مثل شعبي مصري، يعني أن من ليس له عمل ذي قيمة يشغل وقته، سيفعل أفعالاً تافهة (كفتح الباب ثم إغلاقه مرة أخرى)، وغالبًا ما تكون تصرفاته مزعجة (تخيَّل تكرار صوت إغلاق الباب)، وقد تصل إلى حد الضرر (فيتلف الباب من سوء استخدامه أو يصدم أحدهم). والكتاب المقدس يعلمنا أن الإنسان مخلوق للعمل المفيد حتى في الجنة «أَخَذَ الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ وَوَضَعَهُ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ
لِيَعْمَلَهَاوَيَحْفَظَهَا» (تكوين٢: ١٥)، فالكل خُلق لغرض. والأمر أكثر إلزامًا للمؤمنين الذي يُقال عنهم «مَخْلُوقِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ (الخليقة الجديدة)
لأَعْمَال صَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ اللهُ فَأَعَدَّهَا لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا» (أفسس٢: ١٠)، والرب «بَذَلَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، لِكَيْ يَفْدِيَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، وَيُطَهِّرَ لِنَفْسِهِ شَعْبًا خَاصًّا
غَيُورًا فِي أَعْمَال حَسَنَةٍ» (تيطس٢: ١٤).
ومن يعرف هدف حياته ويسعى خلفه لا بد وأن يكون سبب بركة ويفيد كثيرين. أما من لا يعرف هدفًا لحياته فهو موضوع هذا المثل، ولن نجد منه إلا:
التوافه ونتائجها: في يومٍ كان شعب الله في معركة مهمة، يُقال لأحد أسباطهم: «لماذا قعدتم بين الحظائر؟ هل لتسمعوا الرعاة يصفرون للغنم (أمر لا قيمة له بينما الحرب دائرة)؟ (والنتيجة) بين بني رأوبين وقع جدال عظيم!» (قضاة٥: ١٦ ترجمة تفسيرية). وللأسف هذا يحدث كثيرًا هذه الأيام؛ فبينما يجب أن ندرك أننا في حرب روحية مع إبليس وأدواته ونستعد لها ليس فقط للدفاع بل أيضًا لخطف نفوس منه، تجد من المدعوين مؤمنين الكثيرين يضيعون وقتهم (الذي هو عمرهم) في توافه الأمور، من انشغال مبالَغ بمواقع التواصل الاجتماعي والمظهر و”الخروجات“ والحفلات والمجادلات التي لا تبني. والنتائج واضحة للعين. إنها حالة فقدان للهدف مؤسفة.
إزعاج الآخرين وإضرارهم: في قضاة٩ مثل رمزي نرى فيه أشجار الزيتون والتين والكروم تعرف هدفها فترفض ما عداه مهما كان إغرائه، بينما شجرة الشوك (العوسج) تبحث عن أي دور «فَقَالَ الْعَوْسَجُ لِلأَشْجَارِ: إِنْ كُنْتُمْ بِالْحَقِّ تَمْسَحُونَنِي عَلَيْكُمْ مَلِكًا فَتَعَالَوْا وَاحْتَمُوا تَحْتَ ظِلِّي (تخيل ظل شجرة الشوك وكم هو مزعج). وَإِلأَّ فَتَخْرُجَ نَارٌ مِنَ الْعَوْسَجِ وَتَأْكُلَ أَرْزَ لُبْنَانَ! (ضرر لأمور غالية)». وكم من مرات نزعج الآخرين بأفعالنا الناشئة عن الفراغ؛ من ”مسك سيرة“ وتنمر، ومقالب ندعي أنها فكاهة، ومعارك تافهة. وللأسف نضر الآخرين ونجرح مشاعرهم بطرق شتى!!
حتى داود: هذا البطل العظيم، عندما نسى هدف حياته وترك شعب الله في الحرب وظل على فراشه للمساء ومن الفراغ قام يتمشى على السطح؛ وقع في خطيته المرعبة التي لطخت مسيرته المشرفة للأسف (٢صموئيل١١).
فواضح إنه إما أن نعرف هدف حياتنا ونسعى لتحقيقه أو نضيع العمر في ما لا ينفع، بل يضر. فلنكف عن فتح الباب وإغلاقه ونسعى وراء هدف يستحق الحياة.