«وَفِي الْيَوْمِ التَّالِي ذَهَبَ إِلَى مَدِينَةٍ تُدْعَى نَايِينَ، وَذَهَبَ مَعَهُ كَثِيرُونَ مِنْ تَلاَمِيذِهِ وَجَمْعٌ كَثِيرٌ. فَلَمَّا اقْتَرَبَ إِلَى بَابِ الْمَدِينَةِ، إِذَا مَيْتٌ مَحْمُولٌ، ابْنٌ وَحِيدٌ لأُمِّهِ، وَهِيَ أَرْمَلَةٌ وَمَعَهَا جَمْعٌ كَثِيرٌ مِنَ الْمَدِينَةِ. فَلَمَّا رَآهَا الرَّبُّ تَحَنَّنَ عَلَيْهَا، وَقَالَ لَهَا: ”لاَ تَبْكِي“. ثُمَّ تَقَدَّمَ وَلَمَسَ النَّعْشَ، فَوَقَفَ الْحَامِلُونَ. فَقَالَ: ”أَيُّهَا الشَّابُّ، لَكَ أَقُولُ: قُمْ!“. فَجَلَسَ الْمَيْتُ وَابْتَدَأَ يَتَكَلَّمُ، فَدَفَعَهُ إِلَى أُمِّهِ. فَأَخَذَ الْجَمِيعَ خَوْفٌ، وَمَجَّدُوا اللهَ قَائِلِينَ: ”قَدْ قَامَ فِينَا نَبِيٌّ عَظِيمٌ، وَافْتَقَدَ اللهُ شَعْبَهُ“» (لوقا٧: ١١-١٦).
كانت ليلة حزينة بكل المقاييس عاشتها هذه الأرملة التي فقدت ابنها الوحيد. لم يستطع شخص في المدينة الهادئة أن ينطق بأي كلمة لتعزيتها أو تبريد نار قلبها. لم يعد لها رجاء آخر ولا سنيد تستند عليه؛ فقد مات من قبل، وها هو ابنها الوحيد أيضًا. خيم الحزن على بيتها وعلى كل المدينة. وأما أصعب اللحظات عندما تحرك النعش ببطء يحمله شبان إلى المثوى الأخير. صرخاتها المكتومة لم يسمعها أحد من الناس والآمها لا يقدر على تحملها البشر.
في هذه الأثناء كان موكب آخر يتحرك إلى نايين. موكب يقوده المُحب الأعظم، زائر الأرض السماوي العجيب. عندما اقترب ورأى ما رأه من كآبة المرأة ونحيبها ونحيب جيرانها، قال كلمته الأولى: «لاَ تَبْكِي». قد يثير هذا القول استهجان البعض أو على الأقل تَعجبَّهم. فماذا عساها أن تفعل؟ لكن الرب بحنان بالغ قال الكلمة والمرأة شعرت بهيبته وحنانه معًا. لكنه لم يقل هذه الكلمة فقط بل لمس النعش فأوقف الحاملون. لقد أوقف المسيح قرار الموت!! يا للعجب. ثم يقول الكتاب «فقال» بسلطان الله المتجسد «أَيُّهَا الشَّابُّ، لَكَ أَقُولُ: قُمْ! فَجَلَسَ الْمَيْتُ وَابْتَدَأَ يَتَكَلَّمُ، فَدَفَعَهُ إِلَى أُمِّهِ». يا لها من لحظة فارقة غادر فيها الحزن قلبها وحلت أفراح قيامة الابن في محضر المسيح المخلص العظيم.
إنه موعد مع الحياة لميت في ريعان الشباب وهو أيضًا موعد مع الأفراح لقلب أم أدمى الحزن قلبها.
صديقي
الخطية تنتج الموت الروحي وفي نهاية الرحلة الموت الأبدي (أي الطرح في بحيرة النار) والميت يغلفه صفات الموت:
- لا حياة فيه.
- محمول تدفعه أمواج الشر إلى مصيره التعيس.
- مكانه التراب حيث الانحطاط الأدبي وحيث عظام الأموات وكل نجاسة.
- مصيره محتوم الطرح في بحيرة النار.
- يسبب الحزن لمن حوله.
ولا سبيل للنجاة ولا طريق آخر للخلاص إلا في لقاء يسوع. فماذا يقول الكتاب. «لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ، وَأَمَّا هِبَةُ اللهِ فَهِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا» (رومية٦: ٢٣).
فهل اختبرت الحياة في المسيح؟ إن تعرفت عليه كالمخلص فهنيئًا لك وإن لم تتعرف به بعد فلا تؤجل فالعمر ليس بمضمون. «تَعَرَّفْ بِهِ وَاسْلَمْ. بِذلِكَ يَأْتِيكَ خَيْرٌ» (أيوب٢٢: ٢١).