ربت الشيخ علي كتف صديقه الشاب وهما يتلاقيان بالابتسام، وبادره بالقول بلهجة مملؤة بالتشجيع :
* أعتقد أن السنة الدراسية قد وصلت إلى ذروتها الآن.
** نعم . وهذا يعيد إلى ذهني تساؤلات طالما راودتني.
* وماهى تلك التساؤلات؟
** هل أهتم بمذاكرتي أم لا؟
* ولِمَ لا؟
** أحياناً أري أن اهتمامي بالتحصيل والدراسة هو أمرٌ ضد الإيمان، فهو اهتمام بالغد واتكال علي إمكانياتي الشخصية.
* تفكير غريب!
** وأكثر من ذلك إني أحياناً أعتبر أن الاهتمام بالدراسة والنجاح هو اهتمام بأمور أرضيه.
* بالعكس ياصديقي، إنني أري أنه حينما تكون طالباً مجتهداً فإنك بذلك تعيش إرادة الله لك.
** ماذا تقصد!
* أقصد أن الله أراد لك أن تكون طالباً في الفترة الحإلىة. وهو يتوقع من كل مؤمن - وبالتإلى منك - أن يعمل كل مايعمل من القلب. فهو يريد الطالب مجتهداً والموظف مُجداً بل وحتى من هم في أبسط الأعمال أو أقل المسئوليات يجب أن يبذلوا الجهد. وينتظر من كل مؤمن في موقعه أن يعمل بجدٍ واضعاً في حسبانه أنه بذلك يخدم الرب لا الناس (إقرأ أفسس 6: 5-9، كولوسي 3: 22-25).
** إنها أول مرة أفكر في هذا الموضوع بهذه الطريقة. (صمت الشاب قليلاً ثم استطرد قائلاً) ولكن لا أخفيك سراً أنني كثيراً ماأشعر بالقلق من أمر النتيجة.
* دع الأمانة والإيمان يسيران جنباً إلى جنب. فبالأمانة تبذل ماعندك لتكرم الرب في الموقع الذي وضعك فيه. في ذات الوقت يلعب الإيمان دوره فتثق أن إلهك المحب الحكيم القدير يذخر لك أفضل النتائج.
** إن هذا يعطي رونقاً أفضل للدراسة.
* نعم، إنها فرصة عظيمة للعيش بالأمانة ولتدريب الإيمان. أي أنها فرصة لتتمتع بأمانة الرب من جهتهك وتمتعه هو بأمانتك.
** عظيم ، الآن استأذنك الانصراف.
* إلى أين؟
** إلى مذاكرتي، لأستمتع بمفهومها الجديد.
* لكن احترس؛ كن متزناً. فلا تدعها تأخذ وقتك أكثر مما تستحق ولا تدعها تسرق وقت خلوتك بالرب أو حضورك للاجتماعات. بل استفد من جو التحصيل لتدرس أكبر قدر من كلمة الله وللاقتراب للرب أكثر.
** صلِ من أجلي لكي أوفق في ذلك.