قانون الإضافات البسيطة

هو مبدأ يستعمله الكثير من النجوم والمشاهير في مجالات مختلفة، ويعتمد على بناء عادة صغيرة مفيدة والحرص على تنفيذها "كل يوم" لفترة من الزمن ومع مرور الوقت، تتكون لديهم عادة فعلها، ويبدأون في حصد نتائج مُذهلة بالمقارنه مع أقرانهم في نفس المجال.

مجهود صغير، لكن الفرق في النتائج كبير وضخم.

بناءً على هذا القانون، بنى عملاق كرة السلة الأمريكية "كوبي براينت Kobe Bryant" تاريخه الكبير في الرياضة الأولى بأمريكا، وأشار إلى هذا المبدأ في حديث تليفزيونى مع طلبة الجامعة. صرح براينت، بأنه بمجرد ممارسته لكرة السلة، وضع أمام عينيه حلمه الأكبر بأن يكون أحد أشهر اللاعبين في تاريخ كرة السلة الامريكية. ولكي يحقق كل تلك النجاحات، كان يحرص على التمرينات الرياضية يوميًا فقد كان مطلوب منه أن يتدرب على الأقل مرتين يومين بحسب تعليمات مُدربيه، لكنه قرر أنه سيتدرب ثلاث مرات يوميًا، أي أنه سيقوم بإضافة تدريب واحد فقط كل يوم. وفي سبيل ذلك الهدف كان عليه أن يُضحي بالكثير من الوقت الذي يقضيه في أمور تأخذه بعيدًا عن حلمه، إلى جانب النوم والاستيقاظ مبكرًا يوميًا لكي يستفيد بأكبر وقت ممكن في بدايات اليوم للتدريبات فقط. وأضاف:

عندما كان الفريق يتجمع للتدريب اليومي الأول قبيل الساعة ١٠ صباحًا، أكون أنا انتهيت من تدريبي اليومي الأول، فأنا أحرص على الاستيقاظ حوالي الساعة ٥ صباحًا، وابدأ أول تدريب على الساعة ٦ صباحًا، ومع حلول ظهر اليوم، يكون مُعظم أصدقائي في الفريق أجروا تمرينا واحدًا فقط وهم مكتفون بذلك، بينما أنا أكون انتهيت من تدريبين بدلًا من تدريب واحد. لم أُخبر أحد بذلك الروتين اليومي الصغير، لكن مع مرور وقت قليل، بدأ كل من حولي يلاحظون الفرق في مستواي الرياضي. ومع مرور سنة كاملة، أكون أنا بذلك متفوق على زملائي في الفريق بما لا يقل عن ٣٠٠ تدريب سنويًا، ومع مرور السنين وحرصي على أداء تدريبي الإضافي اليومي بدأت النتائج تظهر على مستواي، تهديفي، قيمتي التسويقية وأجرى كلاعب. وشعرت إنني اقتربت جدًا من تحقيق حلمي يوم بعد الأخر، كل ذلك سببه التزام "يومي" صغير صممت على نفسي تنفيذه فحرصت على أداء تدريب إضافي يومياً!".

أعزائي الشباب، أُعجبت جدًا بقانون "الإضافات البسيطة" وأدركت قوة تأثيره في قيمة حياة الكثيرين ممن اتبعوه في مجالات مُختلفة. لذا على قلبي أيضًا إن نلتفت قليلًا لبعض الأمور الصغيرة في مجال حياتنا الروحية مع الرب يسوع، والتي يمكن إضافتها لروتين حياتنا اليومية – حتى وإن كان مزدحمًا - لكن مع استمراريتنا، حتمًا سوف نرى نتائج كبيرة مع مرور الوقت بنعمة الرب.

١- افتداء الوقت

الوقت هو أعظم ثروة يمتلكها الإنسان، فإذا توقف الوقت، انتهت الحياة، لكن - ويا للأسف - كثيرًا ما لا ندرك قيمة الوقت ونهمله، فنكتشف مرور أيام وسنين عديدة بدون الاستفادة به كما يجب؛ فتمضي الفرص بلا رجعة لأننا لم نحرص على مراجعة كيف نقضي وقتنا. لذا حذرنا الرسول بولس قائلًا: «فَانْظُرُوا كَيْفَ تَسْلُكُونَ بِالتَّدْقِيقِ، لاَ كَجُهَلاَءَ، بَلْ كَحُكَمَاءَ، مُفْتَدِينَ الْوَقْتَ لأَنَّ الأَيَّامَ شِرِّيرَةٌ» (أفسس٥: ١٥، ١٦). ليساعدنا الرب أن نفتدي الوقت، خاصة في أيام الشباب: «فَاذْكُرْ خَالِقَكَ فِي أَيَّامِ شَبَابِكَ، قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَ أَيَّامُ الشَّرِّ أَوْ تَجِيءَ السِّنُونَ إِذْ تَقُولُ: لَيْسَ لِي فِيهَا سُرُورٌ» (الجامعة ١٢: ١).

٢- الصلاة

الصلاة هي الوقود الذي يُغذي قاطرة حياة الإيمان، فإهمال الصلاة والتكلم مع الله، لهو سهم خطير جدًا يضرب به الشيطان، وللأسف يقع فيه الكثير من المؤمنين، وبالتالي تَضعُف الحياة الروحية. دعونا نلتفت لتلك الوصية الغالية من الرب يسوع نفسه «يَنْبَغِي أَنْ يُصَلَّى كُلَّ حِينٍ وَلاَ يُمَلَّ» (لوقا١٨: ١)، فما أحلى حياة الصلاة كل يوم، بل كل اليوم، أنها تؤدي حقًا إلى نتائج عظيمة وضخمة «انْظُرُوا أَنْ لاَ يُجَازِيَ أَحَدٌ أَحَدًا عَنْ شَرّ بِشَرّ، بَلْ كُلَّ حِينٍ اتَّبِعُوا الْخَيْرَ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ وَلِلْجَمِيعِ. افْرَحُوا كُلَّ حِينٍ. صَلُّوا بِلاَ انْقِطَاعٍ. اشْكُرُوا فِي كُلِّ شَيْءٍ، لأَنَّ هذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ اللهِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ مِنْ جِهَتِكُمْ. لاَ تُطْفِئُوا الرُّوحَ.» (١تسالونيكي٥: ١٥-١٩)

٣- قراءة ودراسة الكتاب المُقدس

الكتاب المُقدس، كلام وأنفاس الله للإنسان «وُجِدَ كَلاَمُكَ فَأَكَلْتُهُ، فَكَانَ كَلاَمُكَ لِي لِلْفَرَحِ وَلِبَهْجَةِ قَلْبِي» (إرميا ١٥: ١٦)، لكن وبكل أسف، كثيرًا ما يُحارَب من إبليس وجنوده. قمة الحرب تأتي في شَغل المؤمنين عن قراءة ودراسة الكتاب المقدس، وإبعادهم عنه وبالتالي تَفتُر الحياة الروحية، ويقل التأثير في الآخرين.

ليساعدنا الرب علي الحرص لقرائه ودراسة الكتاب المقدس "كل يوم"، ولنا في أهل بيرية خير نموذج: «وَكَانَ هؤُلاَءِ أَشْرَفَ مِنَ الَّذِينَ فِي تَسَالُونِيكِي، فَقَبِلُوا الْكَلِمَةَ بِكُلِّ نَشَاطٍ فَاحِصِينَ الْكُتُبَ كُلَّ يَوْمٍ: هَلْ هذِهِ الأُمُورُ هكَذَا؟» (أعمال الرسل١٧: ١١)

٤- تبعية المسيح

فور إعلان إيماننا بالرب يسوع كالمخلص الشخصي لحياتنا من عبودية وقيود الشيطان، يأتي بعدها التبعية اليومية لتعاليمه ومبادئه في كل تفاصيل حياتنا «وَقَالَ لِلْجَمِيعِ: إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي، فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ كُلَّ يَوْمٍ، وَيَتْبَعْنِي» (لوقا٩: ٢٣). أعلم تمامًا أن تبعية المسيح ليست بالأمر الهين والسهل، بما في ذلك من تحديات سواء في العمل، العلاقات العامة والخاصة، لكنها تتطلب التدريب والممارسة اليومية، ليساعدنا الرب على ذلك بكل ما نملك من قوة وإرادة، مرنمين مع المرنم

" صممت إني أتبع يسوع.. أتبع يسوع.. أتبع يسوع بلا رجوع "