه حكيم يضع كل شئ في محله، فلا يخطئ في اختيار أو توقيت أو تنفيذ أمرٍ ما.

*  وهذا أيضاً أثق فيه.

  + إذاً يبقي أن نسلم تماماً بأنه محب وبمحبته هذه يوظف كل قدرته مستخدماً كل حكمته لصالحنا.

*  إني أصدق كل هذا، لكني أشعر بأن هناك ماينقصني لأترجم ذلك إلي حياة عملية.

+ إن ماينقصك هو أن تعلم أن حياة الإيمان هي حياة تدريب، وتدريب حياة. 

*  ماذا تعني بحياة تدريب؟

  + أعني أنه لن يكون لك كل الإيمان في يوم وليلة. بل الأمر يبدأ بتصديق الله في أمور قد تبدو بسيطة، وإذ تصدق الله في ذلك تصديقاً غير مشروط أطلب منه أن يدرب إيمانك كما طلب التلاميذ قديماً «زد إيماننا» (لوقا 17: 5) وهكذا يخطو بك الرب خطوة إلي الأمام ليدرب إيمانك علي أمورٍ أعظم.

*  لكني في الواقع كثيراً ماأصطدم ببعض المواقف التي أراها أكبر من إيماني.

+ كن كذلك الرجل الذي قال للرب يوماً أمام أمرٍ عظيم «أؤمن ياسيد (لكن إيماني أصغر من هذا الأمر) فأعن عدم إيماني» (مرقس 9: 24). وثق أن للرب خطة تدريبية رائعة ليصل بإيمانك للمستوي الذي يرضيه هو.

  *  وماذا إذا بدأت بالثقة في الرب في أمرٍ ما لكني شككت فلم أستطع أن أكمل طريق الإيمان ؟

+ افعل كبطرس الذي صدق الرب فمشي علي الماء، وعندما شك ابتدأ يغرق، لكنه صرخ في الحال «يارب نجني» فنجاه الرب. لذلك لاتفشل إذا فشلت.
 
*  ماذا تقصد؟
 
+ ثق أن الرب يقدر ضعفنا البشري ويعرف كيف يتعامل معه طالما وجد فينا رغبة مخلصة في التدرب علي حياة الإيمان.

*  وماذا كنت تقصد بالقول أنه تدريب حياة ؟

+ أقصد أنه طول عمرنا سنظل نتدرب، فلن نصل في حياة الإيمان إلي نهاية. بل كل يومٍ مع المزيد من الدروس.

* وهل من نصيحة أخري ؟

+تأمل في حياة رجال الإيمان في الكتاب المقدس كإبراهيم وموسي وبولس وكل من ذكروا فى سحابة الشهود فى عبرانيين 11، وأنظر كيف درب الله إيمانهم ثم كيف كافأ هذا الإيمان وكيف قدره.  وتتمثل بنقاط الإيمان فى حياتهم.

افترق من الصديقان بعد ذلك، وصديقنا الشاب يردد صلاة فى قلبه «زد إيمانى، أعن عدم إيمانى، نجنى من شكوكى»